المدينة المنورة - العيص - علي الأحمدي
مرت خمسة أيام على خلو مدينة العيص من سكانها وفقدت المساجد هناك ولأول مرة مرتاديها لصلاة الجمعة باستثناء إقامتها يوم أمس في مسجد السوق بتواجد من فرضت عليهم وظائفهم البقاء مع عدد قليل من المواطنين.. وانخفض عدد الهزات حيث لم تسجل سوى هزتين خفيفتين في مؤشر ايجابي بإذن الله لانحسار الخطر.. وفي المدينة المنورة يتوالى وصول الراغبين في سكناها من أهل العيص وقراها حتى تنجلي تلك الظروف وسجلت آخر إحصائية قدوم أكثر من تسعة آلاف شخص يمثلون أكثر من ألف ومائتين وخمسين اسرة حتى ظهر يوم أمس حصلوا جميعهم على مزايا السكن والإعاشة وتسهيلات قبول ابناءهم في المدارس والتي تكفلت بها الدولة.. باستثناء بعض حالات القادمين من مدينة املج حيث لم يحصلوا على تلك المزايا بداعي أنهم لا يتبعون منطقة المدينة المنورة رغم أن املج طالها ما أصاب العيص وبالتالي فإن الاسر التي جاءت من املج أو قراها يتطلعون لتوجيه ينهي معاناتهم ويضمن لهم السكن في المدينة أسوة بغيرهم.
إلى ذلك أضفت الزيارة التفقدية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة لمدينة العيص وقراها جوا من الارتياح والطمأنينة في نفوس من التقاهم سموه من مواطني تلك المنطقة كما ساهمت جولته حفظه الله في تخفيف حدة القلق لديهم ومنحتهم مزيدا من الثقة على أنهم في أيد أمينة تحرص على حياتهم وتبذل الغالي من أجل راحتهم وإسعادهم بتوفيق من الله عز وجل.
- كشفت الزيارة ذاتها قوة التلاحم بين المسؤول والمواطن ومدى حرص سموه وتفاعله مع الظروف والاحداث التي طالت المنطقة حيث قطع سموه اجازته الرسمية وعاد من خارج المملكة ليشارك اخوانه وأبناءه هذه الظروف ويكون كذلك قريبا بصفته الرسمية (أميرا للمنطقة) بالتوجيه والمتابعة واتخاذ القرارات التي تكفل راحة جميع من تسببت الأحداث في نزوحهم وتخفف من معاناتهم وتسهل أمورهم في كافة الجوانب من إسكان وإعاشة مع تمكين أبنائهم وبناتهم من مواصلة دراستهم.
الأمير عبدالعزيز بن ماجد يؤكد الاستعداد والعمل على راحة المواطنين
من جهته أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة أن الاستعدادات ولله الحمد على أكمل وجه حيال تقديم كل ما من شأنه خدمة المواطنين والأهالي في محافظة ينبع ومراكزها التي شهدت عدة اهتزازات أرضية.
وقال سموه في تصريح صحفي عقب ترؤسه مساء أمس الأول اجتماعا للجنة الدفاع المدني الرئيسية بمدينة ينبع الصناعية إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله أصدرا الأوامر الكريمة التي تدعم المنطقة وتحضر جميع الاستعدادات اللازمة لتكفل راحة المواطن سواء في المناطق التي تم إخلاؤها أو في المناطق الأخرى التي تعرضت للهزات ومناطق الإيواء التي أعدت إعدادا جيدا ووجدت الخدمات فيها بشكل كامل وان أماكن الإيواء بمركز الفقعلي ليست مقار للإقامة الدائمة انما يتم من خلالها توزيع السكان وانهاء الإجراءات اللازمة التي تكفل لهم الحصول على المنزل اللازم والإعاشة اللازمة في المدينة أو ينبع أو أي منطقة أخرى والتحاق أبنائهم أيضا بالمدارس أثناء وجودهم خارج المناطق التي تم إخلاؤها.
وعن الإعانات التي تقدم للمواطنين قال سموه إن الإعانات المادية موجودة ووزارة المالية وبناء على التوجيه السامي الكريم على أتم الاستعداد للبدء بالصرف وقد بدأ الصرف فعلا في بعض الأماكن إلا أن بعض الأخوان لم تكتمل أوراقهم وهذا من ضمن الأشياء التي تم نقاشها وما لم يستكمل تم استكماله في المدينة إما في محافظة ينبع فقد تم استكمالها بشكل كامل وان شاء الله خلال ساعات سيتم الصرف بمجرد الإثبات لأنه أحيانا يأتي أناس من خارج المناطق المعنية ويقولون نحن من المناطق المعنية ونحن في الحقيقة لا نريد لأحد أن يستغل هذه الإحداث ولكن الناس المستهدفين الذين لهم الإعاشات والذين هم من منطقة الحدث كل أمورهم أن شاء الله مسهلة وجميع الترتيبات اللازمة موجودة وقد وضعت الضوابط اللازمة وتم الاتخاذ وانتهت وسيتم الصرف.
