Al Jazirah NewsPaper Monday  25/05/2009 G Issue 13388
الأثنين 01 جمادىالآخرة 1430   العدد  13388
هيئة المساحة الجيولوجية تؤكد أن الأمور في طريقها لوضعية الاستقرار الطبيعي
انحسار الهزات ..والمدينة المنورة وتبوك بعيدتان عن المحور الزلزالي

 

العيص - علي الأحمدي / تبوك - عبدالرحمن العطوي:

تعيش العيص هدوءاً لليوم الثاني على التوالي، حيث غابت الهزات الأرضية عنها وعن قراها خلال الـ48 ساعة الماضية في مؤشر يدل - بإذن الله - على انحسار النشاط الزلزالي، وذلك بعد انقضاء 38 يوماً على بداية تحركه في أعماق الأرض ومضي 25 يوماً على التأثر والشعور به على سطح الأرض، الأمر الذي أجبر أكثر من ثلاثين ألف مواطن ومقيم على المغادرة (اختيارياً وإجبارياً) بعد أن دقت قوته مراحل الخطر الأولى يوم الاثنين الماضي..

إلى ذلك أوضح الدكتور سعد بن محمد المحلفي وكيل الرئيس العام لشؤون الأرصاد والمركز الوطني أن جودة الهواء في المنطقة ممتازة ولم يتم رصد انبعاثات في الهواء كما لا توجد غازات أعلى من المعدل وأنهم ينتظرون ظهور النتائج التحليلية للمياه من المختبر حتى يتم الحكم فيما يتعلق بهذا الجانب.

وأشار في مؤتمر صحفي تم عقده يوم أمس بمدينة العيص إلى قيامهم بوضع محطات أتوماتيكية قريبة من البؤر الزلزالية من أجل قياس الانبعاثات والملوثات وعناصر الطقس على مدار الساعة كما أرسلوا فرقاً ميدانية لقياس جودة الهواء ومياه الآبار.

من جانب آخر أكد الرائد الدكتور عبدالعزيز بن صالح الزهراني رئيس قسم الفريق الجيولوجي بالدفاع المدني أن المدينة المنورة وتبوك بعيدتان تماماً عن الموقع الرئيس للهزات وأنهما في الوقت الحاضر ليستا في محور ذلك إطلاقاً.

وعن إمكانية تأثرهما بالارتدادات الاهتزازية، قال: إن المسافة من حيث القرب أو البعد تعتمد على قوة الهزة..

فيما أبان مدير المركز الإعلامي بالدفاع المدني لمهمة العيص الرائد خالد بن مبارك الجهني أن الوضع يتجه نحو الأفضل حيث لم تسجل خلال اليومين الماضيين أي هزة وأن فريق المسح الجيولوجي بالدفاع المدني مشارك مع فريق من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وآخر من هيئة الأرصاد وحماية البيئة قاموا بجولة ميدانية لحرة الشاقة (ليونير) لمراقبة الغازات وانبعاثها ولم يلحظوا أي شيء في هذا الجانب. وكدلالة على طبيعية الموقف قال الجهني: تم إرجاع قوة الدفاع المدني إلى منطقة الإسناد بالعيص بعد أن كان قد تم سحبها لموقع الإيواء بالفقعلي قبل أيام حفاظاً على سلامة الأفراد يومها.

وفي المدينة المنورة تواصل اللجان التي شكلها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة أعمالها بشكل مستمر ولا سيما ما يتعلق بالمتابعة الميدانية لأحوال المواطنين والمقيمين القادمين من العيص وقراها، ويؤكد مدير فرع وزارة المالية بالمدينة المنورة صالح بن عبدالله العبود أنهم بدؤوا منذ يوم أمس الأول في صرف الإعاشة النقدية للجميع من (مواطنين ومقيمين) كما تم إسكان الكل، موضحاً في مسألة السكن أن المواطن أو المقيم مخيران باختيار الإسكان المجاني أو استلام البدل النقدي المقرر لإسكانهما وعوائلهما إن أرادا السكن على حسابهما. كما قامت الشؤون الصحية بإرسال أربعة فرق طبية جديدة من أجل تعزيز ودعم مركزها بموقع الإيواء بالفقعلي إلى جانب تكليف مهندسين وفنيين بإصلاح الأضرار التي لحقت بمركز المرامية الصحية.

من جهتها أوضحت هيئة المساحة الجيولوجية أن النشاط الزلزالي بحرة الشاقة انخفض بشكل كبير من حيث العدد والقوة بعد أن سجلت محطات الشبكة الوطنية التابعة للهيئة هزة بقوة 3.08 وعمقها 6.8 كم، منذ الساعة الثانية عشرة ظهر يوم السبت 28-5-1430هـ وحتى الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس الأحد 29-5-1430هـ بالإضافة إلى عدد من الهزات ضعيفة القوى تصل قوتها أقل من 3 درجات على مقياس ريختر.

وتؤكد الهيئة عدم رصد أي أبخرة بركانية، لكنها لاحظت وجود ارتفاع ملحوظ في قيم غاز الرادون، بينما القياسات الحرارية تظل في معدلاتها الطبيعية دون أي ارتفاع جديد في قيمها، معتبرة ذلك مؤشراً إلى أن المنطقة في طريقها إلى وضع الاستقرار الطبيعي لها بإذن الله تعالى.

على صعيد آخر قال رئيس كرسي شركة أرامكو السعودية لهندسة الزلازل في جامعة الملك سعود ونائب رئيس اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي الدكتور محمد الشاذلي في تصريح خاص ل(الجزيرة) أن مدينة تبوك بعيدة عن نطاق الزلزال ولا تعتبر في محيطه.

وعن الصدع الأرضي الموجود في حرة الشاقة، قال: لا يعلم إن كان ذلك مستحدث من البركان أو أنه صدع موضعي ليس له أي اتصال بصدوع حركية وهذا يحدده الجولوجيا الهندسية. وعن انخفاض معدل الهزات الأرضية بشكل كبير جداً وهل هذا مؤشر بإذن الله لتلاشيه، قال: إن التنبؤ صعب جداً ولا يمكن إعطاء أية نتائج إلا بعد أسبوع من هذا الهدوء وهل هذا النشاط الذي حدث للبركان في داخل الأرض قد أنهى ضغوطه ووجد له متنفساً أو أنه لايزال يضغط لخروج هذا الطفح البركاني، كاشفاً أن هناك دراسة مستقبلية لهذه المناطق ومبانيها لتقييم كفاءة هذه المباني، وأضاف أن هذا النشاط البركاني في هذا الجزء من المنطقة يأتي لانتشار حقول لابات البازلت التي تسمى الحرات مع عدد من البراكين المصاحبة لها وقد حدثت هزة في حرة رهط قرب المدينة عام 1256م وحدثت هزة عام 873م.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد