كلنا تابع ردّة الفعل المحلية لذلك القرار التاريخي الكبير.. الذي استبشر به كل مواطن.. وكان يوماً آخر للوطن .. ذلك هو صدور الإرادة الملكية بتعيين ذلك الإنسان الكبير.. صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
** هذا القرار الحكيم.. الذي أصدره ولي الأمر.. كان يتوخّى مصلحة الوطن والمواطن.. ويتحرّى مستقبلاً أفضل لهذا الوطن الكبير.. وهو بفضل الله كذلك.
** وربما يُغني عن الحديث.. عن هذا القرار.. لو تتبّعنا استبشار المواطنين به.. وتباشرهم به فور صدوره.. وتهنئة بعضهم بعضاً.. بل إنني أعرف أنّ الكثير أقاموا مناسبات وولائم واحتفالات.. فرحة بهذا القرار.. وهل هناك أصدق تعبيراً من أن يتباشر المواطنون به.. ويهنئ بعضهم بعضاً ويفرحون به ويحتفلون به.. ويحولونه إلى مناسبة سعيدة؟
** هذه التباشير.. وهذه الاحتفالات وحجم ردّة الفعل التي خرج بعضها في الصحف.. تعكس مكانة هذا الإنسان الكبير في نفوس المواطنين وحجم ما يحتله في قلوبهم من محبة صنعها هذا الإنسان العظيم بخصال نالت احترام الجميع.
** الصحافة.. ومنذ صدور هذا القرار التاريخي.. لم تتوقف عن النشر، بل عجزت عن استيعاب ما يصلها أمام هذا السيل الجارف من الآراء والمقالات التي تعبِّر عن حجم الحب لهذا الرجل وعن حجم سعادتها بهذا القرار الذي أثلج صدر كلّ مواطن.
** حتى الصحافة الإلكترونية نشرت مثلما نُشر في الصحافة المكتوبة.. وكلها تعكس نبض الشارع.. وحجم ما يحتله هذا الإنسان في قلوب الجميع من حب ومكانة صنعها - حفظه الله - طوال السنوات الماضية.
** هناك أشياء - ونقاط - تعجز هذه الزاوية عن استيعابها.. هي ملامح من شخصية هذا الإنسان الكبير نايف بن عبدالعزيز.
** هل أستطيع أن أنقل كلّ ما عايشته وشاهدته خلال أربعين سنة.. وهي أمور تتعلّق بإنسان بحجم نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله -؟
** يبدو أنّ الأمر متعذّر للغاية.
** لقد كان لي شرف العمل في إعلام وزارة الداخلية.. عرفت فيها.. الشيء الكثير.. وتعلّمت منها الشيء الكثير.. وعرفت ملامح في شخصية هذا القائد المحنّك يصعب حصرها.
** لقد منحه الله سعة بال.. وسعة أفق.. ورحابة صدر.. مهما قلت ومهما تحدثت عنها.. لن أوفيها حقها.. ولن أنقلها كما هي.. لن أستطيع نقل كل شيء.
** طوال السنوات التي عشتها هناك وما بعدها وما قبلها.. كان سموه - حفظه الله - إذا دخل الوزارة يُقبل عليه الكثير من المراجعين.. فيأخذ أكثر من ساعة.. ما بين سيارته وباب مكتبه.
يتحدث مع هذا.. ويحاور الآخر.. ويسمع شكوى ثالث.. ويحل مشاكل العشرات من الناس ويحل عشرات القضايا ويُنهي أموراً كثيرة قبل أن يدخل مكتبه.
** الناس يعرفون موعد جلسته المعتادة ويعرفون أنه يستقبل المراجعين في أوقات مجدولة معروفة.. ومع ذلك تتقاطر على هذا الإنسان الشهم الكبير العظيم لحظة نزوله من السيارة وتجتمع حوله حتى دخوله مكتبه.. وهكذا عند خروجه - حفظه الله - من مكتبه مرة أخرى حتى ركوب السيارة.
** إنّ بوسع (وزير الداخلية) أن يُعطي إشارة .. مجرّد إشارة للجند.. ويمنعون أي شخص حتى مجرّد الاقتراب منه.. والأمر لا يحتاج.. إلاّ لمجرّد إشارة فقط.. ومع ذلك كله.. الجنود يعرفون أنّ سمو الأمير نايف.. يأنس للناس ويرتاح لهم ويحبهم ويحب القرب منهم والسماع منهم ومحادثتهم.. بل يعطي توجيهاته الدائمة (اتركوهم اتركوهم) ليقبل عليه الجميع في مشهد يومي يعكس بالفعل من هو نايف بن عبدالعزيز.. وكيف يتعامل مع الناس.. ولماذا أحب الناس.. كل الناس؟
** وعندما تتابع هذا الإنسان العظيم وهو يحاور المراجعين.. تجد الابتسامة الدائمة والإصغاء لأحاديث وحوارات المواطنين.. بل ومحاورتهم والسماع منهم وتفهم مشاكلهم والتفاعل معها.
** لم أره غاضباً قط.. ولم أره داخلاً لمكتبه دون أن يستقبل المواطنين الموجودين كلهم.
** أما مواقفه الإنسانية والخيرية وسعيه في أعمال البر ونفع المواطن وميادين الخير.. فهي أكبر من أن تحصر.. لكن ما أعرفه هنا.. هو أنّ سموه كان يحذِّر ويمنع الحديث عنها، ويغضب إذا تسرّب خبر عن إنجاز حققه في ميدان خيري أو إنساني أو عطاء في ميدان البر.
** وسموه - حفظه الله - يحب أهل الخير.. يحب أهل الدعوة.. يحب العلماء والمشايخ.. يقيم معهم الجسور ويصغي لهم ويتحاور معهم.. يحبهم ويحبونه.. ودوماً ما يعمر مجلسه بهذه الصفوة من الرجال.
** يحب أهل الحسبة ويثني دوماً على إنجازاتهم ويتمنى لهم دوماً التوفيق ويدعو لهم.. ويغضب عندما يمسهم أحد بسوء أو يتحدث عنهم بسلبية.
** إنّ هناك ملامح كثيرة في شخصية هذا الإنسان الكبير ولكن يصعب حصرها أو استيعابها في هذه المساحة الضيقة.