Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/05/2009 G Issue 13387
الأحد 29 جمادى الأول 1430   العدد  13387
لما هو آت
من بقايا الرحلة..!
خيرية إبراهيم السقاف

 

للمرة الثانية تشدني جامعة الخليج لقراءة وجوهنا المشرقة في سجلاتها التي فتحت على سيرة امرأة تعي ما للعلم والبحث من بقاء واستدامة ونماء.. للمرة الثانية تطلعنا جامعة الخليج في هذه السيرة العطرة بنماذج عالمات في طب الجينات وأمراض الوراثة ما لم نكن ندري عنهن خارج أروقة الجامعات وضمن منعطفات مخابرها ومعاملها، حيث العمل الصامت شأنه شأن كل مؤسسات المجتمع التي يعمل فيها المرء بصمت ويعطي بدأب وينتهي في صمت، لكن سيرة هذه المرأة التي خُطّتْ بماء الحقيقة وسُطِّرت بحروف الصدق ولُوّنت بدفق الروح منحتنا سجلا لأسمائهن فجئن ضمن من لم شتات جهودهن مركز أنشأته هذه المرأة في صمت لكن النتائج التي وصلت للعالم لم تكن تعترف بلغة الصمت فكان الصوت يلهج باسمها في مؤسسة مركز الطب الجزيئي وعلوم المورثات في جامعة الخليج وسيفعل ويلهج به في مركز التميز البحثي والعلمي بجامعة الملك عبدالعزيز، الجوهرة البراهيم بعملها هذا تتخطى للإنسانية حين تنكب رؤوس العالمات على مصادر الأمراض وتتبع مراكز الإنجاب، وتحذو مؤشرات المورثات، فنجد خمس عالمات سعوديات، وغيرهن باحثات في مراكز جامعاتنا وكبرى مصحاتنا بدءا بجامعة الملك سعود ومركز بحوث المستشفى التخصصي، ومرورا بكل منجز طبي في البلاد، والناس لو أنها شاهدت ما شاهدناه، وقرأت السفر والقرطاس، وأصغت لما قالته العالمات المصريات والمغربيات والخليجيات من أنهن كرمن في العالم وهاهن يكرمن في مركز الجوهرة البراهيم بجامعة الخليج بينما بلادهن لم تفعل لعلمنا كم قد خطونا في إرسال ما اختبأ، وفي إظهار ما طمس، وفي الإجلاء عن المقدرات من المواهب العلمية والقدرات المعرفية والكفاءات البحثية بما يجعلنا ندعو لهذه المرأة الواعية بالخير وبمثوبات ثقيلة في الميزان راجحة عند الرحمن، لقد فخرت كثيرا بكل اسم أضاء السجل وتردد صداه عند التكريم، من أول نبضة بالرياض لآخر نبضة بالدار البيضاء، ومنا: من سميرة إسلام إلى عايدة العقيل، فدانة بخيت، ونادية سقطي، فوفاء العييد، وجمانة الأعمى.

فمتى تردد محافلنا العلمية أسماء المنكبَّات بإخلاص على العمل، المثمرات في المؤسسات كلها، على اختلاف الاختصاص والأدوار، من غير ميل في الميزان عند الاختيار، أو تقاعس عن الإعلان عند التثمين..؟

بوركت سجلات الجامعات والمراكز التي بصمت بدفقك الندي، ووعيك الكبير، ودورك التأريخي يا أم عبدالعزيز بن فهد رائدة العطاء المثمر الجوهرة الإبراهيم، فقد شهدت المنامة لك حين ضجت قلوب العالمات والباحثات العربيات وليس فقط المواطنات بنور كشف عنهن، ويد أخذت بهن لمنصات التكريم، وهن في عز العطاء ليكن الأنموذج والقدوة .. للمرأة في كل مكان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد