Al Jazirah NewsPaper Monday  25/05/2009 G Issue 13388
الأثنين 01 جمادىالآخرة 1430   العدد  13388
أضواء
التعذيب في السجون العراقية بنكهات دولية وإقليمية
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

كم كان ذلك المسؤول بوزارة حقوق الإنسان العراقية مضحكاً، وهو يقول إن وزارته رصدت 306 حالات تعذيب فقط في العراق..!!

هذا المسؤول يظهر من اسمه أنه (عراقي حديث) من نتائج مرحلة الاحتلال الأمريكي - الإيراني، فالمدعو أصغر الموسوي وهذه أول مرة أسمع وأقرأ أن عراقيا اسمه أصغر.. وزيادة موسوي..!! المهم هذا الأصغر يقول: (إن عدد حالات التعذيب وإساءة المعاملة التي رصدتها وزارة حقوق الإنسان في العراق خلال العام الماضي بلغ 306 حالات فقط، منها 107 حالات تعذيب في إقليم كردستان العراق، وقد توزعت هذه الحالات حسب قول هذا (الأصغر) لصحيفة الصباح الناطقة باسم حكومة المالكي بـ112 حالة في سجون ومراكز الاحتجاز والمعتقلات التابعة لوزارة الداخلية العراقية و69 حالة في سجون وزارة الدفاع فضلاً عن حالتي تعذيب في السجون التابعة لوزارة العدل.

هذه الإحصائية التي سردها هذا الأصغر لصحيفة الحكومة (إن صحت) وهذا محال ليس فقط في العراق الذي يحكم من أجهزة قمعية شرسة متعددة سواء تابعة لوزارة الداخلية أو لوزارة الدفاع أو لوزارة الأمن الوطني.. أو حتى لمليشيات الأحزاب وما يتبعها من تشكيلات عسكرية بل إن هذه الإحصائية إن (صدقت) وهذا محال في دول عربية ونامية شبيهة بحالة العراق لاستحقت تلك الدول وأنظمتها شهادات تقدير وأوسمة على التزامهم بمعايير حقوق الإنسان.

أما بالنسبة لوضع العراق، فقول هذا (الأصغر) لا يغطي على الحقيقة فحسب بل يحاول أن يطمس جملة حقائق والتي يعرفها كل عراقي، وكل من تواجد في العراق، فقد ابتكر الجلادون في السجون العراقية من السجانين الأمريكيين وعملائهم من الذين ساعدوا الأمريكيين في احتلال بلادهم ومن الذين تدفقوا من (الجارة) إيران. ابتكروا أساليب وطرقاً لا تخطر على بال وفكر إنسان، بل هي أساليب الشياطين والمجرمين العتاة، فمن خلع للأسنان وأظافر اليدين، واستعمال المثقاب الحديدي لتخريم الأيادي وتعليق الأجساد، واستعمال المياه لغمر الرؤوس، وغيرها من الأساليب التي يعتبر الجلد والضرب نوعاً من التسلية أمامها.

لقد أظهرت الأفلام وكشفت المصادر الأمريكية والعراقية أن التعذيب في السجون العراقية فاق كل تصور وأن مئات الآلاف من العراقيين والعرب نالوا نصيبهم من وجبات التعذيب الأمريكية والعراقية وأن ما تم في السجون العراقية من تعذيب أصبح ماركة مسجلة للعراقيين أضاف عليها الأمريكيون والإيرانيون (نكهات) دولية وإقليمية..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد