البحرين - جمال الياقوت:
افتتحت صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة وسمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم حرم المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود مركز الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي وعلوم الموروثات والأمراض الوراثية وذلك بحضور عدد من العالمات والباحثات العربيات اللاتي تم تكريمهن بمناسبة افتتاح المركز الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الوطن العربي..
وألقت سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة كلمة بهذه المناسبة، أشادت فيها بتوجيهات سمو الأميرة الجوهرة المتمثلة في دعم إنشاء هذا المركز العلمي المتقدم والطموح التي تعكس حرص واهتمام سموها في رعاية رؤية المركز ورسالته الإنسانية.
وأكدت سموها أهمية الدور الذي سيقوم به المركز والمتمثل في فتح أبواب الأمل للعديدين ممن يعانون من الأمراض الوراثية وتقديمه لحلول عملية مدروسة تحمي الأجيال القادمة من هذه الأمراض.
كما أثنت على جهود القائمين على المركز بإشراف مباشر من رئيسة جامعة الخليج العربي الدكتورة رفيعة غباش والعاملين على التأسيس لأعماله، مع تطلعها لأعمال المركز بالريادة والنجاح لما ستمثله أعماله من نقلة نوعية على قطاع العمل الصحي والبحثي في المنطقة، تتشرف مملكة البحرين باحتضانه.
من جهتها ألقت سمو الأميرة الجوهرة البراهيم كلمة ثمنت فيها جهود جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتخصيص قطعة الأرض الرحبة التي أسس عليها المركز بكامل قطاعاته مشيدة بجهود سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة على دعمها المستمر للمركز. وشكرت سمو الأميرة الدكتورة رفيعة غباش رئيسة جامعة الخليج العربي على جهودها المحمودة وكل العاملين في المركز على إخلاصهم وتفانيهم في البحث العلمي والعمل الدوؤب من أجل الوصول إلى أفضل النتائج العلمية من أجل تحقيق الأمل للإنسانية مثمنة سموها الاكتشاف العلمي الذي سجل باسم المركز و الذي يوعز مستقبل المركز المبهر بإذن الله تعالى. وجاء في كلمة سموها:
إنه لمن دواعي اعتزازي وسروري، أن أسعد للمرة الثانية بزيارة لبلدي الثاني مملكة البحرين، ففي المرة الأولى جئنا بفكرة تأسيس هذا المشروع الطيب، وبفضل من الله عز وجل، ثم بصدق الجهد وقوة العزيمة، تحولت الفكرة واقعاً ملموساً خلال زمن قصير، فها نحن نرى صرحاً شامخاً بمعماره وبدوره الوظيفي الرائع، مما يشهد للقائمين على أمره وعلى شؤون الجامعة بصدق العزيمة وإخلاص الجهد.
إن كل ما يتعلق بهذا المركز هي ألسنة ناطقة بالصدق والإخلاص والإصرار وتستحق الشكر والثناء، بداية أثمن باعتزاز كرم الملك حمد بن عيسى آل خليفة ومملكة البحرين في هبة أرض المركز التي تتميز باتساعها وموقعها المناسب والأقرب مع المؤسسات المتكاملة مع المسؤوليات المناطة بالمركز ومهامه في الجامعة من وقاية وتطبيب.
والشكر موصول كذلك للدكتورة رفيعة عبيد غباش رئيسة الجامعة وفريق العامل معها الذي تولى تخطيط المشروع وتابع بناءه وتبنى إشهار مبناه باسمنا.
إنه لمن حسن الطالع ومن علامات التوفيق التي رافقت انطلاقة تأسيس هذا المركز تحمس العاملين فيه وإنجازاتهم منذ تخطيط مشروعه، لقد استحق ما لمسناه في مقر المركز المؤقت إبّان زيارتنا الأولى من اجتهادات أسرة المركز في مجالات البحث العلمي وإسهاماتهم المتميزة في عملية التعليم بالجامعة، استحق ذلك كله إشادتنا الصادقة وثناءنا الوافي.
وكما سرني كذلك وأثلج صدري تلك البحوث المبتكرة والقيمة التي تم نشرها في أعرق الدوريات العلمية العالمية المتخصصة، ويتوج هذه الأنشطة التوفيق في تسجيل اكتشاف (إسراء) في المحافل الدولية، إلى جانب تسجيل درجة الدكتوراه بالجامعة واستيعاب إحدى المتفوقات من خريجاتها ضمن هيئتها الأكاديمية، كل ذلك والمركز ما زال في مرحلة التأسيس، ولا شك أن هذه النجاحات بشائر خير توعد بمستقبل عظيم لهذا المركز في خدمة البشرية جمعاء إن شاء الله.
لقد أسعدنا اليوم ما عرفناه بأن جامعة الخليج العربي ذات مكانةٍ مرموقة وعالمية التصنيف والتقييم، وأنها قد تجاوزت باقتدار فترات الصعاب، وأصبح لها سمعة محمودة على مستوى الخليج والوطن العربي، كما أن لها بمختلف المواقع والمناصب خبراء وأطباء متميزون في المستشفيات، وحكماء في منظمات خدمة المجتمع، وهي بكل إمكاناتها وبجميع من فيها عند سابق حسن الظن والإقرار بضرورتها منذ إنشائها قبل ربع قرن من الزمان.
واختتمت سموها كلمتها بتوجيه الشكر لصاحبة السمو الشيخة سبيكة قرينة ملك مملكة البحرين رئيس المجلس الأعلى للمرأة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ودعم سموها المتواصل للمركز والجامعة، وأكرر الشكر أيضا لكل من أسهم في نجاح مشروعنا هذا، كما أقدم التهاني للأستاذة الدكتورة رفيعة غباش والكادر المساعد لها على صدق الإنجاز مع أطيب الأمنيات لها بأفضل إنجازاتها الملهمة أينما تبوأت، ولكم حضورنا الفضليات جزيل الشكر.
وتم خلال مراسم فعالية افتتاح المركز تكريم عدد من العالمات العربيات المختصات في مجال علوم الجينات وهن:
- د. نجوى عبد المجيد (مصر).
- د. رياح شوقي (مصر).
- د. حبيبة شعبوني (تونس).
- د. عايدة العقيل (المملكة العربية السعودية).
- د. وفاء العييد (المملكة العربية السعودية).
- د. جمانة الاعمى (المملكة العربية السعودية).
- د. فايزة الخرافي (الكويت).
- د. صديقة العوضي(الكويت).
- د. لحاظ الغزالي (الامارات العربية المتحدة).
- د. شيخة سالم العريض(البحرين).
كما تم تكريم سميرة إسلام (المملكة العربية السعودية) وزكية اللمكي (سلطنة عمان) من شبكة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
وتخلل برنامج الافتتاح عرض عدد من الأفلام الوثائقية المعدة بهذه المناسبة التي توثق جهود صاحبتي السمو ومسيرة عملهن.. كما تلقي الضوء على مشوار تأسيس المركز.
وألقت الدكتورة رفيعة غباش رئيسة جامعة الخليج العربي كلمة أعربت فيها عن امتنانها لتكريم صاحبتي السمو للعالمات العربيات في مجال علوم الجينات، وتقديرها لسموهما على افتتاح هذا المركز العلمي المتخصص بأهدافه الرائدة. وأشادت بالأجواء الإنسانية التي نعيشها اليوم والتي تعد ثمرة طيبة لعطاء سخي وكريم ونبل إنساني رفيع المستوى من سمو الأميرة الجوهرة وصاحبة السمو الشيخة سبيكة حفظهما الله، ذلك النبل الإنساني الذي منح كل فريق العمل بالمركز الطاقة والثقة لتجاوز كثير من الصعاب والتحديات.
وأكدت أن هذه اللحظة هي لحظة تاريخية في مسيرة أمتنا العربية، والتي نكرم فيها نخبة من العالمات العربيات المبدعات باكتشافاتهن البحثية في مجال علمي جديد، نساء عربيات استطعن أن يسجلن إنجازات علمية عالمية وهى لحظة تختزل خبرةً ومعرفةً ومسيرةً من التحديات والإنجازات.
وتمنت الدكتورة غباش أن يحقق المركز كل التوفيق والنجاح في مساعيه الجليلة لخدمة وتلبية احتياجات المرضى وتوفير سبل الوقاية من الأمراض الوراثية المستعصية.
وجاء إنشاء مركز الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي وعلوم الموروثات والأمراض الوراثية برعاية سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم، وبإشراف من جامعة الخليج العربي، لدعم إنشاء مركز للطب الجزيئي كأول مركز يتناول الأمراض الوراثية بالبحث والعلاج والوقاية في الوطن العربي.
هذا وقد صرحت صاحبة السمو الأميرة معالي الدكتورة الجوهرة بنت فهد مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ل(الجزيرة) بأن هذه الاحتفالية الخاصة بافتتاح مركز الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات بجامعة الخليج ما يثلج الصدر لأنه شهادة مشرقة على محاور عديدة أولها: أن تكون المبادرة في دعم هذا التخصص الدقيق والحيوي من قبل امرأة سعودية هي الأميرة الجوهرة البراهيم، وعلى الرغم من أن دعمها هذا هو جزء من أدوارها المماثلة لكنه هنا يأخذ أهميته في ريادة المجال العلمي الطبي البحثي المختص الذي يمثل في حداثته حاجة المنطقة لهذا التخصص بحثا وتدريسا وتشخيصا واستكشافا وعلاجا والعمل على الحد من الأمراض الوراثية في المنطقة ومن ثم في العالم، وثانيها: أنه المجال التطبيقي الذي ظهرت فيه كفاءات من العلماء والعالمات في مجال تخصص علوم المورثات وبينهن هذا العدد المفخرة من السعوديات الطبيبات اللاتي تم في تكريمهن الليلة تكريم لكل امرأة سعودية. وثالثها: الإعلان الفعلي للعمل الحضاري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية من خلال دعم سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم ماديا لهذه المشاريع، ومن خلال عمل الباحثات والأساتذة السعوديين وغيرهم في مجالات البحث والتدريس والاكتشاف والوقاية بما يعزز سياسة المملكة ويرسخ أدوارها الفاعلة في مسيرة العلم والبناء والعمل الذي توجه له قيادتها الكريمة، حيث تجد المرأة في المملكة العربية السعودية دعما سخيا من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وولي عهده الكريم, ويتجلى ذلك في توجيهه - حفظه الله - بإنشاء أول جامعة نسائية هي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تم افتتاحها وبدأت أعمالها في الرياض وعلى غرارها جميع المشاريع التي تجد فيها المرأة الفرص متاحة للتطور والنجاح وبلوغ الأهداف الكثيرة.
وأضافت سمو الأميرة الدكتورة: لا يفوتني أن أثمن دعم جلالة ملك البحرين وقرينته - حفظهما الله - لهذا المركز ولمجهودات مديرة الجامعة معالي الدكتورة رفيعة غباش وأعضاء الفريق البحثي ومساعديه لإنجاحه، سعادتي غامرة وشاملة بهذا الإنجاز الكبير وفق الله الجميع وسدد خطى سموها.