بالأمس أعلنت الأباتشي الهلالية سيطرتها وهيمنتها على أجواء الطائرة السعودية، بعد أن أحرزت اللقب العربي، وانفردت بالألقاب المحلية حتى على مستوى الناشئين والشباب في إنجاز تاريخي.
واليوم يقدم النادي الأهلي أو (الراقي) صك الهيمنة ويقبض بقوة على بطولات اليد بثلاثة إنجازات تسجل باسم قلعة الكؤوس، بدأها بالآسيوية ثم الخليجية وبطولة كأس الأمير سلطان بن فهد.
تابعت قمة الإثارة في كلاسيكو اليد السعودي بين الخليج (الشاب) والأهلي (الخبير). بدأ أبناء سيهات بقوة وعنفوان الشباب، لكن الخبرة رجّحت كفة الأهلاوية الذين حرموا بقيادة علي فلاتي وبندر الحربي وعبدالاله برغش أبناء الدانة من لقب كان في متناول اليد في لمح البصر، وتحول الحلم إلى كابوس بيد نجوم الراقي.
لم يستغل الخليج النقص العددي في الأهلي، ولعب الأهلاوية على أخطاء الخلجاوية بتركيز عال وانضباطية راقية مدعومة بعنصر الخبرة الفعّال؛ فكان لهم ما أرادوا.
على الأهلاويين أن يطعموا فريقهم بعدد من الوجوه الشابة، وعلى الخلجاويين أن يفخروا بفريق المستقبل ويمنحوا لاعبيه الثقة ويتعاقدوا مع لاعب أجنبي على قدر عال من المهارة والمستوى.
اتحاد اليد واستثمار شعبية اللعبة
منذ رئاسة الصديق العزيز الأستاذ محمد المطرود وأنا أؤكد دوماً أن كرة اليد هي اللعبة الشعبية الثانية سعودياً، لكن مع الأسف لم تستثمر هذه الشعبية بالطرق التسويقية والاستثمارية الصحيحة لما فيه دعم وخدمة اللعبة وأنديتها ومحبيها؛ بدليل إصرار اتحاد اليد الحالي على إقامة المباراة النهائية في صالة القطيف ذات الاستيعاب الجماهيري المحدود وتجاهل إقامتها في الصالة الخضراء التي تحظى بموقع ممتاز ومواقف واسعة ومدرجات طاقتها الاستيعابية أكبر، وتساعد بهندستها المعمارية الجيدة على توفير عوامل النجاح للتغطية الإعلامية سواء للإعلام المرئي أو المقروء.
فكلنا شاهدنا وتابعنا كيف اكتظت المدرجات بالحضور وحُرم الآلاف من الدخول، وكيف حجب الجمهور عن الكاميرات ومعلق المباراة رؤية ورصد أهم أحداثها، وكيف عانى رجال الأمن من ضبط الجماهير وتحقيق الانسيابية في عملية الدخول والخروج من الصالة والمنشأة.
حتى المسائل التنظيمية لا تسلم من الخلل في مثل هذه المباريات الجماهيرية ذات الطابع التنافسي المهم والحساس.
كما أن استثمار مثل هذه المباريات ذات الحضور الجماهيري الكبير والترويج والتسويق لها إعلاميا أمر في غاية الأهمية، وهذا ما لم يتحقق لنهائي الكأس.
فواصل
* أجمل ما في النهائي المثير والممتع أنه خرج مغلفاً بالروح الرياضية بين لاعبي وإداريي الفريقين.
* برأيي أن نجوم المباراة: محمود العجمي وعلي السيهاتي وبندر الحربي وفلاتي وبرغش ومناف آل سعيد.
* تألق الزميل عيسى الجوكم في الاستديو التحليلي للمباراة ليس بغريب؛ فهو يملك أدوات النجاح بالثقافة والمعلومة والحضور الجيد.
* الدكتور السديري، والنائب الحلافي، والأمين الخليوي أضلاع مهمة ورئيسية للنجاح.
* أعجبني تواضع الفائز واحترام الخصم والهدوء الذي كان عليه النجم المتجدد بندر الحربي وهو يتحدث عقب المباراة للإعلام.
* أفرح لأي إنجاز للأهلي لحبي واحترامي لرموزه وشخوصه وجماهيريته الراقية، وعلى رأس هؤلاء القلب النابض الأمير (المثقف) خالد بن عبدالله، ثم الرئيس (المحترم جداً) عبدالعزيز العنقري.
Sam2002ss@gmail.com