جدة - عبدالله الزهراني:
تشهد مدينة جدة انطلاق فعاليات ملتقى الخليج العربي الثاني للتدريب الإداري 2009 تحت شعار (صناعة التدريب.. من التأصيل إلى الإبداع) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، حيث يدشن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة الملتقى مساء اليوم السبت ويستمر لمدة خمسة أيام بقاعة ليلتي للاحتفالات.
الملتقى يتضمن العديد من ورش العمل والتجارب العملية الناجحة التي يقدمها نخبة من المدربين العالميين في مجال التدريب وتنمية الموارد البشرية، كما يسعى لتزويد المشاركين بالأدوات والأساليب العملية الفعالية للارتقاء بمستوى التدريب في المنظمة من خلال معرفة كيفية تطبيق منظومة التدريب المتكاملة.
ورغبة من (الجزيرة) في تسليط الضوء على جزء مهم وشريحة لا نقول أنها مهملة في صناعة التدريب بالمملكة ولكن على الأقل لم تجد الاهتمام اللازم والرعاية المستحقة ألا وهي شريحة المعاقين وتدريبهم والذين ينظرون لهذا الملتقى كطوق نجاة لإيجاد فرص تدريبية حقيقية تكفل لهم وتأهلهم لتحويل حلمهم إلى حقيقة.
جلسنا إلى محمد توفيق بلو أحد أبرز المختصين في مجال تدريب المعاقين بالمملكة وأحد العاملين عالمياً في تعليم المعوقين بصرياً بصفته ممثل المجلس الدولي لتعليم المعوقين بصرياً (ICEVI) في المملكة العربية السعودية وأمين عام جمعية أبصار الخيرية، الذي أكد للجزيرة أنه لا يوجد استثمارات بالمعنى الشامل للاستثمار فيما يتعلق بتدريب المعاقين بصفة عامة والمعاقين بصرياً بصفة خاصة إنما هي اجتهادات من قبل بعض إدارات المسؤوليات الاجتماعية بالقطاع الخاص ونشاطات متفرقة من قبل الجمعيات الخيرية، وذلك بسبب غياب الاستثمار في سوق الإعاقة رغم أن الإعاقات تمثل قرابة 4% من إجمالي عدد السكان تقريباً منها 29.9% إعاقة بصرية.
ورجع بلو بالذاكرة إلى بدايات تدريب المعاقين بالمملكة حيث بين أنه بدأ بالدور الحكومي قبل أكثر من ثلاثة عقود عن طريق فتح مراكز ومدارس تعليم المكفوفين والصم والتربية الفكرية وفتح مراكز للتأهيل الشامل تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، ثم بدأت الجمعيات الخيرية ومراكز التأهيل تقدم برامج للتدريب يستفيد منها المعوقون.
وأوضح بلو أن أهم عقبات تدريب المعاقين تنحصر نقص الكوادر المتخصصة، ضعف مساهمة القطاع الخاص في تمويل برامج تدريب المعوقين، نظرة المجتمع حول الإعاقة بسبب نقص الوعي العام بين شرائح المعاقين أنفسهم والمجتمع بصفة عامة حيث يوجد شريحة من المعوقين ليس لديها الرغبة في التعلم والاستسلام للحالة، الأمر الذي يتطلب وقتاً للتخلص من هذه الشعور، علاوة على أن طبيعة المجتمع المحلي مجتمع مستهلك أكثر منه منتج، الافتقار إلى مراكز تدريب معتمدة لتنفيذ اختبارات رخصة قيادة الحاسب الآلي للمعوقين بصرياً، شعور بعض المتدربين بالإحباط لعدم امتلاكهم تقنيات مساندة خاصة بهم للممارسة التطبيقية أثناء التدرب بسبب قلة الموارد المالية المتوفرة لتأمين احتياجات تدريب المعاقين، عدم وجود رؤية مسبقة لدى بعض المتدربين عن مستقبل حياتهم العملية، وقلق وتخوف المتدربات من نوعية الوظائف المتوفرة في سوق العمل بالإضافة إلى ندرة وجود عقود وظيفية محفزة، عدم اهتمام بعض المتدربين ببرنامج التدريب المعد وتركيزهم فقط على الحصول على وظيفة، انعدام الإحصائيات المحدثة والأبحاث والدراسات المتعلقة بمجتمع الإعاقة، وأخيراً نمط العادات والتقاليد الاجتماعية وتركيبة المجتمع السعودي.
وأضاف بلو إن تدريب المعاقين لا يوجد به أي تخصصية مهنية تسمح في الوقت الراهن للجهات بتقديم رقابة مهنية تحدد أو تقيم مستوى التدريب المقدم للمعاقين وطبيعة احتياجاته الفنية والمخرجات المهاراتية والتي بناء عليها يتم تقديم الشهادات، لافتاً إلى أن هناك نقصاً في الكوادر الوطنية المتخصصة في أنواع التدريب الذي يحتاجه المعاقون ولتطوير ذلك لا بد من زيادة الموارد المالية المخصصة لتنمية وتطوير كوادر بشرية لتطوير مدربين عبر تحقيق مبدأ الشراكة الدولية لتنمية وتحقيق هذا الهدف.