Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/05/2009 G Issue 13387
الأحد 29 جمادى الأول 1430   العدد  13387
خلال بدء فعاليات مؤتمر الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية في تحقيقه
المليك: مصممون على تجاوز ومواجهة ما تعانيه الأمة من التحديات

 

جدة - عبدالله الزهراني - تصوير - خليل حدادي

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبحضور سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء أمس أعمال المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي تحت عنوان: (الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيقه)، وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة بمشاركة (62) دولة، وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

كلمة السبيهين

ثم ألقى الأمين العام لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالعزيز بن عبدالرحمن السبيهين كلمة عبر فيها عن فرحته الغامرة بهذا التلاحم الأخوي الصادق والوحدة الإسلامية المتينة المنطلقة من مشكاة الدين الحق امتثالاً لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع جاء تأكيداً لرغبة ملحة صادقة في استمرار العطاء والتواصل والتعاون والتشاور تحقيقاً للتضامن الإسلامي ونشراً للدعوة إلى الله -عزوجل-، وتوجيهاً للعمل الإسلامي وتنسيقاً للجهود المبذولة فيه.

واستعرض مؤتمرات الأوقاف السابقة وكذا القرارات الصادرة عنها تجاه عدد من القضايا والمحاور التي نوقشت في تلك المؤتمرات ومنها ما يتعلق بالدعوة الإسلامية، والجوانب المؤثرة في حياة الأمة كالتعليم ومؤسساته، وضوابط النشر على الإنترنت، والعناية بموضوع التيارات والحركات المعادية التي تستهدف الإسلام والأمة.

كلمة المفتي

بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة قال فيها: أرحب بكم في هذا المكان المبارك في بلد الحرمين الشريفين وبجوار بيت الله الحرام، وقال سماحته: إنكم أيها الإخوة تمثلون الشريحة الكبرى من هذه الأمة بل تمثلون بلاداً وشعوباً فعلى الجميع السعي في إصلاح مجتمعاتكم، وعلينا جميعاً الاهتمام بذلك والعناية بمصالح الامة والسعي في النهوض بها ورقيها والدفاع عن قضاياها والمحافظة على مكتسباتها وثوابتها، وقال سماحته وما مؤتمركم هذا إلا تأكيد على ما يصلح الأمة ويحقق لها الأمن والاستقرار في حاضرها وفي مستقبلها بما يصلح القلوب ويقوى به روابط المحبة والأخوة الصادقة ويجنب الأمة الفرقة والاختلاف ويحميها من التدهور.

وأضاف سماحته أن العالم اليوم يموج بالمشاكل ويغوص بالمعضلات ويتعرض للمحن والفتن ويواجه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفكرية وعقائدية وعالمنا الإسلامية جزء من ذلك العالم من أحزان واحداث، وأكد معاليه أن العالم الإسلامي يشكو من تحالف الأعداء وهجومهم على الإسلام ومن جرأة بعض المنافقين على قضايا الأمة وعبادتها وثوابتها، كما يشكو من ضعف فكري عن بعض أبناء المسلمين، مما يستدعي من بعض العقلاء والمفكرين والمسئولين أن يوحدوا صفهم ليضعوا الخطط المناسبة لأنقاض الأمة.

وأشار سماحته إلى أن الأمة الإسلامية تقف اليوم على مفترق طرق، فإما أن ترضى بالإسلام عقيدة ومنهاجاً وتتمسك به تسمكاً صحيحاً لتؤدي رسالتها كما أراد الله سبحانه وتعالى، وإما أن تستسلم للأعداء ومكائدهم، مضيفاً سماحته أن عالمنا اليوم يفقد الأمن بمعناه الشامل؛ إذ إن الأمن من أعظم مطالب الحياة وهو ضرورة لكل مجتمع.

موكداً أن أي بلد يفقد الأمن تعمه الفوضى وتسفك فيه الدماء وتنتهك فيه الأعراض ويحل الخوف محل الأمن والفقر محل رغد العيش.

وقال سماحته: إنكم تجتمعون اليوم لتدارس جانب مهم من جانب الأمن ألا هو الأمن الفكري الذي يعني بأمن المسلم على مبادئه وثوابته واعتزازه بعقيدته وثقافته المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه، إخواني الكرام: نحن في هذا العصر في أمس الحاجة لتذكر الأمن الفكري ونكثف الجهود في تحديث صورة الأمن الفكري، وذلك لأن العالم يتعرض اليوم لنكسات ولاسيما العالم الإسلامي منه من أعمال إرهابية وتدبيرات عدوانية تستهدف الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وتسعى إلى زعزعة الأمن.

