أمام وزراء خارجية سبع وخمسين دولة إسلامية قدَّم أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو شهادة عمَّا رآه في قطاع غزة من جرائم ضد البشرية والتي ارتكبها المجرمون الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني في الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة.
جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي الجميع تحدث عنها، وحتى الإسرائيليون كشفوا عن تلك الجرائم، بل الجهات المسؤولة في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي اعترفت بأن الجيش استعمل أسلحة محرمة دولياً، وأن كثيراً من المنازل هُدمت ودُمرت بلا سبب ودون الحاجة إلى أي مبرر عسكري، وأن كثيراً من عمليات قتل المدنيين تمَّت دون أية حاجة عسكرية، فالكثير من المدنيين الذين قُتلوا لم تكن هناك أية حاجة عسكرية لقتلهم، وأنهم قتلوا بلا سبب، ولمجرد رغبة وحقد من قبل الضباط والجنود، وأن الكثير من أطفال المدارس قتلوا لوجود رغبة وفهم عنصري حاقد بأن هؤلاء الأطفال سيكبرون ويحاربون إسرائيل..!!
هذه الأقوال صدرت من قادة وضباط في الجيش الإسرائيلي، ولهذا فإن أقوال أمين منظمة المؤتمر الإسلامي لا تكشف شيئاً جديداً، بل تضيف شهادة أخرى من شخصية دولية هاله ما رأى من دمار وجرائم حرب ضد الإنسانية واستخدام مفرط لأسلحة محرمة دولياً، وهي شهادة ستكون كسابقاتها من شهادات شخصيات دولية قيادية وقانونية لا تحرك ضمائر هذا العالم الذي يشاهد ويراقب جرائم الإسرائيليين دون أن يحرك قادته ومنظماته قوانينهم ومحاكمهم لوقف هؤلاء المجرمين.
إلا أننا وكون البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو يخاطب وزراء خارجية سبع وخمسين دولة إسلامية وبعضها له علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي الذي يقدم جيشه الذي تحول إلى عصابات تقوم على قتل البراءة والطفولة والإنسانية في أعمال إجرامية منظمة ضد البشرية، ولهذا فإن على الدول الإسلامية التي لا تزال ترتبط مع الكيان الإسرائيلي بعلاقات دبلوماسية أن تعيد النظر بهذه العلاقات، إذ لا يشرف هذه الدول أن تحتفظ بعلاقات من قوم مجرمين.
jaser@al-jazirah.com.sa