حراك وعطاء وسباق مع الزمن وإنجازات متتالية تضع جامعة جازان على خارطة التميز وجهود جبارة تبذل، خلفها رجال يقفون سنداً لربان الجامعة، (الجزيرة) ترصد هذا العطاء بهذه الكلمات:
في البداية أكد وكيل جامعة جازان الأستاذ الدكتور علي بن يحيى العريشي قائلاً: تؤمن جامعة جازان أن مساهمة الجامعات في التنمية الشاملة وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع السعودي لا يتأتى إلا بتهيئة الفرص أمام تنمية قدرات المرأة وطاقاتها ومواهبها، ومشاركتها بفعالية في إثراء الموارد البشرية للمجتمع أما غير ذلك فإنما هو هدر وتعطيل لنصف قدرات وطاقات المجتمع القادرة على العطاء والعمل.
وقد وضعت هذه الرؤية جامعة جازان، كمؤسسة تنموية، أمام تحد كبير لإتاحة المجال أمام الفتاة السعودية لتعليم نوعي يراعي المتغيرات العالمية الإيجابية عامة، والتكنولوجية خاصة، حتى تسهم في تلبية احتياجات سوق العمل في القطاع النسائي والمرافق الحيوية الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والمشاركة المجتمعية.
وقد عملت جامعة جازان كخطوة إيجابية رائدة، في سبيل تحقيق كل ذلك، بإعادة هيكلة كليات البنات، نظراً لما تواجهه الخريجات بصفة عامة من صعوبة شديدة في الحصول على وظيفة بعد التخرج بسبب ارتفاع عدد الخريجات واكتفاء سوق العمل من كثير من التخصصات، ففتحت آفاقا جديدة أمام الطالبات بقبولهن في تخصصات نوعية وحيوية، مثل الطب والعلوم الطبية التطبيقية والمختبرات الطبية والأشعة والسجلات الطبية والعلاج الطبيعي والتمريض والتغذية ونظم المعلومات وإدارة الأعمال، مع ازدياد نسبة قبولهن فيها سنوياً.
ويطيب لي بهذه المناسبة أن أتوجه بعظيم الشكر والامتنان لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله على دعمهم المتواصل للجامعة، ولصاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان لسعيه الدائم لتحقيق تطلعات الجامعة، ولمعالي وزير التعليم العالي على متابعته الحثيثة، ولمعالي مدير جامعة جازان على تفانيه وإخلاصه في تطوير الجامعة وازدهارها.
وأضاف وكيل جامعة جازان للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور محمد بن علي ربيع قائلاً: لاشك أن تقديم البحوث والدراسات لوضع الحلول لمشاكل المجتمع هو جزء أساسي من رسالة الجامعة، وقد حرصت جامعة جازان على تأسيس مراكز بحثية متخصصة لتنهض بهذا الجانب المهم، فتم إنشاء مركز الدراسات والبحوث لأمراض المناطق الاستوائية ليقوم بخدمة المجتمع ويساهم في تقديم الحلول لبعض القضايا الصحية في المملكة بشكل عام وفي منطقة جازان بشكل خاص واضعين في الاعتبار خصوبة المنطقة البحثية والحاجة الماسة لعمل الدراسات والأبحاث في هذا الجانب.
كما تم أيضاً تأسيس مركز البحوث والدراسات البيئية والذي سوف يكون مرجعاً مهماً لمثل هذه الدراسات في المنطقة وخصوصاً أن منطقة جازان غنية بتنوعها الإحيائي وبيئاتها النادرة والتي سوف تكون مادة بحثية غنية في هذا الجانب كما سوف يقدم هذا المركز الدراسات والاستشارات الهامة للجهات الحكومية والأهلية من خلال ما يقوم به الباحثون وأعضاء هيئة التدريس المتخصصون، ولسد الحاجة من أعضاء هيئة التدريس فإن الجامعة تستقطب المتميزين من خريجي الجامعات في مرحلة البكالوريوس لتعيينهم معيدين ومن ثم ابتعاثهم إلى الجامعات المرموقة في دول العالم المتقدمة للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه ليعودوا في المستقبل القريب إن شاء الله أعضاء هيئة تدريس متميزين وليسخروا كل ما تعلموه في خلال دراستهم للنهوض بالجامعة، وتمتلك الجامعة عددا كبيرا من المبتعثين في دول أمريكا الشمالية ودول أوروبية واستراليا يدرسون في مختلف التخصصات التي تحتاجها الجامعة، ومما يثلج الصدر هو التميز الواضح الذي يبديه هؤلاء المبتعثون وذلك من خلال التقارير الدراسية التي تصل إلينا أو من خلال ما يقومون به من نشر للأبحاث والمشاركة في المؤتمرات والندوات المتخصصة.
