ليست المرة الأولى التي يثمّن فيها أمير الشباب والرياضة سلطان بن فهد دور وإسهام الأندية، ويشيد بدعم ومؤازرة الجماهير وبشراكة الإعلام وتأثيره الإيجابي على الرياضة السعودية.. يقولها في كل المواقف والظروف وبلغة المسؤول الحريص على واجباته المحب لوطنه، وبتواضع النبلاء، وبثقة ونظرة الخبراء، وهدوء وعقلانية الحكماء.. لكننا في المقابل هل نستحق كل هذا الإطراء والثناء من سموه؟! وماذا قدَّمنا كإعلاميين للوطن والجماهير ولمسؤولياتنا المهنية؟!
الآن وبعد انقضاء موسم حافل بالأحداث والمتغيِّرات والقضايا الساخنة الصاخبة، بحلوها ومرِّها. من المفترض أن نمارس مع أنفسنا أسلوب المراجعة الشاملة والتدقيق جيداً بحساباتنا وطريقة أدائنا، والاهتمام بنقد ذاتنا، مثلما نفعل مع غيرنا، والتأكد من سلامة وجدوى تعاملنا مع مختلف المواقف والنتائج سلبية كانت أو إيجابية.
لا أبالغ ولا أجامل الأمير سلطان بن فهد حينما أقول إنه بأخلاقه وحضاريته كان دائماً وأبداً يسبقنا بكرمه إلى تقديم الحب قبل العتب، والشكر بلا منّة ولا تكبّر.. هو نموذج لنشر الوعي وحسن النوايا في وقت كثرت فيه الضغائن والأحقاد وصراعات الإيذاء والكراهية.. حري بنا جميعاً أن نقتدي بمبادئه ورقي فعله وتفاعله وتعامله، ونقاء قلبه، وروعة تسامحه..
عذراً أمير الشباب، الكثيرون في الرئاسة والاتحادات واللجان والأندية والإعلام لم يدركوا بعد معنى وقيمة وأهمية ثقتكم وحجم طموحاتكم، لم يكتشفوا سخاء عطائكم وبذلكم واهتمامكم بالشباب والرياضة والرياضيين، لم يشعروا بمقدار وفائكم وإخلاصكم لقيادتكم، ومحبتكم لوطنكم وأمتكم، وحرصكم وتفانيكم على أداء مهام عملكم.
بشيء من مبادراته ومواقفه ونجاحاته وإنجازاته من أجل عز وخير وشموخ الوطن، لنكن جميعاً مع سلطان عوناً له، وبمثل ما يفخر بنا ويتطلع إلينا آمل أن نتمكَّن من رد جميل تقديره واحترامه وجزيل محبته وكريم ثقته وحسن ظنه.
غلطان يا معاند البلطان!
ناد رئيسه الفذ خالد البلطان لا تخاف عليه، فكر وخبرة ودهاء وثقافة وبعد نظر.. يقرأ ما بين السطور، يضع النقاط على الحروف، عقله وذكاؤه ما شاء الله تبارك الله.. لو تولى إدارة ناد آخر لصنع منه بطلاً لا يشق له غبار، فما بالكم وهو يرأس عشقه الشباب..
أبو الوليد أعاد (للشيخ) شبابه وقوته وعنفوانه وإبداعه وإمتاعه، ونقل (الإعصار) إلى عالم جميل يضيء ذهباً، ويشرق سحراً وبهاءً.. كسب بعروضه ونجومه وبطولاته إعجاب الجميع، ونال من الأضواء ما يستحقه ويكفيه.. وهو اليوم في طريقه لزيادة رصيد محبيه وشعبيته وجماهيره، بعد أن قرَّر البلطان التمسك بنجومه وعدم التفريط بمواهبه، ولأن هؤلاء وأولئك هم مفاتيح البطولات، وأسرع وسيلة لجذب الجماهير.
بعد إبهار الشباب ليلة تشريف ورعاية وتكريم الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين، تذكّرت ما قلته ذات بطولة شبابية: عندما أشاهد الشباب أتأكد أن الكرة السعودية ما زالت بخير، إدارةً واحترافاً ونجوماً وبناءً. وأنها دائمة العطاء قادرة على التجديد، تماماً هو الشباب يحضر بفنونه وبطولاته.. لا يعرف التدهور والتعثّر.. يقدّم لنفسه الإنجازات ولنا الإمتاع وللوطن ألمع النجوم.
هنيئاً للوطن نبوغ وتألق وتفوّق شبابه، ولخالد البلطان تتويج تعبه وفكره وتخطيطه وجودة إدارته، ولزملائه تركي الخليوي وخالد المعجل وخالد الزيد وللمدرب البارع هيكتور نجاح موسمهم.. وللنجوم كل النجوم وهم كثر تهنئة وشكر وإعجاب واعتزاز بفريق ساحر فاتن يرسم الجمال ويصنع الدهشة للجميع بلا تصنيفات أو انتماءات.
