«الجزيرة» - أحمد الجاسر
أكد د. محمد بن إبراهيم الزكري أن التعلم الإلكتروني سيحدث تحولاً في أنماط التعليم والتعلم في القرن الـ21، وأن هناك ثورة تقنية تحدث في التعليم العالي، مشيراً إلى أن الكثيرين يتحدثون عن ذلك النمو الهائل الذي لم يسبق له مثيل في التعلُّم الإلكتروني.
وقال خلال المحاضرة التي ألقاها بعنوان: (التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد) (مفاهيم ومبادئ) والتي نظمتها عمادة التعليم عن بُعد الأحد الماضي في القاعة المساندة (أ) بمبنى المؤتمرات ضمن الخطة الإستراتيجية للتعلم الإلكتروني في الجامعة: إنه على الرغم من تأثير التعلم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية التقليدية كان ضعيفاً، إلا أن التعلم الإلكتروني سيحقق تحولاً فعَّالاً في الأساليب المتبعة في عملية التعلم والتعليم إذا توصلنا إلى فهم أفضل وأعمق لإمكاناته ومزاياه.. مضيفاً أن التعلم الإلكتروني يحول عملية التعليم بشكل يفوق قدرة الأساليب التقليدية على نقل المعلومات وإيصالها بشكل فعَّال وأمثل، مبيناً أن الواجب على عضو هيئة التدريس تكريس جهوده وتركيز اهتمامه على تقديم المقررات وما يتبعها من خبرات التعليم، التي ستخول الطلاب أن يتعلموا، بشكل أفضل، وكامل، وفعَّال، وكفء.
وأوضح د.الزكرى أن الميزة الرئيسة للتعلم الإلكتروني تتجاوز مجرد إتاحته استخدام المعلومات عبر الإنترنت إلى ميزاته التفاعلية وكونه وسيلة للاتصال، وأن هدف التعلم الإلكتروني النوعي هو مزج التنوع بالترابط لإيجاد (بيئة تعلم) قوية فكرياً.. منوهاً إلى وجود علاقة طردية قوية بين التطوير الاجتماعي والاقتصادي وتطوير التعليم العالي.
وقال: لا بد من تطوير مدروس لمؤسسات التعليم العالي عبر تطوير أساليب التدريس، ومصادر وتقنيات التعلم وتعزيز المشاركة الطلابية الفاعلة، وكذلك تطوير عمليات البحث العلمي، إضافة إلى تطوير برامج خدمة المجتمع وتسهيل عملية نقل المعرفة.
وبيَّن د. الزكرى أن الكثير من الجامعات التي توفر خدمة التعليم عن بعد تتجه إلى استخدم الإنترنت كوسيلة ناقلة لما لها من مميزات تزداد مع مرور الأيام منها ما توفره للمستخدم من السرعة في إرسال واستقبال الرسائل والمواد، وكذلك تخطيها للحاجزين الزماني والمكاني، إلى جانب إمكانية الاتصال الآني، وغير الآني، ومناسبتها لمختلف أنماط التعلم.
وعرَّف د. الزكري التعليم الإلكتروني بأنه استخدام الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات وأدوات إدارة التعليم الإلكترونية والمحتويات الإلكترونية من خلال الطلبة والأساتذة لدعم التعلُّم في الحرم الجامعي، مرجعاً الحاجة الملحة إلى استخدام تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني إلى اتصال تكنولوجيا المعلومات بحياة الأفراد، وقدرة التكنولوجيا على الاستجابة لحاجات الطلبة الموهوبين وذوي الحاجات الخاصة، إضافة إلى قدرة تكنولوجيا المعلومات على رفع فاعلية الأستاذ وعمله المهني، وتغيُّر دور الأستاذ، من ملقٍ للمعلومة إلى مرشد وموجه ومسهل لعملية التعلم، وكذلك تأثير التكنولوجيا في المناهج والتعليم وتأثيرها على الوظيفة الاجتماعية للتدريس؛ حيث وفرت نتائج إيجابية على التواصل الشفهي، والبناء الذهني للطالب وعلى نوعية المساعدة التي يقدمها الطلبة أو يحصلون عليها، والإمكانية الهائلة لتكنولوجيا المعلومات، وبخاصة الشبكة العالمية في أن تكون أداة تدريسية واسعة النطاق تقوم بعمليات تعليمية كبيرة.
وقال د. الزكرى إن دخول التعليم الإلكتروني في التعليم العالي سيوسِّع مصادر التعلُّم وأساليبه، ويسهم في تحقيق مجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي، كما أنه يوسع من الحاجات الطلابية ويلبي متطلباتهم من المهارات المطلوبة في سوق العمل، بالإضافة إلى أنه يزيد عدد الطلبة في الحرم الجامعي وخارجه، ويمكِّن من البحث التعاوني، مؤكداً أن أهدافه تكمن في دمج التكنولوجيا بالنسق التعليمي، وتأكيد الجودة، وتحقيق ديمقراطية التعليم، والتعلم الذاتي، إلى جانب مراعاة الفروق الفردية، وخلق جسور تواصل بين التعليم والتنمية، وتحقيق التعلم مدى الحياة والتعليم المستمر، والتعلم الإلكتروني وثقافة المعلومات.. وذكر أن من خصائصه سهولة الاستخدام، والتفاعلية، والخبرات المتعددة.
وأشار د. الزكرى إلى أن عوامل نجاح التعليم الإلكتروني تتمثل في توفير الأدوات والوسائل الإلكترونية المناسبة، وتصميم نشاطات التعلم والتدريس بما يكفل الأداء الفاعل من المعلم والطالب، وكذلك توفير البرمجيات وأنظمة إدارة التعليم والتدريس السهلة الآمنة والتفاعلية، وإيجاد وفرة من المحتويات الإلكترونية التي تلبي الحاجات المتعددة مثل التدريسية، الطلابية، وحاجات التعليم، إضافة إلى البحثية.