لعلكم تتذكرون المشروع القديم، الذي سعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى تنفيذه، وهو نشر ثقافة (الرياضة للجميع)، وهو مشروع عالمي بالمناسبة، لكنه لدينا لم يكن للجميع بمعنى الكلمة وإنما للرجال فقط، إلا أن فكرة نشر الرياضة في المجتمع فكرة إيجابية حضارية.
حيث تظهر الدراسات الحديثة الدور الذي تلعبه الرياضة وممارستها أو حتى المشاركة والتفاعل معها إلى تخفيف الاتجاه العدواني، وسلوك العنف، وحب الحياة وتقديرها.
وفي تجارب أقيمت في مجتمعات مختلفة، من بينها تجمعات فقيرة في مدن أفريقية متواضعة، حدت الرياضة من معدلات الجريمة، وخفضتها إلى النصف بعد أن أقيمت فعاليات رياضية في المدارس والأحياء، حيث وصلت معدلات الانخفاض في الجرائم إلى أكثر من 50% في بعض المناطق فيما تلاشت تقريباً في مناطق أخرى.
ومن المثير في تجارب مشابهة أوروبية أن انتشار الأندية الصحية والرياضية قلص من حالات الخلاف العائلية والطلاق والانفصال، بسبب ما توفره الرياضة من استهلاك للطاقة الزائدة والتحكم في ردود الأفعال، إضافة إلى أن الرياضة (عدلت) من أجسام الزوجات وأزالت الشحوم المتراكمة، ومنحتهن قواماً أجمل، مما جعل الأزواج بشعرون بانجذاب نحو زوجاتهم وإعادة مجدداً.
وثبت علمياً وعملياً، أن ممارسة التمارين الرياضية مرتبطة بتمتع الإنسان بحياة جنسية أفضل، حيث المستوى الصحي المتدني يؤدي إلى تدهور الوظائف الجنسية وبالتالي فإن التمارين تساعد على المحافظة على الحياة الجنسية وتنشيطها وجعلها أفضل، كما أظهرت دراسة أسترالية أن ممارسة الرياضة ساعتين ونصف ساعة أسبوعياً يمكن أن تساعد على تقوية الذاكرة.
أضف إلى ذلك أن الرياضي أو الرياضية، حين يتحسن جسمه وتنشد عضلاته ويمتد قوامه ترتفع ثقته في نفسه أكبر. لكن الرياضة تحتاج إلى صبر وعزيمة فلا تتوقعوا مثلاً أن يختفي (الكرش) وتذوب الشحوم خلال أيام.
طبعاً لا ننسى أن المملكة هي الدولة الأولى في مرض السكري، كما نتصدر مرتبة متقدمة في عدد الأطفال ذوي الأوزان العالية، والعين المجردة لا يخفى عليها الأجسام المترهلة من حولنا!
ولتتحق الفوائد أعلاه وتكوين مجتمع صحي، فلابد أن تكون الرياضة بحق للجميع رجالاً ونساءً على حد سواء، وهو ما يتطلب نشر الأندية الرياضية في الأحياء ودعم الاستثمار فيها، نحو إنشاء أندية تستوعب الرجال والنساء، وزيادة الحصص الرياضية للطلاب، وإدخالها إجبارياً في مدارس البنات لثلاث ساعات أسبوعية على الأقل.
إلى لقاء