«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
اتفق المشاركون في فعاليات ملتقى (المخدرات والشباب في المجتمع السعودي) والتي تنظمها الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات (وقاية) بالتعاون مع منظمة (اليونيسيف) في فندق هوليدي إن في الرياض على أن المخدرات باتت تهدد كيانات الدول وتقض مضاجع المسؤولين فيها، لما لها من أضرار ومخاطر على جميع الجوانب الصحية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية، مشيرين إلى أن فئة الشباب هم المستهدفون من تجار المخدرات، ولهذا هم يحاولون إغراءه بشتى الطرق للوقوع في المخدرات بأنواعها الكثيرة، مطالبين المسؤولين التنبه لذلك، وعمل برامج مكثفة لتوعية الشباب وأفراد المجتمع.
وأكد عبدالله الفوزان أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة الملك سعود أن خبراء مكافحة المخدرات والمختصين باتوا يلتمسون ويشعرون خطورة المخدرات على كافة الشعوب والمجتمعات، وهي ترتبط بالجريمة المنظمة وقضايا غسل الأموال وشبكات الإرهاب، حيث تؤكد المؤشرات الإحصائية والأرقام مدى خطورة هذه الأزمة وازدياد تجارتها، وتدميرها للمجتمعات واقتصاديات الدول، مبيناً أن عدد المدمنين في العالم يزداد ففي عام 2006 بلغ 215 ألف مليون مدمن وأن حجم تجارة المخدرات لهذا العام بلغ 800 مليار دولار، وعام 2007 بلغ عدد المدمنين في العالم 230 ألف مليون مدمن.
فيما أكد الدكتور عبدالله الشرقي من مجمع الأمل بالرياض إلى أهمية التوعية الوقائية وأشار إلى أن مشكلة تعاطي المخدرات لم تعد مشكلة محدودة أو مقتصرة على بعض المجتمعات دون غيرها بل إن مداها تفاقم إلى درجة مروعه تجتاح حتى تلك المجتمعات التي كانت تحسب أنها محمية من هذا الوباء مثل المجتمعات الإسلامية فقد كشفت الإحصائيات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من الانتشار الواسع للمخدرات والعقاقير الخطرة في بعض الدول الإسلامية أن معدل الاعتماد عليها في بعض الدول يفوق معدله في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة جزء لا يتجزأ من هذا العالم تتأثر به وتتفاعل معه وتنفعل، ولهذا لم تسلم المملكة من ظاهرة المخدرات والإدمان عليها، فلقد بلغ إجمالي قضايا المخدرات لعام 1425هـ (28737) قضية بزيادة عن عام 1424هـ بنسبة 17.78 في المائة، حيث بلغ مجموع القضايا 24399 قضية، أما عدد المتهمين في عام 1425هـ فقد بلغ مجموعهم 35440 متهما بزيادة على عام 1424هـ بنسبة 14.8 في المائة، حيث بلغ مجموعهم 30871 متهماً.
وفي الختام طالب المشاركون في توصياتهم الجمعية على إقامة هذه الأنشطة في مناطق المملكة وإيجاد دراسات تسهم في وقاية الشباب والفتيات والأسرة حسب الفئات العمرية وإيجاد دراسات تسهم في التعريف بأساليب المروجين في الوقت الحاضر، ونشر البحوث وأوراق عمل الورشة في كتيبات ونشرات توجيه الجهود التوعوية والتنفيذية نحو الأسس السليمة لتكوين الأسرة السوية الإيجابية، وأهمية تكامل المؤسسات المجتمعية سواء الحكومية والأهلية والخيرية للعمل بصورة تكاملية، وحث الجامعات على تبني تخصصات تؤهل الطلاب والطالبات للتعامل مع قضايا الإدمان كالخدمة الاجتماعية وغيرها وتبني برامج إذاعية وتلفزيونية توعوية ووقائية بأضرار المخدرات، وزيادة التوعية الوقائية في المدارس والجامعات ومنتديات الشباب والفتيات، وتشكيل لجنة لمتابعة التوصيات وتنفيذها.