أجمع عدد من المفتين ورؤساء المراكز والهيئات الإسلامية في مختلف دول العالم على أهمية المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي يعقد في محافظة جدة اليوم، بالنظر إلى الموضوعات الحيوية التي يناقشها وتمس حياة المجتمع المسلم في مقدمتها الأمن الفكري، والعمل الدعوي الإسلامي، وتنمية الأوقاف واستثماراتها.
تحقيق الأمن الفكري
ففي البداية، أكد فضيلة المفتي العام لموريتانيا الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي على الدور المناط بوزارات الشؤون الإسلامية في تحقيق الأمن الفكري، مشدداً على أن انتشار الأفكار المنحرفة عن وسطية الإسلام إفراطاً وتفريطاً يتطلب المزيد من تكثيف الجهود بين وزارات الشؤون الإسلامية والتنسيق فيما بينهم، عملاً بمقتضى قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
وثمن الشيخ الشنقيطي عالياً استضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر وغيره من المؤتمرات السابقة التي تخدم العمل الإسلامي في كافة جوانبه، معتبراً ذلك داخلاً في سائر مجالات العمل الإسلامي الذي تقوم به المملكة، وقال: إننا نظرة إلى ذلك بتقدير وتثمين، بل نظرتنا إلى جهود المملكة المتنوعة المتشعبة في خدمة الإسلام والمسلمين أن القاصي والداني يدرك أنها محل تقدير وإعجاب، ولو أراد المستعرض استعراضها لما علم من أين يبدأ ولا إلى أين ينتهي، تبارك الله رب العالمين، فمما لا يخفى أن المملكة يتناولها قوله تعالى: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ).
توعية الشعوب
أما فضيلة مفتي جبل لبنان الدكتور محمد علي الجوزو، فقد طالب مؤتمر وزراء الأوقاف في دورته الجديدة أن يضع أهدافاً محددة، ويعمل على تحقيقها من خلال علماء الأمة، ودورهم الفعال في الحفاظ على الهوية الإسلامية الصحيحة، وفي توعية الشعوب العربية والإسلامية، وتعريفهم بالأخطار التي تحدق بهم من كل جانب، وكشف حقيقة الفرق الضالة، وما تعمل له من فساد وإفساد لعقائد الناس. وقال: إن الواجب الديني يجب أن توضع له كافة الإمكانات المادية والمعنوية، وبذل الجهود المخلصة لقطع الطريق على أعداء تاريخنا وتراثنا وعقيدتنا، حتى لا يحققوا ما يسعون إلى تحقيقه ضد أمتنا الإسلامية.
المؤتمر مهم جداً
من جهته، وصف رئيس جمعية القرآن الكريم والأمين العام لمجلس الشريعة الإسلامية في المملكة المتحدة الدكتور صهيب حسن عبدالغفار المؤتمر، بأنه مهم جداً ويناقش موضوعات مهمة تمس حياة المجتمع المسلم، وقال: إن على وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ميزة خاصة لأنها تتعامل مع جانب حيوي من حياة المجتمع المسلم وتشرف على أعمال إنسانية خيرية مثل سد نفقات الملاجئ ودور الأيتام والمستشفيات والمساجد إلى غير ذلك من المشروعات المفيدة التي تكون في طي النسيان إذا لم تصل إليها يد الأوقاف بالمدد والمساعدة.
واعتبر الدكتور عبدالغفار المؤتمر فرصة عظيمة لطرح الأفكار والوصول إلى نتاج حصيف من خلاصة الفكر الإنساني في شتى المجالات، حيث يشارك فيها وزراء وعلماء ومفكرين وباحثين من أكثر من ستين دولة، مؤكداً أن المهم هو التطبيق العملي للقرارات التي تنبثق من كل المؤتمرات.
دعم الأقليات المسلمة
وفي ذات السياق، رحب رئيس المركز الإسلامي في اليابان الدكتور صالح مهدي السامرائي بانعقاد المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطالباً وزارات الشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي بتوعية الأمة على مختلف الأصعدة إعلامياً وتعليماً وبمراعاة ما أمرت به الشريعة من حرمة دم المسلم وماله وعرضه مهما كانت الأسباب، وعدم استحلال الدماء بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان. وحث وزارات الشؤون الإسلامية في العالم بالإسهام في دعم وتوجيه الأقليات الإسلامية في العالم وما أكثرها ولا تتركها للمنحرفين عقائدياً يشجعون على الإرهاب ويسيؤون إلى الإسلام، ويبررون تدخل أعداء الإسلام في البلدان الإسلامية، بالإضافة إلى تحصين أنفسنا داخلياً وخارجياً.
مخاطبة العقل
أما الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبي المهندس محمد يوسف هاجر فقال: (إن الأمة الإسلامية تتعشم خيراً في المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، بأن يلتف حول مبدأ واحد واتخاذ أساليب تخاطب العقل وليس المشاعر واكتشاف مواطن القوة لاستثمارها وتنميتها واكتشاف مواطن الضعف لعلاجها وتقليلها أو الحد منها حسب المستطاع وتحديد الأولويات والاحتفاظ بالأساسيات، وإدخال التعديلات والتحسينات واستعمال أسلوب ليس فيه التشدد الزائد ولا التساهل المفرط للوصول إلى الهدف المنشود
في أسرع وقت وبأقصر الطرق، إن تحقيق الأمن الفكري هو تحقيق الأمن كله).