المدينة المنورة - العيص - علي الأحمدي
طمأن الرائد الدكتور عبدالعزيز بن صالح الزهراني رئيس الفريق الجيولوجي بالدفاع المدني بأنه لا يوجد حتى يوم أمس أي انبعاث بركاني في حرة لونير (الشاقة) ولا صحة إطلاقاً لخروج أدخنة أو غبار، مؤكداً وجود تشققات أرضية فقط أحدثتها الهزة القوية (5.39) على مقياس ريختر وأن هذه التشققات ولله الحمد بقيت محصورة في مركز الهزة ولم تصل إلى المناطق السكانية.
وأكد الدكتور الزهراني بعد جولة ميدانية قام بها بوساطة الطائرة لمنطقة حرة الشاقة يرافقه الفريق الجيولوجي أنه من الصعب تحديد حجم وخطورة البركان قبل ثورانه ومن الصعب كذلك تبيان وقت خروجه والحكم في ذلك يأتي بعد انبعاثه لا سمح الله من خلال عوامل أهمها التركيب الكيميائي للصهير ومحتوى الغازات الذائبة وبخار الماء في الصهير ودرجة حرارة الصهير، مطمئناً بأنه لا صحة لما يتردد عن انبعاث مواد سامة وخطرة من البركان إنما التأثير في صحة الإنسان يأتي من الرماد والغبار خصوصاً فيما يتعلق بالجهاز التنفسي، موضحاً أن تحديد المسافة وأقصى بعد يمكن أن يبلغه الغبار والرماد يظل محكوماً بالعوامل المشار إليها حول تحديد حجم البركان كما تؤدي الرياح الخارجية من حيث السرعة والاتجاه دوراً في ذلك.
وبيّن الرائد الزهراني أن عدد الهزات بعد تلك الهزة القوية بدأ في الانخفاض، وهذا مؤشر إيجابي نأمل بإذن الله أن يكون بداية للانحسار لكن الحذر مستمر والجزم بذلك سابق لأوانه ونحن نتابع ونراقب نمط الاهتزازات وبيننا وبين هيئة المساحة الجيولوجية تعاون وتنسيق مستمر والحكم على انحسار الهزات أو استمرارها يتطلب عدة أيام قادمة.
من جانب آخر أوضح مدير المركز الإعلامي لمهمة العيص الرائد خالد بن مبارك الجهني أنه لم تسجل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ولله الحمد حدوث أي هزة أرضية، وهذا الأمر يبعث على التفاؤل، مبيناً بقاء ست عوائل فقط في مخيم إيواء الفقعلي لرغبتهم الشخصية في عدم الانتقال فيما أنهيت جميع إجراءات الآخرين وتوجهوا إلى مقار سكنهم في المدينة وينبع والعلا وكشف الرائد الجهني عن ترتيبات تُجرى لجولة يقوم بها الإعلاميون لمنطقة حرة الشاقة للاطلاع على الوضع على الطبيعة.
على الصعيد نفسه شكل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة عدة لجان يشرف سموه عليها شخصياً ويتابعها على مدار الساعة عبر تقارير تصله أولاً باول، وذلك لمتابعة أمور العيص ومستجدات الأحداث ويولي سموه اهتماماً كبيراً بوضع أهالي العيص من خلال لجنة ميدانية تتابع أحوالهم وما يقدم لهم من خدمات لحظة وصولهم وفي أماكن سكناهم مع تأمين احتياجاتهم وتسهيل أمورهم ومراعاة ظروفهم، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول مساء أمس الأول وتواصل مهامها واجتماعاتها بشكل مستمر.
في غضون ذلك سجلت إحصائية مركز المعلومات بالدفاع المدني إسكان أكثر من عشرة آلاف شخص يمثلون أكثر من ألف وثلاثمئة أسرة في فنادق وشقق المدينة المنورة مع حصولهم كذلك على جميع المزايا المقررة لهم من إعاشة وخلافه ولم تشر تقارير المتابعة الميدانية لوجود ملاحظات جوهرية.. إلى ذلك انتظم طلاب وطالبات مواطني العيص في مدارس المدينة المنورة يوم أمس وبشتى المراحل الدراسية لمواصلة تعليمهم حيث تابع مدير عام التربية والتعليم للبنين الدكتور بهجت جنيد ومدير التعليم للبنات الدكتور يوسف الفقي ذلك، مؤكدين أن التعليمات لدى مديري ومديرات المدارس بقبولهم فوراً وفي أي مدرسة يختارها الأهالي.. فيما أبدت كل القطاعات والمؤسسات (العامة والخاصة) استعدادها التام للمشاركة في هذا الظرف وأرسلت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وفداً تبدي من خلاله جاهزيتها للتعاون في أي جانب، مؤكدة أن هذا الأمر واجب يفرضه الدين ثم تعليمات وتوجيهات ولاة الأمر.