Al Jazirah NewsPaper Monday  25/05/2009 G Issue 13388
الأثنين 01 جمادىالآخرة 1430   العدد  13388

دفق قلم
أهلنا في شمال المدينة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

قلوبنا معكم - أيها الأحبة- ، ودعاؤنا لكم متواصلٌ لا يكاد ينقطع وأملنا كأملكم في الله كبير، لقد باحت الأرض بمكنونها، وعبّرت عن مشاعرها، وتلك آية من آيات الله في هذا الكون الكبير، وهو الذي قال سبحانه وتعالى {ومَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} بهذا الإحساس نستقبل مثل هذه الأحداث، مهما كشف لنا العلم الحديث من أسبابها المادية، ولقد أسعدني ما رأينا منكم يا أهل العيص وما حولها، والقرى التابعة لها من اللجوء إلى الله عز وجل ومن الرضا بما كتب وقدّر وقضى، بالرغم من معاناة الموقف وصعوبته، ومن شعور الإنسان الطبيعي نحو بلده وبيته ومراتع طفولته وصباه، نعم - أيها الأحبة - الأمر أمرُ الله، والتدبير تدبيره، ولجوؤنا إليه دون سواه هو الأسلوب الصحيح الذي ينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف.

لقد وصَلَتْنا وما تزال تصلنا أخبار دعائكم وصبركم وابتهالكم إلى الله عز وجلّ فزدنا شعوراً بالاطمئنان عليكم، وكيف لا نطمئن على قومٍ آمنوا بربهم، وابتهلوا إليه، وصبروا على قضائه، وقدره.

كم كنت سعيداً حينما قرأت كلاماً منقولاً عن شيخٍ كبير من أهالي قرية الشبعان إحدى قُرى محافظة أُملج قال فيه: نحن تحت رحمة الله، ونحمده سبحانه الذي هيّأ لدولتنا هذه الوسائل الحديثة في معرفة مواقع الزلازل وتحديدها، وهذه الإمكانات التي وفّرتْها لنا أجهزة الدولة كالدفاع المدني وغيرها بتوفيق من الله عز وجل، وكلّ هذا من لُطفِ الرحيم اللطيف الخبير.

أما ذلك الخبر عن أهل القرى المتضررة الذي حمل لنا صوراً رائعة من تعاملهم مع الموقف بالخروج من منازلهم حينما اشتدت الهزات الأرضية يوم الأربعاء الماضي برجالهم ونسائهم وأطفالهم متجهين إلى المساجد مبتهلين إلى الله بالصلاة والذكر والدُّعاء والبكاء، وطلب المغفرة، حتى أن أهل قرية الشبعان مكثوا في المسجد أكثر من ساعة ونصف يصلون ويدعون ويستغفرون، أما هذا الخبر فهو دليل واضح على قوة الصلة بالله، وعدم الاستسلام للخوف واليأس والقنوط.

هذا أيها الأحبة هو الأسلوب الأمثل الأكمل في التعامل مع هذا الحدث ونظائره، وهكذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان حينما تعصف العواصف، أو تهتز الأرض بالزلازل أو تثور البراكين أو يحدث الخسوف والكسوف.

أسأل الله أن يرعاكم ويحفظكم بحفظه ويوفق أجهزة الدولة في جهودها ويجزي كلّ من شارككم مادياً ومعنوياً خير الجزاء.

إشارة

إذا وَصَلْنا بربّ الكون أنفسنا

فما الذي في حياة الناس نخشاه


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد