أهم ما يهمّ الكويتيين، ومن يحب الكويت، هو أن تنعم هذه الدولة الخليجية بالاستقرار السياسي والأمني والرفاه الاقتصادي. فالكويتيون سئموا من كثرة الخلافات السياسية بين البرلمان والحكومة، التي هيمنت على المشهد السياسي الكويتي وأجبرت خمس حكومات على الاستقالة وأسفرت عن حل البرلمان ثلاث مرات في غضون ثلاث سنوات!
هذه الخلافات كان لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد الكويتي؛ إذ إنها أدت إلى عرقلة مشاريع تنموية كبرى كان يمكن أن تحقق مزيداً من الازدهار الاقتصادي لشعب الكويت. ولا يمكن لأية حكومة أن تطبق برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من البرامج التي تهدف لخدمة المواطن في حين أنها غير واثقة من استمرارها؛ لأنها قد تُجبر على الاستقالة بسبب خلافاتها المحتدمة مع البرلمان. كذلك فإن النائب لا يمكن أن يحقق وعوده لناخبيه في ظل نزاع مستمر مع الحكومة قد ينتهي بحل البرلمان برمته! ومن ثم الدعوة لانتخابات جديدة قد تكون مضيعة للوقت وهدراً للجهد والمال!.
ومما يشير إلى تململ الكويتيين من الخلافات السياسية السابقة هو أن حجم المشاركة في الانتخابات الأخيرة لم يتجاوز 58%. كما أن النتائج تشير إلى أن هناك رغبة شعبية في تغيير تركيبة البرلمان الجديد أملاً في أن تخرج الانتخابات بوجوه جديدة وتركيبة مختلفة قد تدرأ عن الكويت أي احتقان سياسي جديد؛ فالكويتيون اختاروا أربع نساء ليمثلنهم في البرلمان لأول مرة في تاريخ الكويت! كما عملوا على خسارة نواب ينتمون لتيارات إسلامية لمقاعد كانوا يسيطرون عليها اعتقاداً منهم أن ذلك قد يجعل الحياة السياسية البرلمانية في بلادهم أكثر استقراراً. وقد ذكر بعض الناخبين أنه إن لم يساهم البرلمان الجديد في إنهاء الاحتقان السياسي فإنه لا حاجة أصلا للبرلمان!. وهذا يعني أن التنمية هي الأهم بغض النظر عن شكل النظام السياسي، ومتى ما تحققت التنمية في ظل استقرار سياسي وأمني فإن ذلك ما يلبي أمل المواطنين.
****