بعد مضي سنة على تركه منصبه كمدير فني في نادي برشلونة الإسباني ووسط رفض العديد من العروض للتدريب في عدة أندية أوروبية عريقة أخذ فرانك ريكارد المدة الكافية للراحة وحان الوقت الآن مع اقتراب انتهاء أحداث الموسم الرياضي وقرب افتتاح سوق الانتقالات الصيفية أن يبدأ ريكارد عمله كمدير فني من جديد. ريكارد الذي رفض التعليق على العديد من الأحداث التي صاحبت إشرافه تدريب النادي الكاتالوني تواجد في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا للترويج عن بطولة العالم المُقبلة، وأثناء تواجده في مطعم جامعة الذكاء بجوهانسبرغ تدافع المعجبين على المدرب الهولندي الذي ظهرت على ملامحه التكشيرة الخفيفة والإيماءات برأسه للمعجبين ما أن تذكر له اسم نادي برشلونة إلا ويضيء وجهه فوراً مما يعكس حبه الكبير لناديه السابق الذي أشرف عليه وودعه بالدموع المحبوسة في العيون كما قال رئيس النادي خوان لابورتا.
ريكارد بالرغم من رفضه التحدث عن الأحداث التي صاحبت فترة إشرافه على تدريب نادي برشلونة إلا أنه وافق لأن يشاركنا برأيه حول بطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا وبطولة كأس القارات، وكذلك حول مستقبلة في عالم التدريب على صفحات موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم:
* (في إطار الحملة الترويجية للبلد الذي سيستضيف كأس العالم) هل هذه هي زياراتك الأولى لجنوب إفريقيا وما هي انطباعاتك؟
- لا.. لقد تواجدت في جنوب إفريقيا مرتين قبل الآن. في الحقيقة سبق وأن قدمت هنا مع نادي برشلونة للعب مباراة ودية مع أحد الأندية المحلية (ماميلودي).. أعجبتني كثيراً أجواء الملعب.. بالرغم من أنني لم أقض وقتاً طويلاً آنذاك إلا أنني تمتعت بإقامتي، البعض من نجوم الفريق ذهبوا لمقابلة الرئيس نيلسون مينديلا وكان ذلك شيئاً عظيماً بالنسبة لهم، والناس هنا وديون جداً لاحظت العديد من الوجوه المبتسمة في الشوارع وذلك شيء طيب للغاية. ومن سوء حظي أنني لم أحظ بالوقت الكافي للتعرف واستكشاف البلاد بشكل أكبر بسبب التنقل بين ميدان التدريب والفندق الذي كنت أسكن فيه مع الفريق.. ذلك الأمر أحزنني وقتها لأنني سمعت الكثير عن العديد من الأماكن المشوقة في البلاد ولم أتمكن من رؤيتها في تلك الفترة.
* في شهر يونيو حزيران القادم ستستضيف جنوب إفريقيا بطولة القارات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم في البلد التي ستستضيف بطولة كأس العالم (كتجربة مصغرة للبطولة الكبيرة) من ترشح للفوز ببطولة القارات؟
- (تمهل قبل الإجابة) ثم قال: هذه ستكون ثقيلة. من الممكن أن أفكر في البرازيل فهم فريق عظيم ويمتلك لاعبين يتصفون بالجوع للفوز بالبطولات نظراً لتواجد الأنصار والجماهير الذين يطالبونهم بذلك أينما حطوا الرحال في العالم، وهذا يجعلهم مرشح خطر يهدد كل الفرق للفوز في أي بطولة ينافسهم عليها.
من جانب آخر هناك إسبانيا (بطل أمم أوروبا) والذين يبدون بحالة جيدة جداً للفوز بالبطولة، وهم الفريق المثالي بين فرق البطولة.. وهناك أيضا منتخب مصر ولا يمكن توقع أدائهم كيف سيكون في البطولة.. أما بخصوص جنوب إفريقيا فأنا لا أعرف الكثير عن منتخبهم ولكن تبقى نقطة اللعب على الأرض وبدعم كبير من الجمهور أحد العوامل المهمة لدعم أي فريق مهما كانت الظروف وقد يفاجئون الجميع ويجب عدم التقليل من تقديرهم.
* ما توقعاتك لأداء منتخبات القارة الإفريقية في بطولة كأس العالم القادمة (جنوب إفريقيا 2010م)؟
- أنجبت القارة الإفريقية بعض اللاعبين الجيدين، والمنتخبات الإفريقية نضجت وخذ على سبيل المثال منتخب ساحل العاج الذي يعتبر فريقاً جيداً والكاميرون التي تقدم عروضاً ممتعة للمشاهدة وكذلك نيجيريا، وهناك مصر الفائزة ببطولة إفريقيا.. أنا حقاً لن أستثني أحداً من هذه الجوانب.
* هل مر في اعتبارك أن تكون مدرباً للمنتخب الهولندي مرة أخرى؟
- (ضحك) كنت مرةً واحدة مسؤولاً عن تدريب المنتخب الوطني بعدها دربت في الأندية، وفي الوقت الحالي سأقول لا.. أعتقد بأني أستمتع أكثر بالتدريب على مستوى الأندية، ولكن في عالم كرة القدم لا يمكنك أن تجيب بالرفض بشكل مُطلق.. فلا يمكنك أن تغلق الباب.
