حوار - سلطان المواش
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تنظم وزارة الشؤون الاجتماعية ملتقى الجمعيات التعاونية في المملكة بمشاركة الجمعية التعاونية متعددة الأغراض لمنسوبي جامعة الملك سعود مساء غدٍ الأحد، ويستمر الملتقى لمدة ثلاثة أيام بفندق إنتركونتننتال الرياض بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات تحت شعار (نحو عمل تعاوني أفضل).. وفي حوار مع (الجزيرة) أكد معالي وزير الشؤون الاجتماعية يوسف بن أحمد العثيمين أن العمل التعاوني بالمملكة يحظى بدعم معنوي ومادي من قِبل الدولة أيدها الله، حيث بدأت الحركة التعاونية مبكراً منذ عام 1382هـ ويعد النشاط التعاوني نشاطاً أهلياً بدءاً من جمع رأس المال لكل جمعية تعاونية وانتهاءً بتنفيذ المشاريع وإدارتها، وللجمعيات التعاونية دور في استقرار الأسعار حيث تساهم في توفير المواد التموينية بأسعار مناسبة، حيث شهد عام 1382هـ إقامة أول جمعية تعاونية بالمملكة وهي الجمعية التعاونية متعددة الأغراض.
وقال معالي الوزير في حديث عن هذه المناسبة إن الوزارة أنهت كل الاستعدادات بهذا الملتقى حيث شكلت عدداً من اللجان، حيث سيشهد الملتقى حضور شخصيات بارزة في مجال العمل التعاوني، موضحاً معاليه في هذا الإطار أنه يجب الحديث عن المستقبل وعندما نطمح إليه في القادم حيث سيشهد عصراً جديداً ومغايراً لما كان وسيقطف المجتمع ثمار هذا التغيير الإيجابي، وأشار وزير الشؤون الاجتماعية إلى أن هناك دعماً مادياً ومعنوياً من الوزارة للجمعيات التعاونية، وقال إن المرأة هي جزء أساس في تكوين نسيج ونشاط واقتصاد أي ثقافة على امتداد مساحة الموجود الإنساني على كوكب الأرض، حيث سنصرح لأي جمعية تعاونية نسائية تستوفي الشروط اللازمة وندعم مشاركة المرأة في العملية التنموية.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما الدلالة التي تحملها الرعاية الكريمة لخادم الحرمين لهذا الملتقى؟
- بداية وزارة الشؤون الاجتماعية تحظى - ولله الحمد - بدعم ورعاية ومتابعة خاصة من قِبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وما رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا الملتقى إلا دليل أهمية ومؤشر اهتمام من لدن مقامه الكريم يحفظه الله.. هذا ما سينعكس إيجابياً بحول الله على واقع المؤتمر ومعطياته وترتيباته وبالتالي نتائجه وتوصياته.. وبهذه المناسبة يشرفني أن أتقدم بأسمى آيات الشكر لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين على تفضله برعاية هذا الملتقى ودعمه له.
* ما آخر استعدادات الوزارة لهذا الملتقى؟
- بفضل من الله أنهت الوزارة كل الاستعدادات والترتيبات المتعلقة بهذا الملتقى حيث شكلت عدداً من اللجان المتخصصة لمتابعة مسائل الترتيب والإعداد اللازمة لذلك وآمل أن تكلل جهود الجميع بالتوفيق والنجاح.
* هل سيشهد الملتقى حضور خبرات عالمية؟
- بكل تأكيد الملتقى يشهد حضور شخصيات بارزة في مجال العمل التعاوني وذات ثقل نوعي من حيث التجربة والتأهيل.. فهناك نخبة من الخبراء والمختصين والباحثين والمشتغلين ضمن إطار العمل والفكر التعاونيين ونأمل أن تثري مشاركتهم هذا الملتقى.
* الجمعيات التعاونية بالمملكة تمتد إلى عهد ليس بقريب ولكن لم يكن أحد يشعر بوجودها فلماذا؟
- الحديث عن الماضي يجب أن يكون في إطار المراجعة ومعرفة مواضع الخلل وبالتالي علاجها.. وهذا ما تم بفضل من الله.. وما أريده هو الحديث عن المستقبل وعما نطمح إليه في القادم.. وأقولها بصدق بحول الله مجال العمل التعاوني سيشهد عصراً جديداً ومغايراً لما كان وسيقطف المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته ثمار هذا التغير الإيجابي إن شاء الله.. أما الماضي فكما أسلف لا نريد أن نخوض فيه كثيراً إلا في حدود ما يلزمنا من حيث المراجعة ومعرفة مكامن الخطأ.
* هل يمكن أن يحمل الملتقى مشروعاً وطنياً لنشر ثقافة العمل التطوعي في المملكة؟
- لا أعرف هل تقصد العمل التعاوني أم التطوعي.. إن كنت تقصد التعاوني فرسالة الملتقى الأساسية هي بث وإشاعة ثقافة العمل التعاوني الصحيحة والتعريف بسبل استثمارها وتفعيلها.. أما إن كنت تقصد العمل التطوعي فنحن ننادي كلما سنحت لنا فرصة المناداة بتدويل مفهوم التطوع عملاً وثقافةً وأشكالاً.
