Al Jazirah NewsPaper Monday  18/05/2009 G Issue 13381
الأثنين 23 جمادى الأول 1430   العدد  13381
سوق سوداء لبيع أرقام انتظار الوايتات وصل إلى مبلغ 50 ريالاً والمُعاناة تتواصل
الطائف تصحو على أزمة مياه جنوبية

 

الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي

توسعت حُمى أزمة المياه في جنوب محافظة الطائف، بعد أن زادت أعداد الطوابير البشرية في أشياب السر - مفرق سديرة والتي تشهد تضخماً من حيث الطلب على الوايتات دون أي اكتراث بحاجة المواطن للماء من قِبل الموظفين والذي يفرضون فترة ربع ساعة لتسجيل أرقام الحصول على الطلب ومن ثمَ يمنع الموظف الحصول على أي رقم ما لم يكُن قد تم تسجيله في فترة الربع ساعة الذهبية والمؤسفة للبعض الآخر والذي يتمنى أن يناله الحظ في اليوم الثاني.

وأصبح الماء بالنسبة لأهالي الجنوب كالذهب أو (لبن العصفور) من الصعب الحصول عليه فبدلاً من أن تأتيهم المياه بشكلها الطبيعي تأتيهم منقولة ولكن بشق الأنفس، حيث اعتادت الأسر أن تُغيب أبناءها عن مدارسهُم للحصول على صهريج الماء، وذلك من خلال الوقوف بالطابور بعد أن يكون قد أفاق في ساعة مُبكرة من الفجر من أجل اللحاق بالفرصة الذهبية التي يفرضها موظف صهاريج المياه، والذي لا يأتي إلا الساعة الثامنة صباحاً كموعد لا يتم تعويضه من حيث أن البعض يتناوبون على البقاء في الطابور حتى يحصلون على الصهريج.

وقد يتساوى الحال مع بعض الموظفين بالدوائر الحكومية والذين قد يضطرون للاستئذان المُستمر من أعمالهم أو يتسربون من أجل الذهاب للأشياب والحصول على الماء.

وتُعاني الكثير من الدوائر الحكومية والمدارس والمساجد من الأزمة المُزمنة للمياه فيما تزايدت شكاوى المواطنين جنوب الطائف وخصوصاً المُستفيدين من أشياب السر من المتاعب التي يجدونها وتعترضهم من أجل الحصول على الماء، حيث يبقون عدة أيام ويقفون فترات طويلة بالطابور دون أي جدوى في ظل عدم اهتمام الموظفين بتخليص مثل هذه الاحتياجات الماسة للأسر.

فمنهُم من يُسجل الأسماء على ظهر سيارته ويُغادر ويترك الطوابير دون تسيير دورها فيما ذكر البعض من الأهالي بأن معاناة يجدونها في حال الزعل إذا انتاب الموظف الذي يقوم بمنح الأرقام مُبدين استياءهم من تصرفاتهم فهُم قد يمنعون أصحاب الأرقام من الحصول على الصهريج أو قد يُغادرون مكاتبهم ويتركون الطوابير يحرقها لهيب الشمس فيما يعتمد هؤلاء الموظفون كارت العائلة فقط دون الهوية كشرط لاستلام الصهريج في ظل الازدحام الشديد حيث قد تزيد الطوابير على 300 شخص وبشكل يومي.

يُذكر أن سوق سوداء نشأت من حيث بيع أرقام الحصول على صهريج مُقابل مبلغ 50 ريالا بعد أن يقفون بعض الأشخاص في الطوابير أو يحصلون على أرقام تم تسجيلها لدى الموظف ومن ثمَ يقومون ببيعها على المُقبلين على الأشياب والذين يُفضلون شراءها بعيداً عن المُعاناة التي يتكبدها الآخرون وسمعوا منهُم وفضلوا اختصار هذه المعاناة واللجوء لشراء هذه الأرقام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد