أقامت جامعة الملك سعود معرض وادي الرياض للتقنية الذي يهدف إلى التعريف بهذا المشروع الوطني ومجالاته وشركاته العالمية، زرت هذا المعرض وتجولت فيه وبعد أن شاهدت رسومه وبياناته وصوره الافتراضية والمعلومات المقدمة..
والمعرضة تقدم إلى بعض الإخوة المشرفين على المعرض لإيضاح بعض المعلومات حول الوادي وتوضيح أهدافه ومشاريعه، وقام أحد الإخوة الأساتذة من المشرفين على المعرض مشكوراً بتقديم تفاصيل كثيرة حول هذا المشروع الكبير فطلبت كتيب المعرض لكي أقدم تعريفاً بهذا المشروع للقارئ الكريم لعلنا نستفيد جميعاً من هذه المعلومات، ويبدأ الكتيب أو النشرة التعريفية للمعرض بمقدمة تذكر أن التجارب العالمية تشير إلى أن الواحات العلمية هي الأداة المثالية لتحول الدول نحو اقتصاد المعرفة.. وتمشياً مع خطة التنمية الثامنة للمملكة التي تهدف إلى بناء قاعدة وطنية للعلوم والتقنية قادرة على الابتكار والتجديد بما يواكب التوجه نحو اقتصاد المعرفة بادرت جامعة الملك سعود إلى إطلاق مشروع وادي الرياض للتقنية الذي يهدف إلى استقطاب الاستثمارات المحلية والمعالمية للمشروع وإلى إحداث ديناميكية بحثية داخل الجامعة من أجل توظيف الكفاءات القادرة على الإسهام في تنمية المؤسسات الاقتصادية القائمة على الابتكار ولتوليد وإكتساب التقنية وتوطينها مما يساعد على إرساء الاقتصاد المعرفي في المملكة.. ورؤية الوادي هي الريادة في مجال البحث والتطوير ونقل وتوطين التقنية، أما رسالته فهي توفير بيئة محفزة وجاذبة للبحث والتطوير تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المقدرة التنافسية للاقتصاد الوطني القائم على المعرفة.
أما أهداف مشروع وادي الرياض للتقنية فتتضمن نقل وتوطين وتطوير التقنية بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحقق التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون بين الجامعة ومراكز الأبحاث والتطوير في الشركات المحلية والعالمية، وإيجاد بيئة محفزة وجاذبة للشركات الاستثمارية لمحلية والعالمية المتخصصة في مجال البحث والتطوير، واكتشاف واستقطاب ورعاية الموهوبين والمبتكرين والمبدعين من داخل المملكة وخارجها، وتعزيز الحصيلة المعرفية والمهارية لطلاب وطالبات الجامعة بما يحقق المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وتنمية الموارد الذاتية للجامعة بما يحقق الاستقرار المالي لها، وتضع النشرة التعريفية تساؤلاً لماذا جامعة الملك سعود؟ وتجيب بأن جامعة الملك سعود تعد صرحاً علمياً متميزاً وذلك لاعتبارات عديدة أهمها موقعها الإستراتيجي المتميز في عاصمة المملكة وقربها من حركة النهضة السعودية الاقتصادية، ووجود معهد الملك عبدالله لتقنية النانو فيها إضافة إلى مختبراته ومعامله البحثية في كل من أمريكا، الصين، ألمانيا، بريطاني، ووجود معهد الأمير سلطان للتقنيات المتقدمة بتجهيزاته ومختبراته فيها بما في ذلك معمله البحثي بالسويد.. والجامعة تحتل المرتبة الأولى عربياً من حيث براءات الاختراع وخاصة في مجالات الغاز والبترول والصيدلة والطب. والجامعة تمتلك أكثر من 4500 عضو هيئة تدريس تخرج 80% منهم من أفضل 20 جامعة في العالم، وتميز الجامعة بشمولية