* أوضحتم معاليكم من قبل أنه تمت تصفية قرابة 10% من الجمعيات التعاونية بالمملكة.. ما السبب؟
- كما أسلف.. لا أريد أن أتحدث عن الماضي إلا في إطار ما يخدم المستقبل.. وثق تمام الثقة أن أي إجراء تتخذه الوزارة لن يكون خارجاً عن أطر الأنظمة واللوائح الرسمية المعتمدة.. كما أؤكد لك أن مصلحة الوطن هي معيارنا الأساس في كل المسارات.
* هل التصفية اختيارية أم تأتي وفقاً للنظام؟
- مع جزيل تقديري لك ولسؤالك إلا أنني لو وجهت هذا السؤال لك وقلت: هل التصفية اختيارية أم وفق النظام؟ فماذا ستكون إجابتك يا أخ سلطان؟؟!! بكل تأكيد ستقول وفق النظام وهذه هي إجابتي.
* ما الدعم المادي الذي تقدمه الوزارة للجمعيات التعاونية.. وهل ستكون هناك رقابة على تلك الجمعيات؟
- بالتأكيد هناك دعم مادي ومعنوي تقدمه الوزارة للجمعيات التعاونية، فالدعم المعنوي يتمثل في تقديم النصح والمشورة والتوجيه وإمدادها بالمعلومات والأفكار ومساعدتها في إجراء الدراسات وتسهيل ما تريد الحصول عليه من خدمات.. أما الدعم المادي فيتمثل في المنح والإعانات النقدية.. أما سؤالك عن الإشراف والمتابعة لعمل ونشاط الجمعيات التعاونية ومراقبة أدائها فبكل تأكيد الوزارة تقوم بالمراقبة والمراجعة والإشراف وتسعى إلى ضبط مصروفات ومخرجات وكل متعلقات هذه الجمعيات.
* كيف تنظرون معاليكم لقدرة الجمعيات التعاونية في توفير السلع بأسعار مخفضة للمواطنين؟
- هذه بطبيعة الحال تعود لطبيعة النشاط الذي تزاوله الجمعية وبصورة عامة أقول لك هذه هي الفكرة الأساسية لعمل الجمعيات التعاونية.. الفكرة أساساً تدور في إطار تقليص هامش الربحية مقابل خدمة وطن ومجتمع هذه هي الفكرة في مجملها.
* هل ستكون هناك رقابة لضمان عدم استغلال بعضهم لهذه السلع وإعادة بيعها مرة أخرى؟
- هذا السؤال يتداخل مع سؤال سابق ولك أن ترجع إلى الإجابة فيما سبق.
* متى سنرى أول جمعية تعاونية لبيع السلع النور في المملكة؟
- متى ما تقدم الأعضاء مستكملين شروط أخذ التصريح ومزاولة النشاط.
* الملتقى سيسعى لمناقشة واقع الجمعيات التعاونية في السعودية فهل ترى أن تلك الجمعيات أدت ما عليها للمجتمع؟
- بكل صراحة لا لم تؤدِ دورها كما ينبغي وبصورة فعلية.. هذا الملتقى سيؤسس لفعل تعاوني حقيقي بحول الله وكل ما أقوله هو الابتهال إلى الله بالدعاء لتيسير ما نطمح إليه في هذا الإطار وأن تكلل الجهود بالنجاح.
* هناك مطالبات بأن تكون تلك الجمعيات تكتلاً واحداً لكي تستطيع مواجهة التكتلات الكبرى.. فما رأي معاليكم في هذا الطلب؟
- أرى أن مثل هذا الطرح بعيد عن مناسبة وملائمة الواقع الحالي.. أمامنا مسافة ليست بالقليلة لفهم واستيعاب وتأسيس الثقافة التعاونية.. الأفكار الاحترافية تأتي لاحقاً..
* على الرغم من قِدم العمل التعاوني في المملكة إلا أنها لم تنضم حتى الآن للاتحاد التعاوني الدولي.. فلماذا؟
- بإذن الله سنرى مجالات كثيرة ومتعددة النفع ضمن مدار عمل الجمعيات التعاونية أقولها جازماً بإذن الله.
* أخيراً.. كيف ينظر معاليكم إلى دور المرأة في هذه الجمعيات؟
- المرأة جزء أساس في تكوين نسيج ونشاط واقتصاد أي ثقافة كانت على امتداد مساحة الوجود الإنساني على كوكب الأرض.. سنصرح لأي جمعية تعاونية نسائية تستوفي الشروط اللازمة وندعم مشاركة المرأة في العملية التنموية والبنائية لهذا الوطن المعطاء.. ولدينا الآن جمعية تعاونية نسائية تحت التأسيس في منطقة القصيم تعنى بجميع أنواع الحِرف.