جدة - عبدالله الدماس
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، في لقائه طلاب وطالبات محافظة جدة الذي أُقيم بفندق جدة هيلتون، إطلاق مسابقة ثقافية رياضية لطلاب وطالبات الوطن لتحفيزهم لممارسة الأنشطة وشحذ الهمم والأفكار.
وأكد سموه في كلمته للطلاب والطالبات أن الوطن أرض خصبة بالإبداع والمبدعين، معتبراً أن مستقبل البلاد رهن أيديهم، وهم طريق الوطن للعالم الأول.
وبيّن الفيصل أن هذه البلاد قامت على أساس العدل والأمن، مطالباً شباب الوطن بأن يكونوا على مستوى طموحات قادة الوطن؛ لأنهم في وقت سهلت فيه الدولة بتوفيق من الله ومتابعة من قياداته تلقي العلم والمعارف. وأثنى سموه على حسن التنظيم وجمال برنامج اللقاء قائلا: حضرت ولدي الكثير مما أود قوله، لكنني بعد كل هذا الإبداع الذي شاهدته في كلمات المتحدثين في اللقاء لم يعد أمامي ما أقوله، ويبدو أن مهمتي انتهت قبل أن تبدأ.
بعد ذلك أجاب سموه على أسئلة الطلاب والطالبات؛ ففي سؤال من أحد الطلاب عن انتشار ثقافة الإحباط أوضح سموه أن ثقافة الإحباط تأتي من أسلوب التربية في المنزل والمنع من كل شيء؛ ما يسبب ضغوطاً نفسية للابن وخوفه من أن كل ما يعمله هو من العيب؛ ما يجعل الطالب يصاب برهاب قد يصل حتى المرحلة الجامعية. محذرا ممن يحاول إحباط من حوله في كل ما يخالف رأيه، وأن مما يكرس تلك الثقافة هو انتشار بعض الأمثال الشعبية.
وفي مداخلة إحدى الطالبات طالبت بإتاحة الفرصة لخريجات معهد النور للمكفوفات للعمل والقبول في الجامعات، ووعد سموه بالاهتمام بهذا الموضوع بما يتيح الفرصة لهن للعمل أو مواصلة الدارسة.
وفي سؤال عن المحسوبية والواسطة بين سموه أن للواسطة طرفين: الطرف الذي يقبلها، والآخر الذي يسعى إليها ثم يشتكي منها. وعن توفير الخدمات للأحياء في جنوب شرق جدة أكد تقديم جميع الخدمات بشكل عادل بين جميع الأحياء، مشيراً إلى أنه سيراجع مشاكل المخططات العشوائية بما يكفل تنظيمها بشكل يتيح إيصال الخدمات لها أسوة بالمخططات النظامية.
وحول اتهام أحد الطلاب في مداخلة له وسائل الإعلام بإثارة الإشاعات في الوقت الذي يجب أن تعزز فيه ثقافة الانتماء أشار سمو أمير مكة إلى أن هناك الكثير من الأمور السلبية ولا تقتصر على الإعلام فقط، مؤكدا أنه ضد إغلاق ثقافة المجتمع وقفل الأسوار ووضع الحواجز على الإعلام، ولكن يجب في الوقت ذاته أن تكون ثقافة الإعلام واعية ومتزنة.
ووعد الأمير إحدى الطالبات التي انتقدت انتشار السلوكيات الاجتماعية التي تتعلق بالتدخين وانتشار مرافق تناول الشيشة للجنسين بأن ينظر في وضعها، مؤكدا أهمية التعاون مع الحملات المنظمة التي تحارب التدخين. كما دعا سموه جميع التربويين والتربويات للإدلاء برأيهم ومشاركاتهم عبر موقع الإمارة الإلكتروني ردا على اقتراح أحد الطلاب لإيجاد منتدى خاص لتلقي الملاحظات.
ورداً على تساؤل إحدى الطالبات حول قلة المرافق التي تحوي طاقات الشباب من الجنسين أجاب بأن هناك توجهاً لإعادة هيكلة مراكز الأحياء لتكون مرافق ترفيهية وثقافية للجنسين خلال الفترة القريبة القادمة.
وأجاب سمو أمير مكة عن تساؤل أحد الطلاب عن دور وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية في تكريس منهج الاعتدال بأن الاعتدال هو منهج الإنسان العربي المسلم، وفي فترة سابقة شاعت ثقافة الغلو من خلال المدارس والجامعات التي كان من نتاجها تخريج بعض المتورطين في قضايا التفجيرات، ومنهم من وصفوا أنفسهم ب(الدعاة) في بعض المساجد، مستدركا أنه يجب أن يولي الجميع جُلَّ اهتمامهم لنهج الوسطية ومحاربة التطرف سواء كان تكفيريا أو تغريبيا.