أتى العرس الختامي على كأس خادم الحرمين الشريفين جذلاً ومنتشياً بمليكه.. وأتى المليك ليرعى أبناءه ويتوّج مجهودهم ويبارك للشباب فوزه الكبير ويسلمهم الكأس الملكية الغالية.. ويواسي الخاسر رغم عدم وجود خاسر في حضرة الأب الراعي ملك الإنسانية وسلطان الحكمة.. فمليكنا -حفظه الله- يكافح ليكون وطنه وشعبه الوفي في وضع أفضل لأنه يحب وطنه وشعبه أفضل من سواه.. -حفظه الله وأبقاه نبراساً يستنير به شعبه الكبير-...
أما عن المباراة فقد أبدع الشبابيون وسيطروا سيطرة كاملة على المباراة منذ بدئها إلى نهايتها وليتمكنوا من تسجيل أربعة أهداف نظيفة ورائعة مع الرأفة والإحسان...
هذا وسبق وقلنا وأعدنا أن فريق الاتحاد عندما يكون في حضرة حكم نزيه ودقيق وصارم ومتمكن.. يظهر على حقيقته كفريق خشن يحاول إيذاء الخصوم خارج قانون كرة القدم ولا يقدم كرة حقيقية أبداً..
هذا ولولا أن تراجعت جدية الشبابيين في الشوط الثاني لكانت النتيجة كارثية وتاريخية في حق الاتحاد... ولكن المباراة دانت للشباب وأمست تحصيل حاصل في شوطها الثاني واكتفوا بهدفين فقط في هذا الشوط...
حكم المباراة الإغريقي (كيروس فاراس) كان نجم المباراة.. فقد كان حازماً ورائعاً وطبق قانون كرة القدم كما يجب.. وحين يُطبق قانون كرة القدم كما هو في مباراة طرفها الاتحاد فإن الفريق يضيع ويسهل افتراسه كما افترسه الشباب في هذا النهائي الكبير التاريخي...
هذه المباراة ذكَّرتني بأحداث مباراة الأهلي والاتحاد عندما تقابلا على كأس الأمير فيصل بن فهد قبل موسمين وكان الحكم سويسرياً دقيقاً فضاع الاتحاد أمام الأهلي وطرد الحكم في تلك المباراة حارس المرمى مصطفى ملائكة واللاعبين أبو شقير ورضا تكر.. فكانت النتيجة ثلاثة أهداف نظيفة وكأساً وبطولة للأهلي.. فما أشبه الليلة بالبارحة.. ليسجل الشباب رباعية في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين..
هذا وسبق لفريقين فقط أن حققا هذه الرباعية في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.. وهما الأهلي على الاتحاد موسم 98 والهلال على الأهلي موسم 1403.. وها هي الليوث تفترسهم بأربعة أهداف مع الرأفة ليكون ثالث فريق يفوز بهذا الشرف التاريخي.. علماً أن الرباعية الأهلاوية والشبابية كانت في مرمى الفريق الاتحادي...
نبارك للشباب بطولته المستحقة فقد كان لاعبوه رجال مواقف.. ورسَّخوا مفهوم (العقدة) الشبابية في النهائيات لفريق الاتحاد في ليلة لا تُنسى أكدوها ورسّخوها وأصّلوها.. فالعقدة لم تنفك ولن تنفك بوجود أبطال الشباب بدءاً من حارس المرمى النجم وليد عبد الله ومروراً بكل الأبطال وانتهاءً بالسعران الذي أخرج لاعبين بالبطاقة الحمراء..
السعران كان نجماً يتلألأ.. لمع مع بقية زملائه مثل ناصر الشمراني والأخوين عطيف والقاضي ومعاذ وكماتشو وكل الأبطال التاريخيين.
ونزفّ أجمل آيات التبريك لأبي الوليد الأستاذ خالد البلطان وإدارته كما هي مرفوعة إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان وأنجاله البررة.. فسموه هو من صنع هذا الفريق الخرافي..
مبارك للبطل وحظاً أوفر للخاسر.. وكل موسم والجميع بألف خير.
يحلمون!!
قيل: ما تقلد امرؤ قلادة أفضل من الحلم.. فهو محمود عاجله وآجله.. والحلم الذي أقصده هنا هو ذلك الذي يأتي بعضه كأضغاث أحلام.. وجماهير الأهلي تحلم بعودة الأهلي كما كان في الزمن البعيد حيث يعيش في برجه العالي وباقي الأندية تتشرف باللعب معه.. فقد كان يوم الفرح الكبير لديهم هو التعادل مع فرقة الرعب.. فذلك الزمان الأخضر الجميل قد ذهب أدراج الرياح ولن يعود بين ليلة وضحاها....