من جانبه قال عميد القبول والتسجيل الدكتور حسن عبدالله إسحاق إنه مما لاشك فيه أن المتابع للمشهد التعليمي الجامعي يجد نفسه في حاجة إلى كثير من المتابعة والترصد للإنجازات المتوالية التي تحققها جامعة جازان على حداثة سنها، ففي مدة بسيطة استطاعت أن تضع اسمها بين كبريات الجامعات في بلادنا الغالية، وما كان مثل هذا الإنجاز ليتحقق لولا المثابرة والعطاءات التي تبذل من قيادات الجامعة، وعلى رأسها معالي المدير الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع.
فخصال الذكاء والثقافة، والصبر والدقة، من أقوى الخصال التي تجعل من صاحبها منجزا معطاء ولذا فالإنسان المتابع يجد نفسه مسوقا في كثير من الأحيان إلى إعادة قراءة المنجز وطريقة تحقيقه ليقترب منه، ويلم بما فيه من أبعاد.
هذه التجربة الحديثة أدركتها عمادة القبول والتسجيل بفطنة، وذكاء، وصفاء حس، ويقظة، فضلا عن دقة متناهية في الأداء والتنفيذ الذي تميز برهافة شديدة، فقامت غير مدّخرة أي جهد أو حيلة في استثمار ما يكفل تحويل رؤاها ومطامحها إلى وقائع صادقة.
مستفيدة من تقنيات المعلومات، وموظفة القبول الالكتروني، وكل ما استجد في هذا المجال فأوصلت عدد طلاب وطالبات الجامعة إلى قرابة خمسة وثلاثين ألفا في جميع تخصصات الجامعة المتنوعة، التي جاوزت سبعة وثمانين تخصصا في سبع عشرة كلية.
لقد تم العام الماضي قبول أول دفعة من طالبات الطب (40) طالبة، وفي العلوم الطبية التطبيقية (240) طالبة. وتمت زيادة القبول في العام نفسه (1429-1430هـ) بنسبة 160 في المائة عن العام السابق له، حيث بلغ عدد المقبولين أكثر من (11500) في كليات الجامعة المتنوعة وسيتم قبول أكثر من (13000) طالب وطالبة في العام الدراسي القادم (1430-1431هـ).
من هنا تجيء الفرصة لعمادة القبول والتسجيل في هذا اليوم المبارك يوم الجني، والحصاد، يوم حفل التخرج، الذي يرعاه أمير منطقة جازان، الأمير المحبوب محمد بن ناصر بن عبد العزيز (أعزه الله) لترفع أسمى التهاني، والتبريكات، لكل متخرج ومتخرجة في جامعتنا الفتية والذين جاوز تعدادهم أربعة آلاف خريج وخريجة سائلين المولى (عز وجل) أن يوفقهم إلى خير العلم، وأجود العمل. ليكونوا لبنة من لبنات هذا الكيان الشامخ هذا الوطن المبارك العزيز الذي أعطى وما بخل، علم وأنفق المليارات في ميدان التعليم، فلا أقل من رد الجميل بأحسن.
وهنا نذكر أحبابنا الخريجين بواجب الإخلاص في العمل، والأداء بكل تفان وإحسان، إلى أن تُتجاوز المعرفة، لتخرج من كمونها، إلى امتلاك الخبرة، وإبرازها، ولا يتأتى ذلك إلا بتحدٍّ صارمٍ، ومجابهة مستميتة للصعاب. وإلا نفعل، فإننا نكوِّن مأزقا فعليا، بسبب الانقطاع، وعدم التفاعل مع الجماهير، وسيصعب أن نجد تجاوبا في المستقبل، ولن تصمد معارفنا لاختبار الزمن ذي التغيرات السريعة.