* برشلونة في مواجهة مانشستر يونايتد في نهائي كأس الأبطال الأوروبي كيف تجد فرصهم بالفوز في كأس البطولة؟
- هذا النهائي استثنائي.. فهو يجمع بين أفضل فريقين في العالم، والمباراة ستكون مشوقة للغاية لمشاهدتها وتضم لاعبين من أفضل لاعبين العالم سيلعبون ضد بعضهما بعضا.. مانشستر يونايتد يبدو بحالة جيدة مؤخراً وبتواجد كريستيانو رونالدو القادر على إكسابهم المباريات، لكن هناك برشلونة الذي يقدم كرة قدم جميلة وهم جيدون ولديهم مزاج هجومي رائع، أعتقد بأنه سيكون هناك أهداف وأهداف كثيرة في المباراة.. وإذا دافع برشلونة جيداً فإنهم سيهزمون المان يونايتد خاصةً في حال المحافظة على طريقة أدائهم دون ارتكاب أية أخطاء، في الحقيقة لا أستطيع أنا أشاهدهم يخسرون النهائي ولكن هذا حال كرة القدم، وأنت لا تستطيع أن تتنبأ بما سيحدث فيها.
* الناس يتهافتون على ليونيل ميسي.. ما هي جودته كلاعب؟.
- هو الولد الاستثنائي في الفريق.. رأيته قبل سنوات قليلة وأدهشني ما كان يفعله بالكرة، الطريقة التي يسيطر بها على الكرة ويتحكم بها بين أقدامه، ومن النادر جداً أن تجد أحداً من اللاعبين يفعل ذلك.. ميسي ما زال شاباً صغيراً وهذا جيد بالنسبة له حيث إنه ما زال يمكنه أن يتحسن أكثر وأكثر كلاعب كرة قدم.
كرة القدم تهدف لأن تجعل الناس سعداء وهو ما يقوم به ميسي تماماً فهو بأدائه يسعد الناس جميعاً ويمتعهم، أنا معجب به كثيراً.
* في سنواتك الأولى التي أشرفت فيها على تدريب برشلونة كان رونالدينهو مزدهراً وممتعاً، هل تعتقد بأنه قادر على العودة لأفضل حالاته الآن؟
- رونالدينهو لاعب مميز آخر، وهو من أكثر اللاعبين الموهوبين الذين أشرفت على تدريبهم في برشلونة، هو كان بارزاً وقتها، مهاراته العالية وتحركاته الخطيرة وتحكمه بالكرة. أسمع بعضهم يقول: بأنه غير قادر على إعادة البروز الذي كان عليه من قبل، لكن أنا لا اعتقد أن ذلك صحيح، هو يحتاج لإعادة التركيز على أدائه في المباريات، ويحتاج لاستعادة مزاجه الذي كان يؤدي به المباريات وعندها لن يكون لدي أدنى شك بأنه سيستعيد مستوياته التي كان عليها مرةً أخرى، رونالدينهو مثل ميسي في جلب المتعة لمشاهدي كرة القدم.
* هل بإمكانك تحديد أفضل لاعب أشرفت على تدريبه؟
- هذا سؤال صعب.. أنا محظوظ لأني عملت مع لاعبين موهوبين جداً في العالم.. في برشلونة كان عندي رونالدينهو الذي كان أعجوبة أستمتع بمشاهدتها في الملعب، هناك ديكو البرتغالي لاعب موهوب ويؤدي بشكل رائع في الملعب، وهناك لاعبون آخرون مثل تشافي الذي هو لاعب مجتهد للغاية وبإمكانك الاعتماد عليه في العديد من المهام في المباريات، وأنيستا أيضاً، ثم اسم ميسي يصعد لينافس تلك القائمة اللامعة التي تدربها، أعتقد أنني لن أكون عادلاً لو اخترت لاعباً واحداً وهناك لاعبون آخرون لم أذكرهم وأحترم أداءهم كثيراً.
* لديك مسيرة عظيمة كلاعب وكمدرب من الذي كان لديه التأثير الأكبر على مسيرتك كلاعب؟
- هناك العديد من الشخصيات، لكن ربما أذكر لك شخصاً واحداً من بينهم مثل يوهان كرويف.. أتذكر مشاهدتي له عندما كنت طفلاً صغيراً وهو يلعب لنادي أياكس أمستردام، احترمته كثيراً، ثم أشرف على تدريبي في نادي أياكس لقد كانت لحظات عظيمة بالنسبة لي وأنا تعلمت الكثير أثناء إشرافه على تدريبي، هو يمتلك الكثير من المعرفة والاحترام للعبة.
* لقد كان هناك الكثير من التخمينات حول مستقبلك كمدرب.. هل اتخذت قرارك حول حركتك القادمة؟
- مستقبلي؟ حسناً.. دائماً ما يكون هناك تخمينات وتوقعات في الصحف، أما بالنسبة لي لا أستطيع أن أحدد بعد وجهتي القادمة، ويمكنني القول عن ذلك الآن، ربما يمكنني ذلك في غضون الأسابيع القليلة القادمة لكنني لا أريد إثارة التخمينات، أحترم كل المدربين في اللعبة ولا أستطيع أن أقول: بأنني ذاهب لذلك النادي المعين لأن ذلك النادي المعين لديه مدرب في الوقت الحالي وأنا أحترم زملائي في المهنة، ولكن في حال وصول عرض مميز فإنني أكيد سأقبل التحدث والنقاش حول ذلك العرض لأنني ما زلت أريد أن أستمر في التدريب على مستوى الأندية، وإذاجاء شيء آخر فسأفكر في التعامل معه.