Al Jazirah NewsPaper Monday  25/05/2009 G Issue 13388
الأثنين 01 جمادىالآخرة 1430   العدد  13388
وجهة نظر.. لدوري قوي وممتع !!
كتب - صالح رضا

 

بعيدا عن البطولة الآسيوية للأندية القائمة حاليا.. فقد اختتم موسمنا الكروي السعودي ختاما ناجحا إلى حد كبير ومثير وجميل.. رغم الهنات التي صاحبته هنا أوهناك طوال مشوار الموسم الطويل والمتعب.. إضافة إلى كونه استثنائيا بصورة خاصة لإعداد المنتخب الوطني لنهائيات مونديال 2010 في جنوب إفريقيا بمشيئة الله.....

من خلال هذا الموسم المنتهي.. الذي بُذِلَ فيه جهد كبير ومضن وطويل لا نملك إزاء ذلك إلا تقديم الشكر والتقدير للقيادة الرياضية متمثلة في صاحبي السموالملكي الأميرين سلطان بن فهد ونائبه نواف بن فيصل ولنهنئهم من أعماق قلوبنا على قيادة سفينة الموسم الكروي بحكمة وتمكن وتمرس وحيادية وتغليب المصلحة العامة حتى على راحتهما الشخصية.....

هذا ومن وجهة نظري المتواضعة التي تسعى لمناقشة بعض أوجه القصور التي حدثت في الموسم الماضي وما استشرفه للموسم القادم أتناولها بعيدا عن ترتيب أهميتهما وهي كالتالي:

1- الجداول.. وجداول المباريات كانت سلبياتها كثيرة وواضحة للجميع ولكنها كانت توضع تحت بند (الموسم الاستثنائي).. وذلك ماض انتهى وعلينا الاهتمام بالمستقبل ونثمّن طرح روزنامة المسابقات الكروية للموسم القادم.. وهنا أطرح وجهة نظر مختصرة.. وهوما يخص مسابقة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - فهي تستهدف اللاعبين تحت ثلاثة وعشرين عاما.. وهنا يبرز السؤال الذي يفرض نفسه وهو: كم لاعبا محترفا في كشوفات أندية الممتاز تحت ثلاثة وعشرين عاما ؟!!.. الجواب حسب ما أعرفه هم في حدود خمسة إلى سبعة لاعبين كحد أعلى في الأندية.. بينما الباقي سيمثل لاعبين أكبر من ثلاثة وعشرين عاما وحددهم النظام بخمسة لاعبين.. فما العائد على الأندية من هذا التحديد ؟!!.. حيث ستكون الفائدة محدودة وعبئا على الأندية وعلى الموسم الكروي.. بينما لوكانت المسابقة التي تحمل اسما عزيزا على الرياضة السعودية بل وعلى الوطن بكامله تستهدف اللاعبين تحت واحد وعشرين عاما مع استثنائها من شروط الاحتراف.. عندها ستكون فائدتها للأندية وللمنتخبات الوطنية عظيمة بكل ما تحمله الكلمة وستخرج لنا أجيالا من اللاعبين المتميزين مما يثري الأندية السعودية وبالتالي المنتخبات الوطنية بلاعبين متمرسين من مخرجات دوري كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله -.

