القاهرة - نهى سلطان - (د. ب. أ)
انتهت الأزمة بين الجهات الرقابية بمصر والشركة المنتجة لفيلم (دكان شحاتة) وهو أول فيلم للفنانة هيفاء وهبي، وكانت أجهزة أمنية ورقابية قد اعترضت على بعض مشاهد الفيلم وطالبت بحذفها لكن المخرج خالد يوسف رفض ذلك وبعد سجال طويل تمت الموافقة وقد أقيم الجمعة عرض خاص للنقاد والصحفيين.
وخليط من القهر والفقر وغياب العدالة وزيادة البطالة واستمرار نظام واحد في الحكم لما يقرب من 30 عاماً كانت وراء الفوضى العارمة التي طرحها المخرج خالد يوسف كنهاية منطقية لفيلمه (دكان شحاتة) الذي عرض الجمعة للصحفيين والنقاد بعد معركة مع الرقابة.
مشهد نهاية الفيلم الذي يحذّر المصريين من الفوضى الشاملة وسطوة الجماعات المتزمتة والبلطجية والصراع بين الشعب والشرطة بحلول عام 2013 إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه الآن كان سبباً رئيسياً في رفض الرقابة في مصر للفيلم وإصرارها على حذف المشهد قبل منح الفيلم تصريحاً بالعرض حصل عليه من خلال لجنة أمنية قبيل يوم من عرضه.
وقال خالد يوسف في مؤتمر صحفي تلا عرض الفيلم إنه لا يتمنى أن تنتهي الأمور في مصر بالطريقة التي طرحها الفيلم لذا فإنه يحذّر من ذلك عسى أن ينتبه أحد، نافياً أن تكون النهاية تحريضية على الإطلاق لأن ذلك ليس في صالحه وصالح ابنه وعائلته وكل المصريين الذين ليس لهم مستقبل إلا بإصلاح الأحوال في مصر.
وأضاف يوسف أن الرقابة على الإبداع باتت مرفوضة لأنه نوع من الحلم ومن الصعب أن تحدد للشخص ما يحلم به وما لا يجب أن يحلم به، مشيرا إلى أنه كمواطن يطلب معاملته وفق الدستور المصري الذي ينص على حرية التعبير التي يحرم منها بينما تتاح مثلاً للصحفيين الذين لم يعد لهم سقف في المعارضة.
وأوضح يوسف أن النظام الحاكم لم يكتف بجهاز الرقابة كجهة رسمية من حقها المنح والمنع وإنما بدأت تدخلات من جهات سيادية وأمنية أخرى ليس من مهامها أبداً ولا يحق لها أن تراقب المبدعين لأن القائمين عليها ليسوا أكثر وطنية من الفنانين.
وقال يوسف إنه يحلم باليوم الذي تختفي فيه الرقابة ويترك المبدع لضميره وللجمهور الذي يمكنه أن يعاقب المبدع أشد عقاب بالانصراف عن عمله الفني لو أنه تجاوز.
وقالت بطلة الفيلم هيفاء وهبي إنها تشكر الظروف التي أوقعتها في سيناريو بهذا الرقي الفني في أولى تجاربها السينمائية، مشيرة إلى أنها لما قرأت النص شعرت بأن الشخصية قريبة الشبه منها كإنسانة فقبلته على الفور.
وأضافت وهبي أنها تحمد الله أنها لم تقع في فخ القيام بدور فتاة لبنانية أو أجنبية في أول أدوارها في مصر وإنما شخصية مصرية تنتمي إلى عامة الشعب ترتدي مثلهم وتعيش مشكلاتهم وبالتالي يمكن للجميع الحكم على مدى إجادتها للدور من عدمه.
وقال خالد يوسف إن هيفاء تجاوزت كل توقعاته كممثلة موهوبة يرى مستقبلها الحقيقي في التمثيل أكثر من الغناء لأنها ذكية وعندها دأب ولا تكل من التدريب والتعلم. وتدور أحداث (دكان شحاتة) الذي كتبه ناصر عبد الرحمن حول عائلة مصرية فقيرة تتكسب من بيع الفاكهة في متجر صغير تنشأ بين الأبناء الثلاثة غير الأشقاء حالة من التوتر تنتهي بسجن الأصغر بتهمة تزوير خاتم والده الراحل وزواج أخيه من خطيبته عنوة ليخرج من السجن باحثاً عن إخوته الذين يهربون منه بعدما سرقوا ميراثه وحبيبته قبل أن يسرق أحدهما حياته برصاصات غاضبة في نهاية الأحداث.
ويقوم ببطولة الفيلم محمود حميدة (الأب) وعمرو سعد وصبري فواز ومحمد كريم وغادة عبد الرازق (الأبناء) وهيفاء وهبي (الحبيبة) وعمرو عبد الجليل (شقيقها) وطارق عبد العزيز (زوج الأخت) وعبد العزيز مخيون (المناضل) الذي يأوي العائلة في منزله.