البطحاء - «الجزيرة»
دشنت أرامكو السعودية بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية والجمارك السعودية الأربعاء الماضي مختبرا مختصصاً لتحليل عينات المنتجات البترولية المنقولة عن طريق الشاحنات والحاويات إلى خارج المملكة بغرض التأكد من أنها لا تحتوي على أي منتجات بترولية مدعومة ورفع تقارير منتظمة بالنتائج لمصلحة الجمارك السعودية.
وأشار ضيف الله العتيبي مدير عام جمرك البطحاء في كلمته أن الجمارك سعيدة بهذه المناسبة التي أنهت معاناتها في السابق من تنامي ظاهرة تهريب المواد المعانة من الدولة وفي مقدمتها المشتقات البترولية المقيدة مثل الديزل والكيروسين وزيت الوقود والبيتومين (60 - 70) والذي يحاول ضعاف النفوس تهريبها تحت مسميات أخرى حيث يتحايل هؤلاء بتسميتها بمسميات أخرى من المواد المسموح بتصديرها مثل مواد كيماوية أو مذيبات أو عوازل أو مثبتات تربة. واعتبر العتيبي هذه الظاهرة عائقاً في معرفة تلك العناصر بسهولة؛ نظراً لأنها تخضع لتحليل مخبري لا يستطيع الموظف مجردا إثبات المواد المسموح بها من عدمه.
وبين العتيبي أن مختبر أرامكو سيساعد في إحباط العديد من عمليات التهريب في مشتقات البترول التي كانت تستنزف اقتصاد البلد. وأشار إلى أن هناك تعاونا بدأ من خلال مركز الأبحاث والتطوير في الظهران الذي كان يستقبل العينات ويحللها وبعد كثرة العينات تم تحويلنا إلى المختبرات المعتمدة من أرامكو مما أدى إلى نتائج إيجابية من الحد من تلك الظاهرة رغم العوائق المتمثلة في بعد المسافة بين الجمرك وتلك المختبرات في الظهران والخبر وبالتالي تأخر نتائج التحليل.
وأضاف العتيبي أن وجود أرامكو في منفذ البطحاء يشكل إنجازا وشرفا نفتخر به من خلال هذا المختبر في إطار دورها في التنمية الاقتصادية للوطن وتميزها بذلك العطاء. كما أضاف العتيبي في كلمته قائلاً إن جمرك البطحاء يعد من أكبر الجمارك البرية في العالم وليس في المملكة وحسب حيث يعبر من خلاله كم هائل من الواردات والصادرات فحجم حركة الاستيراد والتصدير وحركة المسافرين تزداد معدلاتها يوما بعد آخر حيث يفوق عدد الشاحنات التي يتعامل معها الجمرك يوميا الـ(4000) آلاف شاحنة ما بين قادمة وعابرة ومغادرة بخلاف السيارات السياحية التي تنقل الركاب والتي تصل إلى (2000) سيارة في القدوم والمغادرة يومياً حيث يعد منفذ البطحاء المنفذ البري الوحيد لدولة الإمارات العالم الخارجي مما شكل أهمية بالغة لجمرك البطحاء، وبالتالي فإن الجمرك يتعامل مع جميع أنواع البضائع الخليجية والسلع الأجنبية مثل المعدات الثقيلة والآليات والمولدات والمضخات ومعدات الحفر ومعدات المصانع والسيارات وقطع الغيار والمعدات الطبية والأدوية والمواد الغذائية والملابس ومعدات الملاهي الخاصة بألعاب الأطفال ومواد البناء والمواد الإنشائية والأثاث وكذلك الأجهزة الإلكترونية والأواني المنزلية والكهربائية وغيرها من السلع. وإن كانت المنتجات الخليجية المصنعة في كل من الإمارات وعُمان تشكل ما نسبته 50% تقريباً من إجمالي السلع التي ترد عن طريق جمرك البطحاء، إلا أن المنتجات التي ترد من المناطق الحرة في جبل علي ودبي وأبوظبي لا تقل عنها مما جعل جمرك البطحاء يحتل الصدارة على مستوى جمارك المملكة في عدد المعاملات الجمركية حيث بلغ إجمالي المعاملات حسب التقرير السنوي الصادر من مصلحة الجمارك (497.614) معاملة جمركية.
واختتم العتيبي قائلاً إن هناك نية لتوسعة الساحات الجمركية وزيادة أجهزة الكشف الإشعاعي وتحسين صالات الركاب وتطوير قطاع التخليص الجمركي في منفذ البطحاء وهذا المشروع يحظى باهتمام بالغ بعد تنامي العمل فيه بشكل سريع في السنوات الأخيرة حيث تنفذ حاليا مشروعات تحسين وتطوير للمنفذ تبلغ تكلفتها حوالي (223) مليون ريال تتمثل في توسعة الساحات الجمركية وإزالة مظلات الركاب والجوازات بالكامل وإنشاء صالات حديثة للركاب والجوازات وتوسعة ساحات الترانزيت والأمن الجمركي، وكذلك إزالة مبنى الصادر الدولي واستبداله بمبنى جديد ورمبات حديثة إضافة إلى إنشاء مجمع إداري متكامل ومدينة حجاج جديدة ومحطة لتحليل المياه وزيادة الأنفاق الإشعاعية للشاحنات وعند الانتهاء من المشروع سوف يكون المنفذ من أحدث المنافذ الجمركية في المملكة.