التدوين مصدر من مصادر الحفظ ومرجع من مراجع البحث عن المعلومة وركيزة من ركائز حفظ الإنتاج الأدبي والشعري والخبرات وتجارب الحياة وكثيرا ما يستخدمه أصحاب التجارب والخبرات والأدباء والمشاهير لتدوين تجاربهم على شكل دواوين أو مذكرات وكان ذلك منذ القدم وهو الذي نقل إلينا تاريخ الأمم وثقافاتها وأدبها ومن ضمن من دون الإنتاج الأدبي والشعري الشعراء الشعبيون وإن كان لي تحفظ على تدوين الشعر الشعبي (الحديث) وخصوصا مع الازدهار والتطور الذي نعيشه أصبح التأليف والتدوين في متناول الجميع المؤهل لذلك وغير المؤهل ما أن تصل محاولاته الشعرية إلى كم معين وليس كيف معين يجمع هذه المحاولات تحت مسمى قد لا يطابق المضمون ويضع صورته على الغلاف ويجد الطرق مزروعة أمامه بالورد قبل أن يستقري أو يستطلع قبول هذا الإنتاج عند المتلقين وكل هذا شغفا ولهفا على النجومية، ولو لم يتقن أساسيات وفنيات الشعر ويملأ الرفوف بإنتاجه الذي ربما لا يقتنيه إلا أصدقاء الشاعر أو (المتشاعر) فبعد أن يصطدم بالواقع وهو فشل شركات التوزيع بتصريف إنتاجه يلجأ إلى تسويقه عبر أسواق المواد الغذائية وليس أظن هذا مكان للأدب أو الشعر ولكن إلى الله مشتكى الحال وكذلك من يدعون أنهم على علم بتراث القبائل من تاريخ وشعر وعلم أنساب ويعتمدون على جمع مادته من المسنين الذين لا يساورنا الشك في أمانتهم ولكن قد تغلب العاطفة أحيانا وقد لا يحسن النقل أحيانا وفي النهاية يخرج لنا بمؤلف خاضع لأهواء شخصية بحتة وإن كنت لا أعمم في هذه النقطة ولكن هذا حال السواد الأعظم وكل هذا سيؤخذ به سلبا على تراث هذا الوطن الذي يجب أن تسند مهمة جمع تراثه إلى مؤهلين لذلك كما أني أهيب بالمسؤولين بوزارة الثقافة والإعلام بوضع معايير فنية دقيقة للمؤلفات والمؤلفين بحيث لا يؤلف إلا من هو مؤهل وتكون مادته تخدم التراث وليس كل من هب ودب ينتحل شخصية الباحث التاريخي أو علامة الأنساب أو شاعر الموهبة لنضع بذلك حدا لمن أراد أن يتلاعب بحسن نية بموروثنا من أدب وشعر وتاريخ وأنساب وبذلك تعم الفائدة وهذا ما يتمناه الجميع والله من وراء القصد.
majedhawash@windowslive.com