2- الناقل الحصري.. وعلاقته بإقامة جميع المباريات في يوم واحد مما أفقد الرياضيين والجماهير الكروية إمكانية متابعة مباريات مهمة لانشغال تلك الجماهير بمتابعة مباريات فرقها أومتابعة مباريات الدربي وهذا بحد ذاته وأد لمتعة الدوري السعودي الممتع حقيقة.. ووأد لثقافة إحياء التنافس الرياضي الايجابي بين جماهير الأندية وأنا هنا أتكلم عن ملايين وليس آلافا أومئات الألوف.. فالمملكة دولة كبيرة.. وتوجد بها مجتمعات متجانسة في وحدة نحسد عليها.. لذا نعتب على من حرم تلك الملايين من متابعة جميع أومعظم مباريات الكرة السعودية كما ينبغي أن تكون.. وهنا نعتب على الجهة التي وضعت جدول المباريات الذي حرم ملايين المتابعين للدوري السعودي أكثر من غيرها وذلك لفائدة الناقل الحصري.. وكل ذلك دون علم القيادة الرياضية بالهدف التجاري بين واضع الجدول والناقل الحصري.. بينما هذا الناقل الحصري يقول بملء فيه لنا كإعلام : لماذا الحسد إذا استفدنا من إقامة كل المباريات في يوم واحد ؟!!.. وإذا أراد الطرف الذي وضع الجدول (تنفيعنا) فما دخلكم أنتم ؟!!.. نعم لم الحسد ؟!!

فالناقل الحصري ليس عليه ملامة لكونه شركة تجارية تعنى بالربح المادي أولا.. ثم رعاية أحد الأندية التي توافق ميول ابن صاحب الناقل الحصري.. بينما الجماهير السعودية تأتي في هامش الاهتمام لديهم.. لذا نأمل مراعاة المنفعة العامة وهي إعطاء الجماهير الرياضية حقها في متابعة معظم مباريات الموسم بعيدا عن رغبات ابن صاحب الشركة الناقلة.. فالاهتمام بتلبية رغبات أبناء الوطن من الجماهير العريضة لكل الأندية السعودية وتغليبه على المنفعة الخاصة هوما يجب أن يسود.

3- لجنتا الانضباط والحكام.. وسوف أختصر هنا وأقول: إنه يجب أن تكون تلك اللجنتين، وكل لجان اتحاد الكرة محل متابعة ومساءلة وتفحيص وتمحيص من قبل القيادة الرياضية في كل أمر ولكل موضوع يتعلق بالجداول والحكام والعقوبات.. فهناك تفاوت في العقوبات من لجنة الانضباط ولا يتسع المقام والمقال لسردها.. وأيضا لجنة الحكام الرئيسية لها تجليات عجيبة في بعض الأحيان.. وهناك مشاكل تحكيمية حقيقية تواجه أندية لصالح أندية أخرى حتى ولومن باب الصدفة وليس من باب العمد كما حصل من الحكم عبدالله القبيسي عندما (أهدى) دوري المحترفين للاتحاد - دون قصد - وذلك بإحداث فارق نقطي بين الاتحاد والهلال وصل إلى أربع نقاط.. ثلاث منها بهزيمته للهلال أمام نجران بنجران والرابعة بإهداء التعادل للاتحاد بعد أن كان مهزوما بنتيجة 2-1 أمام الحزم بالرس..

أيضا هناك نقص ملموس في الكوادر المتمرسة في اللجان فما المشكلة في التعاقد مع خبراء أوربيين تحديدا لترؤس لجان اتحاد الكرة أويكونون مستشارين نافذين مرتبطين مباشرة بسمو الرئيس وسمونائبه.. والسير بتلك اللجان وفق تعليمات الفيفا وتطبيق قوانينها.. وليرتاح الجميع بعيد عن الاجتهادات الشخصية وحفاظا على إضفاء الثقة في الوسط الرياضي برمته وسد المنافذ على ضعاف النفوس أينما كانوا....

أيضا هناك ملاحظات حول الحكام الأجانب.. فالشيء المقلق في موضوعهم ذلك التباين في مستوياتهم وقراراتهم بينما نراهم عندما يحكمون في بلادهم منضبطين ومهتمين بأداء أمانة العمل.. ولا ننظر لبعض الحكام الأجانب الذين كانت أخطاؤهم كارثية فهناك الحكم اليوناني الذي حكم نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين فقد كان حازما ودقيقا ومبهرا ومتابعا لكل الحيل الكروية فوقعت كارثة حقيقية على الاتحاد وعلى المنبرشين منهم.. فلماذا لا نجلب من الحكام الأجانب أمثال هذا الحكم الحازم ؟!!.. ومما يؤكد أن هناك من يجتمع معهم.. فجميعهم عند أداء الضربة الحرة يؤشرون على الصافرة بكل وضوح مستفيدين من إشكالية هدف الشلهوب في مرمى الاتحاد قبل مواسم.. وهذا في نظري شيء جيد أن ينبه الحكام لتلافي الأخطاء ولكن غير الجيد هواستقدام حكام قليلي الخبرة أوعلى وشك الاعتزال وتزويدهم أحيانا بمعلومات مغلوطة عن طرفي اللقاء.. فلماذا لا يكونون من صنف الحكم اليوناني كيروس فاساراس....

