تسابقت مدارس عديدة للاحتفال بيوم اليتيم كانت مراسم الاحتفال تقتضي دعوة عددٍ من الأيتام إلى فناء المدرسة وتقديم الأناشيد والألعاب والحلويات! خروج اليتيم من دائرة قصصه المؤلمة والمفجعة إلى أحضان مجتمعه الذي سيعيش فيه فيما بعد هو أمر إيجابي! بعض القصص لم أكن أتصور أنها ستحدث في مجتمعنا ليس لأنه مختلف عن باقي المجتمعات لكن لبشاعة تلك القصص! أحد الأطفال (مجهول) الأم والأب قامت (أمه) بسكب الماء الحار عليه وكسر ظهره لكي تتخلص منه! طفل آخر يعاني تشوهات في رأسه بسبب عضة كلب وجده في صندوق القمامة فأخذه ليأكله لولا أن أنقذه أحد المارة!! لكن الأيتام ليسوا أسبوع النظافة وليسوا أسبوع الشجرة أو أسبوع مكافحة التدخين انهم أطفال إما فقدوا ذويهم وإما جاءوا للدنيا ضحايا للأم والأب فهل يكرر المجتمع بكل مؤسساته الخطأ فيهملهم طوال العام ليتذكرهم فقط في يوم يتيم.
إن تلك الاحتفاليات المتناثرة لا تكفي على أهميتها فهؤلاء بعد أن يكبروا سيحتاجون إلى بيوت ووظائف وزواج فهل المجتمع مستعد لأن يؤمن لهم مثل هذه المتطلبات أم سيكتفي بأن يجعل من معاناتهم مناسبة للاحتفال يملأ بها أنشطة مدارسه ويدبج المسؤولون والمسؤولات في المدارس الخطب والكلمات وربما صدحت الأناشيد التي تتغنى بالأم والأب كما فعلت إحدى المدارس! على المجتمع بكل فئاته ومؤسساته ألا يعتقد أنه ابرأ الذمة مع الأيتام أو غيرهم من الأطفال الذين يحتاجون منا إلى أن نفكر كيف نمسح الألم عن مخيلتهم ونعمل على تأمين الحياة الكريمة لهم عندما يكبرون!
حادثة:
ما إن انتهى الاحتفال بيوم اليتيم حتى نشرت إحدى الصحف خبراً عن تحقيق يجري بشأن مقطع بلوتوث يقوم فيه أحد المسؤولين في دار الرعاية الاجتماعية بتعنيف أحد الأطفال، يبدو أن المعاملة التي يجدها الأيتام هي ما يبرر ذلك فرحهم الكبير بالزيارات الخارجية! فإذا كانوا في الدار يجدون معاملة قاسية كما يصور مقطع البلوتوث فتلك مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية التي أمنها المجتمع على أطفاله وعليها أن تقوم برعاية هذه الأمانة وتحمي الأطفال من أولئك (الموظفين)، فألم اليتم الذي يقرأ في عيونهم يكفيهم!
alhoshanei@hotmail.com