على المستوى الشخصي، لم أتفاجأ بفوز صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض بجائزة (أفضل أمين مدينة عربية) لعام 2009م، إذ إن هذا الفوز لم يأت اعتباطاً أو من قبيل الصدف، إنما هو ثمرة جهود دؤوبة وأعمال مضنية وفوق ذلك رؤى واضحة للتطوير مصحوبة بإخلاص كبير ووفاء غير متناهٍ لمملكتنا العزيزة حفظها الله.
فما تشهده مدينة الرياض من إنجازات على الصعد كافة، وهي إنجازات حضارية، وتنموية، يجعل فوز العاصمة بهذه الجائزة أمراً طبيعياً، فمن شاهد مدينة الرياض قبل عدة سنوات ويشاهدها حاليا، يلمس الفرق الواضح في كل شيء، فالمدينة باتت تضارع كبريات المدن العالمية الكبرى من حيث شبكة الطرق والكباري، الامتداد العمراني، والمباني الجميلة والشوارع الواسعة الفسيحة.
وإضافة إلى ما سبق هناك البرنامج الطموح الذي يعمل أمين منطقة الرياض على تحقيقه وهو برنامج سهولة الوصول والمعني به هو كيفية تيسير الحركة لذوي الاحتياجات الخاصة من حيث تسهيل دخولهم الأماكن المختلفة والسير بأمان في الطرق والأماكن المخصصة للمشاة وتلك نقطة مهمة تهدف إلى (أنسنة مدينة الرياض) وجعلها مدينة صديقة للإنسان السوي منه والمعاق.
وإذا ما تحدثت عن الحدائق والمتنزهات، فقل ولا حرج، فالعاصمة أصبحت تحتضن مساحات خضراء واسعة ومتعددة ولا تمر فترة إلا ونقرأ عن افتتاح حديقة هنا ومتنزه هناك أو تطوير وتحديث ما هو قائم، بحيث أصبحت هذه الحدائق والمتنزهات بمثابة الرئة الكبيرة التي تضخ الهواء النقي في المدينة، كما هي مأوى للأسر والعائلات الباحثة عن الهدوء والراحة، حيث تتوافر فيها الخصوصية وتخضع بشكل مستمر لأعمال المراقبة والصيانة، كما تشتمل على ألعاب للأطفال وفنون المرح الجميل.
وقد نجح أمين منطقة الرياض في نشر ثقافة الرياضة الهادفة إلى بث الحيوية والنشاط، ومحاربة السمنة والبدانة، وذلك من خلال ممرات المشي الجميلة المجهزة بكل ما يساعد ويشجع على ممارسة هذه الرياضة الصحية في جو من الراحة والأمان، ولذا فإنه بات من الأشياء الطبيعية أن تشاهد مختلف الفئات العمرية وهي تمارس هذه الرياضة المهمة، بعد أن وجدت المكان المناسب والتجهيزات المناسبة والجو الذي يساعد على ذلك.
ويحضرني هنا ما تقوم به الأمانة من نشاط ثقافي مميز من خلال المسرحيات الهادفة المنسجمة مع عاداتنا وتقاليدنا والتي يدعى الناس لدخولها بالمجان، حيث تكون مأوى للأسر التي ترغب في الترفيه والسعادة والتسلية، كون هذه الفعاليات أشبه بمحاضن اجتماعية للعائلات وملتقيات للشباب من مختلف الأعمار.
إن حصول سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف بجائزة أفضل أمين مدينة عربية لا يعد فقط تكريماً وتقديراً للرجل الذي أعطى معنى للعمل الحكومي في مجال الخدمات، بل هو تكريم لأسلوب العمل وروح الفريق الواحد داخل الأمانة، حيث نجح أمينها العام في جعل الجميع يعزف سيمفونية العمل والجهد والعطاء دون انتظار مقابل، ورفع شعار نبيل هو أن خدمة الرياض (أرضا وسكانا ومباني) هو شرف لا يدانيه شرف وأن على جميع منسوبي الأمانة أن يضعوا ذلك نصب أعينهم.
ومما لا شك فيه أن الفوز بهذه الجائزة مرجعها الأول هو التوجيهات السديدة لأمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز، حيث يقدمان -حفظهما الله- كل ما من شأنه الارتقاء بمنطقة الرياض والنهوض بالعاصمة وجعلها منطقة جذب بما تزخر به وتفيض من تخطيط راق وتنظيم متميز، إضافة إلى التسخير الأمثل للإمكانيات لخدمة سكانها، بما يلبي طموحات ولاة الأمر ويترجم تطلعاتهم -حفظهم الله.
أيضا لا ننسى في هذا الصدد توجيه الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز على الجهود الجبارة التي يبذلونها -حفظهما الله- من أجل تحديث وتطوير البلديات وتفعيل دورها في خدمة المجتمع السعودي، كما أود شكر القائمين في أمارة منطقة الرياض، فجهود الجميع مشكورة وأعمالهم وإنجازاتهم محل تقدير وترحيب، وفق الله الجميع، وحمى مملكتنا وبارك فيها.
* رئيس مجلس إدارة مجموعة الحكير للسياحة والتنمية.