العيص - علي الأحمدي - مروان قصاص:
سجلت محطة رصد الزلازل والبراكين أعلى وأقوى هزة تتعرض لها العيص بالدرجة (4،68) على مقياس ريختر وذلك قبل منتصف ليلة أمس الأول اتبعتها هزة قوية بدرجة (4،60) وذلك ضمن 30 هزة طالت المنطقة خلال الساعات الماضية.
وقد بلغ مدى الشعور بالهزة الأقوى في المدينة المنورة وينبع والعلا وأملج فيما تم على إثرها إخلاء قرى القراصة وهدمة والعميد من السكان كما تم إخلاء المركز الصحي بالمرامية وترك المجال اختياريا أمام سكان العيص للانتقال أو البقاء حيث فضل الغالبية منهم المغادرة فمنهم من انتقل لمخيمات الإيواء المعدة في قرية الفقعلي وآخرون تسلموا خطابات رسمية تمكنهم من السكن في الشقق المعدة لإيوائهم (مجانا) على نفقة الدولة في كل من المدينة وينبع والعلا فيما لجأ آخرون للمبيت في الصحراء عبر خيام قاموا بنصبها.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة متابعته الدقيقة على مدار الساعة للهزات الأرضية المتوالية على مركز العيص والقرى والهجر التابعة لها، مؤكدا جاهزية كافة الجهات الحكومية لمواجهة أي طارئ.
وقال سموه إن الوضع يحظى باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وطمأن سموه كافة الأهالي بأن جميع التدابير الاحترازية قد اتخذت لمواجهة كافة الاحتمالات وأن جميع أهالي القرى والهجر الذين يتم إخلاؤهم حفاظا على سلامتهم سوف يجدون كل اهتمام ورعاية بما في ذلك تأمين السكن الملائم لهم سواء في المدينة المنورة أو في محافظة ينبع وضمان استمرار أبنائهم في جميع المراحل التعليمية وتوفير كافة الخدمات الصحية والاجتماعية لهم.
وأشار سموه الكريم أن زيادة أو استمرارية الهزات هي من الأمور التي لا يعلمها إلا الله تعالى وأن هناك فرقا ميدانية من هيئة المساحة الجيولوجية تتابع ذلك بشكل علمي ودقيق، كما أن المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة قد اتخذت كافة الإجراءات اللازمة في مثل هذه الظروف.
وكان صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة قد وجه بتشكيل لجنة برئاسة وكيل الإمارة وعضوية جميع مديري الجهات الحكومية ذات العلاقة للوقوف ميدانيا على مركز العيص والقرى والهجر التابعة له والتأكد من توافر كافة الإمكانيات التي تضمن سلامة المواطنين واتخاذ جميع التدابير الاحترازية لذلك، كما أمر سموه بتشكيل فريق عمل بمقر إمارة المنطقة يعمل على مدار الساعة لمتابعة جميع المستجدات أولا بأول وضمان تقديم جميع الخدمات اللازمة للمواطنين الذين يتم إخلاؤهم من منازلهم.
ودعا سموه جميع أهالي العيص والقرى والهجر التابعة له إلى الاتصال بمكتب سموه فورا وعلى مدار ال24 ساعة عند وجود أي نقص في الخدمات المقدمة لهم ولأبنائهم وذلك على الأرقام التالية: الرقم المجاني 8004420013، أو على الرقم 8213333
على نفس الصعيد نجحت الفرق الرسمية لمهمة العيص في التعامل مع الحدث بشكل إيجابي ولم تحدث أية إصابات.
وتابع رئيس مركز العيص علي بن أحمد البريكيت الأمور إداريا وميدانيا وبدأت مدينة العيص يوم أمس خالية إلى حد كبير فيما فتحت المدارس أبوابها إلا أنها هي الأخرى افتقدت لتواجد معظم الطلاب وأقفلت البنوك أبوابها فيما ينتظر وصول تعزيزات للدوريات الأمنية للمحافظة على الممتلكات في ظل غياب السكان عن منازلهم ومحلاتهم التجارية.
من جانب آخر يصل إلى العيص صباح اليوم وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة المكلف إبراهيم بن مزيد الخطاف للاطلاع على الوضع في جولة ميدانية يرافقه فيها محافظ ينبع إبراهيم بن شخبوط السلطان ومدير عام الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة اللواء صالح المهوس ومدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء عوض بن سعيد السرحاني.
بيان هيئة المساحة الجيولوجية
أصدرت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أمس بيانا أوضحت فيه أنها ما زالت تراقب عن كثب النشاط الزلزالي بحرة الشاقة (لونيير)، وأن محطات الرصد الزلزالي التابعة للشبكة الوطنية بالهيئة سجلت أعدادا كبيرة من الهزات الأرضية، تم الإحساس بعدد (182) هزة أرضية منها منذ بداية النشاط الزلزالي يوم 22- 4- 1430هـ، تراوحت قوتها ما بين (3) إلى (4.68) درجات على مقياس (ريختر)، شعر بعض أهالي هجرة (الهدمة) و(العيص) و(القراصة) وهجرة (العميد) و(الفرع) و(السهله) و(المرامية) و(المشاش) و(وادي سنان)، ونظراً لارتفاع قوة الهزات الأرضية المحسوسة مساء يوم أمس الأول (الأحد) حيث بلغت قوة أكبر هزة 4.68 درجة، تلتها هزة بقوة 4.60 درجة، ثم عدة هزات أخرى تراوحت قوتها بين 3.5 إلى 4 درجات، وامتد الشعور بها إلى شمال المدينة المنورة بمسافة تصل 210 كيلومترات من مركز الهزات.
وأوصت الهيئة في بيانها باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسباً لوقوع هزات قد تؤثر على القرى المجاورة لحرة الشاقة، وضرورة عدم التواجد على مسافة 5 كيلومترات من حدود الحرة حرصاً على سلامة وأمن المواطنين كما بينت أنها ما تزال تقوم بإجراءات المراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي والحراري وقياسات الغازات وقياسات الجاذبية الأرضية ومتابعة المتغيرات والمستجدات بالمنطقة، ومتابعة معدلات الارتفاع بتلك الآبار، حيث اتضح لها وجود ارتفاع ملحوظ في قيم النشاط الحراري لبعض الآبار الموجودة حول حرة الشاقة خصوصاً في وادي (مرخ) وشمال (نويبعة)، كما تبين وجود ارتفاع ملحوظ في قيم غاز الرادون حول حرة الشاقة خصوصاً بمنطقتي وادي (مرخ) وهجرة (الهدمة).
وجاء في البيان أن الهيئة قامت بتركيب عدد (4) محطات للرصد الزلزالي بالمنطقة ضمن الشبكة لزيادة التغطية اللازمة بعدد كاف من المحطات، وسيقوم الفريق الفني في الهيئة بتركيب محطتين إضافيتين خلال اليومين القادمين إن شاء الله وأنها عقدت اجتماعا طارئا في نهاية الأسبوع الماضي بحضور أعضاء اللجنة الاستشارية للزلازل وضعت فيه مرئياتها وتوصياتها العلمية بهذا الخصوص حيث أوصت بضرورة إخلاء المنازل المتهالكة والمتصدعة والمبنية من (الطين) وأبلغت مسؤولي الدفاع المدني، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
كما طمأنت المواطنين بأن القيادات على مستوى الدولة، على اطلاع كامل، وتأخذ كافة الاحتياطات والإجراءات الكافية لأمن وسلامة الجميع بمشيئة الله تعالى.