ولنكن واضحين.. فالأندية المتقدمة عناصرياً هي ثلاثة أندية الهلال والشباب والاتحاد -مع تحفظي على بعض عناصر الهلال-.. وهؤلاء لم يبنوا فرقهم بين ليلة وضحاها.. فالشباب على سبيل المثال لا الحصر مكث سنوات ومواسم عديدة مديدة وهو يعد لبناء فريقه الخرافي هذا.. حتى إنه اشترى عقود لاعبين يمثلون المنتخب الوطني...
لذا فمن المستحيل على إدارة الأهلي جلب عشرات اللاعبين المتميزين لتخلق فريقاً قوياً لا يُجارى كالماضي الجميل بين يوم وليلة.. وعلى إدارة الأهلي ألا تُمني الجماهير بالمنّ والسلوى في الموسم القادم فقد توفق في لاعبين محليين وأجانب وقد لا توفق... ثم إن الأندية الثلاثة المذكورة أعلاه عندما استقطبت لاعبين متميزين كانت أسعار عقودهم معقولة ومقبولة.. أما الآن فقد ارتفعت عقود اللاعبين الذين هم في موقع المساومة إلى أرقام خيالية.. وأيضاً على جماهير الأهلي أن تعرف بأن اللاعبين المتميزين الذين يلعبون في الأندية (الصغيرة) أصبحت أعدادهم قليلة جداً بل نادرة والأندية الكبيرة تتنافس عليهم رغم ندرة وجودهم.. فلم يعد موجوداً غير النطيحة والمتردية وما عاف السبع...
هذا وعلى جماهير الأهلي أيضا ألا يعيشوا في عالم الأحلام أو الأوهام.. وعليهم بتعزيز الثقة في لاعبي الفريق وعدم التطاول عليهم وشتمهم.. فما ينقص الفريق الآن غير زرع الثقة في اللاعبين.. وجلب لاعبين أجانب على مستوى عال ومدرب كفء وسيعود الأهلي إلى أمجاده بإذن الله...
نبضات !!
- أثلج صدري قرار اتحاد الكرة السعودي بمنع استخدام الأطفال في الملاعب لجلب الكرات وتعريضهم للمشقة وللأجواء الصاخبة وتعويدهم على السهر.. هذه قفزة حضارية وإنسانية لا تُنسى وتُحسب لاتحاد الكرة.. وليت البقية الباقية يقتدون بهذا السلوك الحضاري ويمتنعون عن استغلال الأطفال لأمور تجارية أو دعائية.. وقد تم تشييد منظمة دولية للمحافظة على حقوق الطفل حول العالم ومن أولياتها حماية الطفل من الاستغلال السيئ خصوصاً في العالم الثالث حيث تستغل الطفولة في أمور ما أنزل الله بها من سلطان.. برافو اتحاد الكرة السعودية!!
- العقرب الصفراء.. لو دخلت إلى أغوار نفسها وقرعت الباب وسألت قلبها.. لماذا كل هذه الأحقاد تملأ جوانحها فتنعكس على ملامحها الدميمة؟!!.. أليس من المعيب عليها نفث سمومها الزعاف على الأخيار الأطهار؟!!.. فلا غرو فشيم العقارب الصفراء بث الفرقة والعداء بين (الأهل) في البيت الواحد!!..
- لا نملك إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.. فلن تدوم سمومك الزعاف تبثينها أيتها العقرب الصفراء الدميمة بين (الراقين).. وسينقلب سمك عليك في القريب العاجل بإذن الله.. عندها لن يعود بوسعك أن تشعري بأي دهشة حين يأتي اليقين بنزع شوكتك السامة وتجريدك من سلاحك الأوحد.. فتشربين صاغرة سمك الزعاف.. إنها حكمة الله العظيم في خلقه.. واقرؤوا التاريخ!!
- صديق وزميل نصراوي اتصل بي عقب مباراة الشباب والاتحاد وأكد لي أن جميع أبنائه قلبوا شبابيين.. قلت: ليتك معهم... قال: خليني على همي يكفي أبنائي حين أصبحوا شبابيين.. قلت: ونعم الاختيار!!
إهداء
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا!
سلام على الدنيا إذا لم يكن فيها
صديقٌ صدوق صادقٌ الوعدٍ منصفا!
إلى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله.