عينت المرأة وزيرة في الحكومة الكويتية، لكن أن تفوز في دخول مجلس الأمة بأصوات المؤيدين والناخبين فهذا تحول كبير في النسيج الاجتماعي الكويتي!
** قال لي قريب كويتي لو كنت هنا في الكويت لأدخلناك المجلس بأغلبية!!
تحولات كبرى يشهدها الفكر المجتمعي الخليجي، وتعود القبائل إلى سابق عهدها، مقدرة للنساء دورهن، وقد لا نستغرب أن تدفع إحدى القبائل الكويتية المعروفة امرأة لتمثلها في البرلمان.
** النساء شقائق الرجال ولابد أن نُدرك أن التاريخ العربي والإسلامي مليء بنماذج نسوية كانت لها شراكة حقيقية في العمل السياسي وتبقى السيدة عائشة رضي الله عنها وخروجها في معركة الجمل إشارة مهمة في تاريخ مشاركة المرأة وأهمية دعمها للقرار السياسي والعسكري.
** وقد بايعت (600) امرأة حسب كتاب (الطبقات الكبرى) لابن سعد الرسول صلى الله عليه وسلم وسميت (بيعة النساء) وكانت بعد فتح مكة وبايعت النساء نبي الأمة على ألا يشركن بالله شيئاً.. وقال عمر بن الخطاب (كنا لا نعد للنساء شيئاً حتى جاء القرآن)!!
** إن الكشف عن النصوص التي تقدر مشاركة المرأة في الشأن العام وأهليتها للمشاركة المتساوية مع الرجل وسط الأطر الإسلامية المحددة والقارة هو أهم بكثير من تبديد الجهود وهدر الوقت والورق لاعتساف النصوص والأحداث والأحداث التاريخية وقراءتها من منظور واحد وآني كله يسعى إلى تحجيم الدور النسائي في الحياة.
وهو ما يصفه الغزالي في عبارته الشهيرة: (إن هناك صورة قاتمة لأحوال المرأة في بعض المجتمعات تجعل الفزع منها يغري بالفرار إلى أي جهة، صورة امرأة تلهث وراء رجل يمتطي دابته، أو صورة امرأة تأكل ما بقي من فضلات الغداء بعد شبع غيرها، أو صورة فتاة مقهورة الإرادة تتزوج بمن تكره، أو محزونة فاقدة الميراث، أو صورة امرأة صفر العقل لا تعرف من علوم الدين أو الدنيا شيئاً، أو أنه لا وزن لحياتها، ولا لجهدها، ولا لرأيها، لأن البيئة التي انبتتها جعلتها كذلك شخصاً كلاً على مولاه، أينما يوجهه لا يأتي بخير).
هل أراد الإسلام بامرأة الإسلام هذا المآل، هل هذا ما عناه عمر بن الخطاب في مقولته السالفة الذكر..؟!
من السعوديات عين مستشارات في مجلس الشورى ولسن عضوات مثل الرجال، كما أنهن لا يشاركن في المجلس إلا في زياراته خارج البلاد.
إننا نتفهم ولاشك بنية النسيج الاجتماعي المحلي، لكن النص الإسلامي واضح في أمر الولاية العامة، والشورى هي إبداء الرأي والمشورة لولي الأمر، فهل أغفل الإسلام مشورة النساء.
** إننا ندرك نحن النساء السعوديات أن مكانتنا كبيرة لدى ولاة أمرنا حفظهم الله وأن قرارهم السياسي سيقفز بنا إلى مراحل تتجاوز البطء الاجتماعي وتمضي به بصورة متوازنة بين الطموح والرغبة الكبيرة في الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
fatemh2007@hotmail.com