وقال سماحته ويتعرض الكثير من أصحاب الفكر الصحيح لسفك الدماء وإلى التكفير من بعض الذين انحرفوا في عقيدتهم الصحيحة، وبذلك يستغل الأعداء هذه الأحداث للنيل من الإسلام ومبادئه كل هذا نتيجة لذلك الفكر السيئ الذي يحمله للأسف بعض أبناء المسلمين المنخدعين بالآراء البعيدة عن منهج الأمة.

كلمة آل الشيخ

وقد ألقى معالي رئيس المؤتمر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة كلمة راعي المؤتمر، حيث قال: أحمل إليكم تقدير وترحيب وتحيات راعي هذا المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- من الرياض العاصمة، وتمنياته ودعاءه لكم في هذا المؤتمر، وفي جميع أعمالكم بالنجاح والتوفيق والنفع العام للإسلام والمسلمين، وهو -أيده الله- يحرص على نصرة الإسلام، ونصرة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ويعمل جاهداً على إصلاح نظرة العالم لهذا الدين العظيم، ويضع البرامج الهادفة القوية للتعريف بسمو هذا الدين، وإزالة الشبهات عنه، وحوار أتباع الديانات والثقافات للوصول إلى جسر معرفي، وإلى تواصل إنساني يحقق للعالم السلام والرحمة والعدل، ويحقق للمسلمين أيضاً العزة والكرامة.

أيها الإخوة:

إن التحديات الكبيرة التي تعانيها الأمة اليوم وقفتم منها في جميع وزاراتكم ومؤسساتكم الدينية الموقف الواجب في التصميم على تجاوزها، وفي الإصرار على مواجهتها، المواجهة العلمية والعملية بوضع البرامج الكفيلة بمواجهتها وزوالها.

لقد شوَّه الإسلام ونسب إليه ما ليس منه بقصد تارة، وبغير قصد تارة أخرى, فكانت برامج التعريف بالإسلام، وإيضاح حقائقه في العالم عبر جميع الوسائل المتاحة مأرزاً وقوة يطمئن ويصار إليها.

إن هذه الإساءات الظالمة في حق نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم- أوجبت العمل تجاهها نصرة لنبي الإسلام وتحقيقاً للتوحيد وحفاظاً على هيبة الأمة وعزتها.

إن عزة الأمة بدينها فيه قوتها وفيه منعتها، والعلماء والهداة بهم تنهض الأمة, وبهم تتحرك.

وجاءت الفئة الضالة المارقة بالتكفير والتفجير، مخالفة لإجماع الأمة سلفاً وحاضراً فأفسدت عقائد، وعطلت شرائع، وسلبت أمناً دينياً ودنيوياً، وحاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فساداً، فكانت الدول وجماعات العلماء وأهل الرأي والفكر وأرباب القلم والإعلام مجمعة على وجوب استئصال هذه النحلة وتطهير الأديان والأوطان من شرها، تحقيقاً للأمن التام الأمن في الأديان والأمن في الأوطان {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.

إن التأريخ علمنا أن الاعتدال داعية البقاء، وأن الغلو والتطرف إلى زوال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}.

لقد ضعفت الأمة لما فشت فيها مفاهيم الاختلاف وقلت فيها مبادئ الائتلاف، ولما انتشرت فيها ثقافة قوة الانفراد وغاب عنها {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وهنت لما صار الرأي الواحد أصوب من رأي الجماعة, وصارت الفتوى المتشددة أصوب من الميسرة بدليل وتعليل، وصار القدح والانعزال أفضل من التواصل المعرفي، والحوار البناء.

إن مؤتمرنا هذا وقد حمل أوراق عمل مليئة بالتعامل مع التحديات، وعناصر البناء نستشرف من خلاله الوعي التام بضرورة المضي في العمل لنصرة هذا الدين وفي العمل على تجديده عبر أدواتنا وقنواتنا الرسمية.

أصحاب المعالي والسماحة:

لا يمكن لوزاراتنا أن تحقق آمالنا ما لم نحشد لمشروعاتنا وبرامجنا كل الطاقات البشرية والعملية، من المؤسسات الرسمية والأهلية والأفراد، فوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية مظلة كل عمل إسلامي صالح، ودور الفتوى أساس لمنطلق الناس فيما يصلحهم.

إن المسجد هو أحب البقاع إلى الله، وخدمة المساجد بناءً ومنسوبين من العمل الصالح الذي يحبه الله ويرضاه, والارتقاء بالمساجد موقعاً ورسالة من أهداف مؤتمرنا هذا, ورفع مستوى الخطيب والإمام بالتقويم المستمر، والتأهيل المتتابع، ما يعين على أداء وزاراتنا لمهامها ورسالتها، فالخطباء والأئمة أمناء على الشريعة وعلى رسالة المسجد وعليهم إيصال الحق الذي تتفق عليه الأدلة ومقتضى الحكمة، وليس لهم بث أفكار شخصية أو حزبية في المساجد {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد