Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/05/2009 G Issue 13380
الأحد 22 جمادى الأول 1430   العدد  13380
في بعض الأحيان نجد أشلاء بشرية في سيارات (معجونة)
شاب يجد متعة العمل بين أكوام حديد التشليح

 

جازان - عبدالله عكور

اعتاد أحمد راجح العيش بين أكوام الحديد والسيارات المقلوبة والمصدومة، وبعضها ذهب أصحابها بلا رجعة، وبين أكوام الحديد ثمة دماء متناثرة هنا وهناك، ويجمع أحمد الأجزاء الصالحة لبيعها.

ويقول إنه أمضى 12 عاماً بين أكوام الحديد، وأصبح يعرف موقع كل قطعة ومكانها وطريقة إخراجها ومعرفة ما إذا كانت صالحة أم لا، وكذلك معرفة القطع المستخرجة هل هي أصلية أم تجارية.

ويشير أحمد راجح إلى أن المواقف كثيرة، منها أن أحد الزبائن اشترى قطعة ويريد إعادتها بعد مضي سنة كاملة، لكنني رفضت..

ووسط ذلك هناك مواقف محزنة.. يقول: في مرة أردت استخراج قطعة من سيارة وإذا بي أمام أشلاء بشرية، أنها قطع من جثة متوفى، وبقايا من لحم السائق المتناثر.

يقول أيضاً: بعض ما يأتينا عبارة عن سيارات مقلوبة، وأخرى تحولت، بسبب بشاعة الاصطدام، إلى عجينة مخبوصة، وعندما أردت ذات يوم شراء قطعة من أماكن التشليح، وكان ذلك قبل 15 عاماً اختلفنا على السعر، فقال لي صاحبها إذا استطعت فتحها خدها بالمجان، ووقتها كنت لا أجيد ذلك، فقررت أن أقوم بالعمل في محل تشليح واشتغلت في محل فيصل مدخلي الذي وقف معنا ومد لنا يد العون وساعدنا كثيراً، ولذلك فلا أنسى فضله، بعد الله، وما زلت لديه وأنا في غاية السعادة في محل أبوخالد، وبعدها أصبحت ملماً بالعمل ولم تقف أمامي أي قطعة.

ولأحمد رسالة إلى الشباب مفادها: اقتحموا سوق العمل الميكانيكي وأماكن تشليح السيارات وشمروا عن سواعدكم لأن العمل لا عيب فيه بتاتاً وكسب الرزق من عرق الجبين أفضل من سؤال الناس.

ويضيف راحج إنه لا يملك شهادة بل اكتسب العمل من خلال الممارسة والخبرة من العمل المستمر.

وعن أمنياته يقول: أتمنى أن يرزقني الله محلاً خاصاً بي وهذا بعيد المنال، وأسال الله أن يرزقني ذلك، وإن حصل فلا أنسى فضل أبوخالد بعد الله ما حييت ابدأ.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد