الطائف - فهد سالم الثبيتي
غادرت الطفلة المُعنفة أشواق المُستشفى أمس بعد أن تحسنت حالتها الصحية وبشكل كبير إثر العناية الطبية الفائقة التي لاقتها خلال فترة تنويمها، والتي استمرت قرابة الستة أيام قضتها إثر تعرضها للتعذيب والضرب من والدها يوم الاثنين الماضي، فيما يتوقع أن تكون الشرطة قد أطلقت والدها بالكفالة من توقيف مركز شرطة السلامة لتتولى الجهات المعنية ومنها لجنة الحماية التوفيق فيما بينه وبين أطفاله وإعادة الأوضاع للأمان بعيداً عن السلطة القاسية والعنف.
واستضافت لجنة الحماية الاجتماعية بالطائف ظهر أمس الطفلة أشواق بعد أن خرجت من المُستشفى وبشكل مؤقت من أجل بحث وضعها هي وأشقائها الثلاثة الآخرين ومعرفة من سيستضيفهُم لديه، إما خالهم أو عمهم أو عمتهم شقيقة والدهم ومن لديه الرغبة سيتولى أمرهم حيث تهدف الحماية إلى عدم إلحاقهم بالدار إلا في حال عدم وجود شخص يتولى رعايتهم ويستضيفهُم لديه في ظل وجود من كان يطلب ذلك من أقاربهم والذي يهدفون لعدم ضياعهم وإبقائهم ضمن العائلة في أمان وفي وضع مناسب بعد أن كانت الحماية قد استضافت شقيقتها الأخرى وأبقت أشقاءها الذكور لدى عمتهم لحين انتهاء البحث.
رئيس لجنة الحماية الاجتماعية بالطائف حسين العبادي أكد في تصريح ل(الجزيرة) أن البحث الاجتماعي المُكلف به مجموعة من الأخصائيين والأخصائيات لم يكتمل بعد حول الأسرة، وقال: لقد التقيت بوالد الطفلة أشواق بتوقيف مركز الشرطة، حيث أبدى ندمه على فعلته بابنته والدموع تنهمر من عينيه، مشيراً إلى أنه أمضى معه قرابة الساعة، ناقشه في بعض الأمور وطالبه بالتعديل في سلوكه، وكذا ساهم في توجيهه إلى البرامج العلاجية لتحسين وضعه، مبدياً استعداده واستعداد فريق الحماية بأكمله لمساعدته ومساندته كونه -وفقاً للمعلومات- بوضع اقتصادي بسيط، حيث يعمل بشركة وبراتب بسيط بعد أن أوضح له أن ما أقدم عليه كان خطأ في حق أطفال أبرياء وأخذ منه وعداً بعدم العودة إلى مثل هذه المُمارسات بعد أن طالبه بالتغلب على مشاكله وأنه مهم جداً من حيث تواجده مع اللجنة في سبيل الوصول إلى الحل الأمثل والأصلح لهؤلاء الأطفال الذين كانوا قد أبدوا العُنف من قِبل والدهم واعترفوا عليه، وأشار العبادي إلى أن الأطفال يحتاجون إلى تأهيل نفسي وأن الطفلة أشواق لا بد من عمل جبار يُعيد ثقتها في الأسرة بعد أن تعرضت لهذا العنف كونها تحتاج إلى جلسات متكررة بهدف الخروج من الوضع الحالي وإيصالها إلى الوضع الآمن.
هذا وكانت لجنة الحماية الاجتماعية وعن طريق منسوباتها قد أعدوا حفل استقبال للطفلة التي استقبلوها بالدار وبشكل مؤقت لحين الاتفاق على من سيستضيفها، فيما كانت الزهور والحلويات عنواناً للفرحة وأسلوباً لإعادة تأهيلها نفسياً.
يذكر أن (الجزيرة) تابعت تفاصيل قضية أشواق وانفردت بنشر تفاصيل موسعة منذ بداية حالتها.
