استطاعت وزارة الثقافة والإعلام في السنوات الأخيرة أن تؤسس للمسرح بصورة أكثر وعياً, وأكثر منهجية, وأكثر أكاديمية, وذلك من خلال تأسيس جمعية المسرحيين السعوديين التي تعد الانطلاقة الحقيقية للمسرح السعودي, إذا ما عرفنا أن المسرح في السابق كان يمارس بصورة غير واضحة المعالم, فكل جهة لديها مسرح يتوافق مع سياساتها الخاصة, أما بظهور جمعية المسرحيين السعوديين التي تعد المظلة الرسمية المعنية بتطوير المسرح فإن الوضع يختلف, من حيث الإستراتيجية التي يمكن أن تجعل المسرح بنية ثقافية أساس في الحياة الاجتماعية بما يتوافق مع الشروط الفنية للمسرح, وبما يعكس صورة من الصور الحضارة التي تعيشها المملكة بمختلف القطاعات.
إننا أمام تحول إيجابي في الحراك المسرحي في المملكة, تقوده وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الشؤون الثقافية وبخطى واثقة وواعية وبهدوء بعيداً عن الصخب الإعلامي والمفرقعات الصحفية, حيث تقدّم الوكالة الكثير من الدعم المادي والمعنوي والتشجيع الكبير للعاملين في مجال المسرح, معطية الفرصة كاملة لجمعيات الثقافة والفنون بمختلف مناطق المملكة لوضع الخطط والإستراتيجيات لتأكيد أن المسرح جزء من بنية المجتمع وجزء من ثقافة الفرد, بالإضافة إلى مهامها الأخرى المتعلقة ببقية الفنون الأخرى.
إن جائزة أحمد السباعي للمسرح, والمشروعات الأكاديمية المستقبلية التي تعنى بفنون المسرح ككل, مثل: المسرحيات, والرقص, والأوبرا, والأوبريتات, والمسرحيات الغنائية, بالإضافة إلى دعم المشاركات الخارجية والمهرجانات المسرحية المحلية, وتكامل المسرح مع بقية الفنون الجميلة, مثل: الفن التشكيلي, والتصوير الضوئي, والفلكلور, والغناء, والنحت, وكذلك (أنظمة) و(قوانين) العمل الثقافي, كل ذلك يمثِّل إستراتيجيات كبرى لوكالة الشؤون الثقافية, وتحقيق مثل هذه الطموحات يحتاج إلى وقت إذا ما عرفنا أن ووجود (الثقافة) ككيان رسمي كبير, لم يبدأ إلا من سنوات قليلة, في حين ظلت الثقافة مشتتة على أكثر من قطاع طوال الأربعين سنة الماضية.
Ra99ja@yahoo.com