طاسة الاتحاد الضائعة!
عندما فاز الاتحاد ببطولة الدوري بسبب انتكاسة ونقص وظروف منافسه الهلال كان الجميع من إداريين وأعضاء شرف وإعلاميين اتحاديين يتقدّمهم منصور البلوي يتزاحمون ويتسابقون، بل ينتظرون حتى ساعات الفجر لإجراء حوارات يستعرضون فيها مواهبهم، وينسبون الفضل والإنجاز لأنفسهم، طاروا في (العجة) وتناسوا أن العميد فيه من العلل ونقاط الضعف ما يجعله قابلاً للكسر متى ما التقى فريقاً يجيد تعريته وفضح أسراره..
في النهائي الكبير، قام (الليث) بالمهمة، وأعاد الاتحاد إلى نقطة الصفر، كما عادت الوجوه ذاتها للظهور ولكن هذه المرة لتوزيع الاتهامات والبحث عن (كبش فداء) مناسب وجاهز ومغلوب على أمره، فوقع اختيارهم على الأرجنتيني (كالديرون)، وبنفس اللغة التي استخدموها بعد الخسارة من الأهلي في الدوري.. وهنا اتضحت معاناة الاتحاد الحقيقية، وأن وراء الأكمة ما وراءها..
معاناة تكمن في أن الاتحاد يُدار من الخارج، ومن أسماء أو بالأصح من منصور البلوي الذي لا يحمل الصفة الرسمية، ولا يدفع القليل من كثير وسخاء ودعم الآخرين، ومع هذا يتصرف ويتحدث ويحق له ما لا يحق لمجلس الإدارة وأعضاء الشرف مجتمعين وبالتالي أصبحت أمور وقرارات وشؤون الاتحاد تتم وفق مزاجه وحسب قناعاته، دون أن يتحمّل أدنى مسؤولية واضحة ومعلنة ومعروفة.. الأمر الذي جعله يظهر ويملأ الدنيا ضجيجاً وقت الانتصار، ويختفي تماماً لحظة الإخفاق وكأنه شخص آخر لم يطلق الوعود وينثر الأوهام ويتدخل في أدق التفاصيل ويفرض ما يعجبه من آراء.
بعد بطولة الدوري وصفوه بالمنقذ والخبير والحكيم وصانع الإنجاز والأمجاد، والآن هل يملكون ذرة من الجرأة والمصداقية فيقولون إنه بتدخلاته ومداخلاته وصخب تقليعاته ومعلقات مدائحه من أسباب الكارثة ومصادر الفضيحة؟! وهل يتمكّن عقلاء وكبار العميد من إعادة تنظيم وترتيب ناديهم بعد أن أصبح (سلعة) رخيصة لتسويق الظهور والشهرة بالأوهام؟!
***
* (خربها ابن همام) ولم نكن نتوقّع منه أن يهاجم خصومه وتحديداً الشيخ أحمد الفهد بتلك اللغة العنيفة المتهورة والاتهامات الخطيرة التي قد تنسف نجاحاته وتفسد أجواء انتصاره، كما لا تليق بمكانته وحساسية وأهمية منصبه..!
* أمام المليك، وفي مستواه وسلوكياته وإخفاقه كرَّر الاتحاد ما فعله الموسم الماضي..!
* قدَّم اليوناني (كيروس) الأداء التحكيمي الذي نريده حازماً شجاعاً وعادلاً.
* كان الشباب سيفوز بنفس النتيجة وربما أكبر منها حتى لو لم يطرد أي لاعب اتحادي.
* الفرق واضح بين فوضى وسوء تهيئة الاتحاد، وانضباطية واحترافية الشباب.
* ما كان ينقص الشباب هو أن يحظى بنفس الحضور الجماهيري الهلالي الذي تواجد بكثافة في نهائي الموسم الماضي.
* يتميّز الشباب عن الهلال والاتحاد في كونه فريقاً (راقصاً) منسجماً في خطوطه كافة، يلعب ويدافع ويهاجم ويقاتل ويسجّل بتناغم لافت، كما لا يوجد فيه لاعب واحد (نشاز) مهارياً..!
* تهمة التخاذل دائماً ما تكون حاضرة في الاتحاد، فبعد أحمد الدوخي الموسم الماضي، ها هو صالح الصقري أحد نجوم الموسم يتعرض لحملة تشكيك قاسية وشرسة المتضرر منها الاتحاد أولاً وأخيراً.