وعن النظرة المستقبلية عن أزمة الاهتزازات الأرضية بمركز العيص دعا سموه الله عز وجل أن يكفي البلاد والعباد شر الزلازل وغيرها مؤكدا أن الجميع على أتم الاستعداد وقال سموه من المفاجآت السارة التي حصلت اليوم ولله الحمد أننا عندما رجعنا إلى تصاميم المنشآت والمصانع في مدينة ينبع الصناعية والكود السعودي الذي وضع المواصفات والمقاييس بالنسبة للمباني وجدناها جميعا تأخذ بعين الاعتبار هذه الأمور.
وبين سموه أن جميع الضوابط كلها موجودة وجميع الإجراءات والأنظمة وضعت على الطاولة وتم نقاشها وقال إن الجميع لم ينتظر أي توجيه إذا ما حصل أي شيء لا قدر الله فالجميع إمامهم الأنظمة وأمامهم التوجيهات إنه إذا حصل كذا لا بد التعامل معه بالطريقة المناسبة والضوابط المعنية والمعايير فالاستعدادات جميعها موجودة والدولة ولله الحمد وفرت جميع الإمكانات ونسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل مكروه.
وعن إخلاء مركز العيص إخلاء كاملا ورغبة السكان في العودة بمشيئة الله قريبا أفاد سمو أمير منطقة المدينة المنورة أنه قبل حدوث الهزات الأرضية لم يكن هناك أي نية للإخلاء أو غيره والموضوع بسبب الحدث وبسبب تقارير الجهات المعنية المختصة التي أوصت بذلك ومن الأشياء التي طرحها المواطنون أثناء لقائي بهم أن بعضهم عندهم جهل بالنسبة للأخطار وناس من ضمن منطقة العيص مثلا التي تم إخلاؤها يتوقعون أنهم سيرجعون في أقرب وقت ممكن مع أن الخطر مازال قائما أيضا وهنالك ناس من خارج المنطقة على القرب شعروا بالهزات ونحن لسنا بوضع خطر وهم يتساءلون ماذا نعمل فالاتفاق كان أنه لابد من وجود المتحدث الذي يطلع المواطنين على التفاصيل أولا بأول وسيكون هناك ناس موجودين في المناطق لإشعار الناس أيضا من خلال الأرقام فجميع سكان المناطق المعنية لديهم أرقام ولديهم جوالات وسيتم أشعارهم عن ما يستجد بالنسبة لخدماتهم أو بالنسبة لإخبارهم ووضعهم أولا بأول في الصورة المعنية.
وعن دور رجال الأعمال في هذه الأحداث ارجع سموه الشكر لقيادة هذا البلد والدعم اللازم والمطلوب والملح في البداية وفرته الدولة على أكمل وجه ولله الحمد إما تعاون رجال الأعمال وبعض المواطنين المتطوعين الذين يقدمون المساعدات فلهم منا الشكر والتقدير وأشار سموه إلى أن أهالي محافظة ينبع وأهالي المدينة المنورة بيوتهم شرعت للقادمين من مركز العيص وهذا ليس بمستغرب مشيدا سموه برجال الأعمال بالمنطقة الذين لن يترددوا بالوقوف مع أخوانهم والإنسان السعودي بصفته جبل على حب الخير والتعاون.
لجان فاعلة بالدفاع المدني
- شكل الدفاع المدني بالمدينة المنورة عدة لجان لاستقبال وايواء القادمين للمدينة المنورة من مدينة العيص وقراها كان من أبرزها لجنة الاستقبال بوجود ممثلين لفرع وزارة المالية بالمدينة وتعمل هذه اللجنة على مدار الساعة بالتناوب.. ومثلها لجنة مكونة من ستين ضابطا وفردا لمتابعة شروط السلامة في المباني السكنية.. إلى جانب مركز معلومات تم استحداثه يعمل هو الآخر 24 ساعة يعمل فيه عشرون ضابطا وفردا ومهمته تسجيل كافة البيانات وتزويد الجهات الحكومية ذات العلاقة بما يحتاجونه من معلومات واحصائيات موثقة عن المواطنين المسجلين لديهم ومقار سكناهم وما يقدم لهم من خدمات.. وتسجل آخر إحصائيات مركز المعلومات استقبال أكثر من ثمانية آلاف شخص يمثلون أكثر من ألف ومئة أسرة تم إنهاء إجراءات سكناهم في فنادق وشقق تتوفر فيها سبل الراحة وتحظى بالمتابعة الدائمة من رجال الدفاع المدني.