لقد زادت أسعار الفنادق زيادات كبيرة بالفترة الأخيرة، والسبب أنه لا رقيب على أسعارها.. لقد تضاعفت أسعار الغرف في بعضها 80% خلال أشهر معدودة.. والسكن بالفنادق أصبح مطلباً ضرورياً، وليس بهدف السياحة فقط، فهناك من يأتي لموعد مريض، وآخر لمهمة عمل وثالث لصلة رحم!.
إن زيادة أسعار الغرف أضحت - مع الأسف - ميدان تنافس خلال الفترة القريبة، فأي فندق يزيد حسبما يريد، لقد أبلغني الزميل د. عبدالله بخاري عضو مجلس الشورى أن هناك فندقاً بالرياض زاد في سعر الغرفة خلال فترة محدودة ما يقارب 70% وأنا أعرف فندقاً بجدة زاد خلال أشهر معدودة سعر الغرفة 80%، وكذا الشأن في فنادق مكة المكرمة.
لعل الأمل هو انتقال قطاع الإيواء: الفنادق والشقق المفروشة من وزارة التجارة المثقلة بهمومها المتعددة إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار بوصفها جهة متخصصة يقوم عليها مسؤول مبدع وتعمل فيها كفاءات وطنية مخلصة. ولقد ابتهجت بما نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) على لسان مدير عام قطاع الإيواء م. أحمد العيسى عن بدء الهيئة بتصنيف الفنادق حسب مستواها وخدماتها، بحيث يحفزها على تقديم الخدمات الجيدة بأسعار مناسبة للمستثمر والساكن، ونرجو أن ينتهي ذلك قريباً بحيث تكون الأمور واضحة أمام راغبي السكن مستوى وأسعاراً، فضلاً عن تشجيع السياحة الوطنية حيث يشكو المواطنون أن السبب الرئيس في إحجامهم عنها يعود إلى ارتفاع أسعار غرف الفنادق والشقق المفروشة.
لننتظر ونحن على بداية موسم الصيف والسفر والسياحة.
***
-2-
مسابقة جمال المرأة
بين القطيف والسويد..!
** في هذا الزمن الذي جعل المرأة جسداً.. يكاد أن يلغي فكره وعقلها، وليس أدل من ذلك من جعل (مسابقة جمال شكل المرأة) عملاً تتسابق الدول رجالاً ونساءً على إقامته وتنظيم المسابقات من أجله.
مع الأسف إن معيار الجمال في هذه المسابقات: أن الأكثر جمالاً هي الأكثر عرياً وإثارة حتى ولو كان عقلها صفراً.
في مسابقة جمال المرأة بالسويد، قال أحد أعضاء لجنتها ناصحاً الداخلات إلى المسابقة بهذه النصيحة: (إن المرأة التي تلفت النظر هي التي تظهر من جسدها ما يجعل أعضاء اللجنة يرشحونها لتكون ملكة الجمال).
خوش نصيحة!.
***
في هذه الحمى الجمالية الشكلية قرأت خبراً جميلاً نشرته صحيفة (المدينة) حول إقامة محافظة (القطيف) (مسابقة لجمال أخلاق المرأة)، واختارت تحديداً موضوع: (البر بالوالدين) للفتيات ما بين (15) و(25) عاماً، فالبنت الأوفر جمالاً أخلاقياً لا شكلياً فقط هي الأكثر براً بأمها أو أبيها أو كليهما، ويتم ذلك على أساس البحث الدقيق من خلال عدة مصادر من أقارب ومراكز اجتماعية ومستشفيات وغيرها.
كم أسعدني هذا الخبر إن مثل هذه المسابقة هي التي تحرض على الخير والبر والجمال أيضاً بينما مسابقات العالم الشكلية الجمالية إنما هي انحياز للشكل على حساب الأخلاق والعفة.
ترى ما قيمة المرأة أو بالأحرى ما قيمة جمال امرأة بدون جمال سلوكي، وما أبهى جمال المرأة الذي يتجسد في شكلها وفي أخلاقها.
***
-3-
اختلاف الفهم
ووصية الرجل الثري..!
** تختلف قراءة الناس لأي تصرف أو موقف!.
وهذا يرسخ مفهوم أن الحقيقة لا يملكها طرف دون طرف، وبخاصة أن الله جعل البشر مختلفين ولذلك خلقنا!.
أروي هناك حكاية رجل ثري كتب بوصيته أن يتم إخراج يديه من الكفن ومدها أمام المشيعين!.
وعندما مر جثمانه أمام الناس، كل قرأ هذا التصرف من وجهة نظره!.
أناس قالوا هو بخيل فحتى وهو متوفى وراحل يريد أن ينهب من الدنيا ويأخذ من الناس!.
وهناك من قرؤوا الموقف من نافذة أخرى فقالوا: الله: إنه يقول لنا: انظروا إليّ لقد خرجت من الدنيا لا أحمل كما تروني درهماً واحداً فها أنا ذاهب للقبر ويدي فارغتين.
وظل هدف وصية هذا الرجل غير معروف فقد دفن معه!.
أنا أميل إلى التفسير الثاني الذي يرى أن الرجل هدف إلى تقديم رسالة للأحياء بالإنفاق والإحسان ما داموا أحياء فهم سوف يذهبون مثله لا يحملون من أموالهم شيئا!.
وعلى أي تفسير ففي هذه القصة عبرة وأي عبرة سواء من جانب هدفها أو من خلال تفسيرها وقراءتها من قبل الآخرين.
***
-4-
آخر السطور:
قال الشاعر:
(تعاودني ذكراك كل عشية
ويورق قلبي حين فيك أفكر)
hamad.alkadi@hotmail.com