كم هي رائعة هذه الانطلاقة ومشجعة جدا لأبنائنا الخريجين وهم يستهلون مشوار حياتهم العملية ويبدؤونه بمصافحة وسماع الكلمات التوجيهية من قبل المسؤول الأول بالمنطقة أميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي دائماً ما يحرص على مشاركة أبنائه الخريجين الفرح برعايته الكريمة لحفل تخرجهم.
وهي العادة التي تعجز الكلمات عن وصفها المستحق من الشكر والتقدير نظرا لما لها من الأثر العميق في نفوس أبنائنا الخريجين.
ولئن كان هذا الأثر هو المعنى القريب الملموس في مناسبة حفل التخرج بهذا العام؛ فإن الأثر الأكبر هو التحول الكبير في مستقبل المنطقة العلمي والعملي بوجود جامعة جازان بما وصلت إليه حتى الآن، وما ستتطور إليه مستقبلا بفضل الله، ثم بفضل دعم حكومتنا الرشيدة.
إذ تعد الجامعة فاتحة خير للمنطقة فقد وفر قرار تأسيسها الحكيم التعليم العالي في المنطقة وأخذت تتوسع منذ انطلاقتها قبل أربع سنوات بكليات محدودة وبضعة آلاف من الطلاب والطالبات، لتصبح بحمد الله سبع عشرة كلية تحتضن أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف طالب وطالبة.
كما أن الجامعة التي وصفها سمو أمير المنطقة بحجر الأساس في التنمية المستدامة بالمنطقة يعول عليها في إحداث نقلة كبرى تتواكب مع مستقبل المنطقة الواعد. وذلك حينما توفر مخرجاتها بعد أربع سنوات أخرى في أكثر من سبعة وثمانين تخصصا تطبيقيا ونظرياً هي مجمل الأقسام بكليات الجامعة حالياً والقابلة للتوسع مستقبلاً والتي تمثل كافة التخصصات التي تحتاجها نهضة المنطقة ومستقبلها الواعد الذي ما يزال بكرا ويحتاج لعشرات الدفعات من الخريجين والخريجات بمختلف التخصصات كالطب البشري، وطب الأسنان والصيدلة، والهندسة بمختلف تخصصاتها والحاسب، والعمارة، إدارة الأعمال، والآثار والإعلام والصحافة والسياحة، وغيرها من التخصصات النظرية.
ولذلك يعد وجود هذه الأعداد الكافية من التخصصات المتسلح خريجوها بكافة الخبرات والمناهج الحديثة هو المعنى والأثر الأكبر لمفهوم التخرج في أوسع معانيه المستقبلية.
وغني عن القول ما ستمثله مدينة جازان الجامعية من إضافة حضارية وعمرانية لنهضة المنطقة، ومن انعكاس على مستوى الجودة والنوعية لإمكانيات الجامعة الأكاديمية في ظل ما نلمسه من اهتمام القيادة المتواصل، ومتابعة سمو أمير المنطقة، ومعالي وزير التعليم العالي.
ولذلك فكل دفعة خريجين تزفها الجامعة تمثل لبنة تفاؤل بغد مشرق تشارك فيه الجامعة المجتمع والوطن نهضته ومستقبله المشرق بإذن الله. فمبارك للوطن والجامعة هذه المناسبة الغالية، ومبارك لأبنائنا وبناتنا وصولهم لهذا المحفل. والله ولي التوفيق.
(*) مدير جامعة جازان