التخصصات، حيث يوجد بها أكثر من 186 تخصصاً، وامتلاك الجامعة بنية تحتية تصل قيمتها إلى أكثر من 70 مليار ريال، وامتلاك الجامعة شبكة تحالفات عالمية مع أفضل الجامعات ومراكز البحوث في أكثر من 12 دولة متقدمة، وامتلاك الجامعة 7 معامل بحثية متخصصة في الدول المتقدمة، وتوقيع الجامعة لعقود خدمات مع 14 عالماً من الحائزين على جائزة نوبل في مختلف التخصصات. وفي مجال العلاقات الدولية البحثية فإن جامعة الملك سعود تمتلك شبكة من العلاقات العلمية والبحثية الهامة مع جامعات ومراكز أبحاث وشركات صناعية وتمويلية محلية ودولية. ويوضح ملف المعرض مرتكزات وادي الرياض للتقنية، فللوصول إلى واحة علمية ناجحة يسعى الوادي إلى إقامة البنية الأساسية الضرورية اللازمة لنجاح أية واحة علمية ترتكز على تأمين موارد بشرية ذات مهارات وكفاءات عالية في مجال البحث والتطوير، والعمل على خلق اقتصاد ذي أساس مستدام، وتهيئة بيئة داعمة للبحث والتطوير في الوادي. أما في المجالات البحثية فإن ملف المعرض يشير إلى أنه من خلال دراسات جدوى قامت بها بيوت خبرة عالمية متخصصة في مجال الواحات العلمية استندت إلى حاجات السوق المحلي والعالمي والتوجه العام للخطط الإستراتيجية للمملكة إضافة إلى المجالات البحثية التي تتميز بها الجامعة والتي توصلت إلى تحديد ثلاثة مجالات بحثية وتقنية للوادي هي التقنيات الكيماوية والمواد، والتقنيات الحيوية والزراعية والبيئية، وتقنيات المعلومات والاتصالات، ولا يسعى وادي الرياض للتقنية إلى تقديم خدمات فنية وبحثية للشركات المستثمرة والمستضافة في الوادي فقط بل يسعى لأن يكون الواجهة الأمامية للبحث والتطوير من خلال إدارة فاعلة واستخدام أمثل للتقنيات المعلوماتية والبرامج المتطورة والأساليب غير التقليدية في إدارة البحث والتطوير والتواصل مع المراكز والعلماء في جميع دول العالم. ويوضح ملف المعرض مراحل تطوير وادي الرياض للتقنية حيث يطمح الوادي للوصول إلى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال تطوير أنشطة البحث والتطوير وبناء خبرات عالمية للأساتذة وللباحثين وللطلبة على نحو يمكنهم أن يسهموا بفاعلية في البحث العلمي والتطوير التقنية، وقد تم اعتماد عدة مراحل لتطوير الوادي على أساس أن المرحلة الأولى تهدف إلى بناء قدرات أساتذة وباحثي وطلبة الجامعة لتتناسب مع احتياجات الشركات الصناعية والبحثية إضافة إلى تكوين ثقافة للعمل بين أفراد مجتمع الجامعة.
وسوف تستهدف المراحل اللاحقة تعزيز المهارات والقدرات البحثية والتطويرية لهم إلى أن يتم الوصول إلى المستوى الذي يكون فيه وادي الرياض للتقنية شركة عالمية لإدارة البحث والتطوير.
وادي الرياض للتقنية مشروع ضخم وطموح لم تتهيب فيه الجامعة صعود القمم من أجل تقدم هذا المجتمع علمياً وتقنياً وبحثياً، حيث لم تقتصر أهداف هذا المشروع على جامعة الملك سعود وحدها أو مدينة الرياض وحدها بل شملت جميع أرجاء الوطن، فقد كان شعار معرض وادي الرياض للتقنية (بوابة المملكة نحو اقتصاد المعرفة). وأختم بالهدف الأسمى والطويل المدى للمشروع وهو الوصول بأعلى جودة لتقديم الخدمات المتميزة في مجال إدارة البحث والتطوير على المستوى العالمي، وعلى الله الاتكال.