4- التجار.. نشكر ونثمّن دور التجار على دعمهم لرياضة الوطن متمثلة في أندية المملكة ودورهم كأعضاء شرف أوحتى كرؤساء الأندية.. وأنديتنا - ولله الحمد - ثرية بأعضاء شرفها بصورة خاصة وبكل الكوادر المتطوعة في خدمة الأندية السعودية.. والسلبية التي تطفوعلى السطح من بعض أولئك التجار هودخولهم للوسط الرياضي ليس حبا في خدمة الرياضية بقدر ما هوهياما في الظهور والبهرجة الإعلامية والتواجد في الإعلام المرئي والمقروء.. وشاهدوهم في المباريات المنقولة.. فلابد أن تنقل صورة التاجر عشرات المرات فالمهمة الأولى لديهم هوظهورهم وبقاؤهم ملء العين والبصر.. فيضعون لهم مونتير وهم يتابعون صورهم حين تظهر.. فتأخذهم النرجسية الحالمة في عالم الشهرة المستهدف من قبلهم.. حتى إذا ما جاء هدف لفريق أي منهم فينتظر الكاميرا متى ما توجهت عليه اخذ يرفع يديه ويشوح ويطوح بهما يمنة ويسرة وكأنه فاتح صنديد لا يشق له غبار.. وهذا في الأعراف الكروية وأعراف النقل التلفزيوني غير موجود إلا عندنا حتى إن ظهورهم يكون أحيانا أكثر من ظهور راعي المباراة وهذا نسميه وفي كل الأعراف (عيب) وعيب كبير أن يتم تجاهل راعي المناسبة وتوجه الكاميرات على التجار.. أيضا وكما أسلفت أنه غير معمول به إلا في دوري المملكة بينما في أوربا لا نعرف شكل وملامح مالكي الأندية العالمية فلا أحد يعرفهم أوحتى يهتم بهم.. فمن منا يعرف مالك أورئيس برشلونة مرورا بالريال الملكي وانتقالا إلى المان يونايتد وشلسي وغيرها من الأندية.. فهذه الظاهرة يجب أن تنتهي من ملاعبنا تماما حتى نظهر بالمظهر الحضاري الذي يسموبنا كأمة متحضرة.. وليس بذلك المظهر الابتزازي الذي يمارسه التجار.. فمن كان يخدم الحركة الرياضية ولا تهمه تلك البهرجة والرش الإعلامي.. فأهلا وسهلا به.. ومن كان يخدم نفسه فليغادر غير مأسوف عليه.

وهنا أتذكر جيدا موقف سموالأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز من الناقلين وكميراتهم عندما كان رئيسا للأهلي في رئاسته الثانية حيث كان ينبه على الناقل التلفزيوني بعدم إظهار سموه قبل وأثناء وبعد المباريات.. وهذا مثال بسيط يوضح الفرق بين الرياضيين الحقيقيين ورياضيي تجار الأندية وعاشقي الشهرة.....

5- صندوق اللاعب.. وحيث إنه لم تبق لي أي مساحة كافية فسأختصر هنا واسأل أين دخله وما مدى إسهامه في حالات اللاعبين العلاجية والإنسانية وهومن عشرات السنين يحسم ويخصم من دخل كل مباراة 5%؟!!.. مع خالص التحايا !!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد