Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/05/2009 G Issue 13380
الأحد 22 جمادى الأول 1430   العدد  13380
مركز الأميرة الجوهرة آل إبراهيم للطب الجزيئي في جامعة الخليج العربي
من البداية إلى النهاية بمناسبة افتتاح المركز اليوم الأحد 17 مايو 2009

 

البحرين- جمال الياقوت

تحتفل جامعة الخليج العربي بالبحرين اليوم بافتتاح مركز سمو الأميرة الجوهرة آل إبراهيم، وبهذه المناسبة تقدم الجزيرة هذه المعلومات التي حصلنا عليها من الجامعة عن هذا المشروع الكبير، وتأتي هذه التغطية من الجزيرة انطلاقاً من قناعة أسرة التحرير بأهمية هذا الإنجاز الذي يعد إنجازاً غير مسبوق.تتقدم الأمم بعزيمة قياداتها وحَماس أبنائها وإرادة شعوبها وإبداع علمائها، تتقدم الأمم بالإبداع والتجدد والابتكاروالبحث العلمي. لم يعد الإبداع الآن في المنظور العلمي مجرد فكرة تهبط من دون توقع، أو ومضة تجيء من بين طيات المجهول، وذلك لأن الأفكار الإبداعية لا تزور إلا العقول المُهيأة لها كما قال العالم الفرنسي (لويس باستيراد) ذات مرة. ولعل أبرز وسائل الإعداد للعقول المبدعة والتَمكِين لها من القيام بمهامها المأمولة هو تهيئة المناخ المناسب للبحث العلمي لصغار الباحثين وكبارهم أيضاً، ومن أبرز وسائل التهيئة تأسيس مراكزالأبحاث العلمية الجديدة والضرورية وتأثيثها بمستحدثات الأجهزة مع استقطاب أرفع العلماء والباحثين فيها.

مسيرة المركز

وقد كان تأسيس مركزالأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية في جامعة الخليج العربي خطوة كُبرى على هذا الطريق، خطوة بدأت كفكرة أولية بين بعض علماء الجامعة وتبلورت في وجدان إدارتها، ثم مالبثث أن تطورت فأصبحت تصوراً سرعان ما تجسد من خلال الدعم السَخِي والعمل الدؤوب والحَماس الجماعي المتواصل. سهر العاملون على المشروع شهوراً عدة حتى تجلى في النهاية، هكذا، منارةً مضيئةً متألقةً تخطفُ الابصارَ وتَخلِبُ الألباب، وتثيرُ إعجابَ القريبِ والبعيد.ها هو مركزالأميرة الجوهرة يشكّلُ الحلمَ وقد تحول عِلماً. حلمٌ جَسدَ نقلةً نوعيةً بين المَرافِق العِلمية المُتَخَصِصَة على مستوى الإقليم والوطن العربي عامةً، حلمٌ جَسدَ دافعية أسرة جامعة الخليج العربي في الإنجاز والتَفوق، حلمٌ تلاقى مع عَطاءِ سَخي من سموالأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم راعية المشروع إلى أن أصبح واقعاً ملموساً في صِرحٍ شامخٍ، وتلاقى أيضاً مع مكرمة سامية من جلالة ملك مملكة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والذي أفاض من كَرَمِ عَطَائه على جامعة الخليج العربي فوهبها أرض المشروع المتميزة جوارالجامعة.وهكذا ساهم عطاءُ الخَيرين وحَماسُهم للمشروع مُساهمةً فعالةً في بلوغ هذا الهدف السامي غايته، وفي أن يُصبِحَ نقلةً نوعيةً تُجَسِدُ مع جامعة الخليج العربي جَوهَرَ هذا التعاون الخَصب الخلاّق المُتَميزالمُستَمِر بين القِيادة وبين شُعوبِها ومؤسساتها العلمية أيضاً.

هُنَاكَ على مَرمَى البصرمن الجامعة، يوجد المقرالدائم لمركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي، حيث جَمَالُ المِعمَار ورَوعةُ الهَندسةِ وجَلالُ الإنشاءِ المُزدَان بالأسماء الكريمة التي قدمت المساهمات الكبيرة في هذا الإنجاز. هُناكَ أيضاً التَجسيد البارع بين الفِكرةِ والتَصميمِ وبين المَبنى والمَعنى، حيث التأكيد الدائم على عدم التَفريط في أحدها على حِسابِ الآخر، وأيضاً على تَكَاملِ الرؤيةُ الاستراتيجية مع القيمةِ الإنسانيةِ. هُنا في جامعة الخليج العربي بدايةً جديدةً لتاريخِ جديدٍ يُكتَب بسطورٍ من نُور، هُنا بالجامعة بدايةً جديدةً لمركزٍ جديدٍ وفريدٍ ونادرٍ نعتَزُ به ونفخرُ به بين الجامعات والأمم. ها هو تاريخٌ جديد يُكتَب بفَضلِ أصحابِ كل هذه الأيادي الكَريمة التي ساهمت في تَحقيق الحُلم وفي تَجسيدِ الآمالِ وبلوغِ الهَدَف.لا يفوتنا في هذا المقام أن نشكر َكلَ من سَاهَمَ في نَجَاحِ هذا المَشروع. أجزلَ شُكرنا الموصول لمعالي الدكتورخالد بن محمد العنقري وزيرالتعليم العالي في المملكة العربية السعودية، ولمعالي الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة وزير الإسكان لمملكة البحرين، والدكتور خالد بن صالح السلطان وزملائه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولفريق العمل بالجامعة، وهم الذين أضَافوا جميعاً كل في موقعه لمساتٍ وأفكاراً مهمةً ساهمت في اكتمال هذا المشروع وإنجازه.

شكراً لكم جميعاً، شكراً وعِرفَاناً بلا حدود، ونحن سنظل نأمل دائماً في أن تثمر جُهودكم وتستمروتتواصل مع تَواصلِ نَجَاح مركزالأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية، ومع استمرار صعوده وازدهاره وتواصل عطائه في مجال الأبحاث العلمية والخدمات الطبية والإبداع العلمي في خدمة أبناء المنطقة خاصة والإنسانية عامة.

لماذا مركز الطب الجزيئي

تشكلُ خارطة المورثات ذات الصلة بالطَفرات الجينية والمتنقلة من جيل إلى لاحق في مجتمعات الخليج هَاجِسَاً على الأصعدة كافة وتحديداً للقائمين على تأمين سلامة الصحة والارتقاء بطب المجتمع. وعلى وحي دراساتٍ وافية تبنت جامعة الخليج العربي وهي الموسومة بخدمة المجتمع، مشروعاً لتأسيس مركزٍ يتبنى تخصصات الطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية ويتصدى لإشكالات الأدواء الشائعة والمستوطنة بإقليم الخليج العربي، كما يعمل على توطين الوقاية والتطبيب والبحث العِلمي في جوانبها البيولوجية والتشخيصية والاجتماعية مع الارتقاء بالوعي والتثقيف الصحي في المجتمع. عليه سارعت رئاسة الجامعة بإعداد خطة تنفيذ المشروع واعتمادها في مجلس الأمناء والمؤتمر العام ومن ثم كان البحث عن التمويل.

مكرمة التمويل وهبة الأرض للمشروع

وعلى ما هو مألوف من الخَيرين في وطن الخليج والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، برز التوجه من سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم، حرم المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، بالاستجابة الكريمة في التأسيس والرعاية. وفي تزامنٍ مع استشراف الجامعة بالمكرمة الأميرية السامية وتوقيع رئيستها مع معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية اتفاقية الإنشاء في 28 مايو 2003م، تلقت الجامعة أيضاً مكرمة من جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين والقاضية بهِبَة قطعة الأرض بمساحة42751م2 الكائنة جوار الجامعة لبناء المركز على مساحة مساحة4000م2 في حيز17085.525م2، مما يعنى توفر مساحة 25665.475م2 كاحتياطي لإستثمارات الجامعة المستقبلية.

انطلاقة العمل بالمركز

بدأت انطلاقة العمل بالمركز في العام 2003م بتسكينه وافتتاحه في المقر المؤقت الكائن في كامل الجناح الشمالي من الطابق الثالث لمبني الجامعة، وإعماله من المَسكَن المؤقت في التعليم والإشراف وانعقاد المؤتمرات السنوية والأبحاث والاكتشاف تحت إدارة لجانها للإشراف والإنشاءات والمتابعة على مراحل تأسيس وتدشين البنيات الأساس إلى جانب اللجنة العلمية لمتابعة البناء العلمي الأكاديمي. هكذا وعلي ضوء خُطط الواقع وإستراتيجية الرؤيا المستقبلية لمهام المركز وتحت المتابعة والإشراف من لدن سعادة الأستاذة الدكتورة رفيعة غباش رئيسة الجامعة تواصل العمل الدؤوب في تشييد صرح مباني المَقَر الدائم. وابتدأ مشروع المبنى الدائم بالتعاقد مع شركات الاستشارة والتنفيذ وإعداد الرسم الهندسي وبداية عمليات التشييد في تزامنٍ مع التحضير لاحتفالات الجامعة بوضع حجرالأساس واستقبال تفضل سمو الأميرة الجوهرة البراهيم وصاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بتشريف الاحتفاء الموسوم يوم الثلاثاء الأغر20 ذو القعدة 1427هـ الموافق 12 ديسمبر 2006م. وكان يوم وضع حجرالأساس لمبنى المركز يوماً خالداً في تاريخ الجامعة وتاجاً على محطات النجاح عبر مسيرتها.

هندسة وإدارة المبني

يتألف مَبنى المركز من ثلاثة طوابق بملحقاتها من القاعات والمختبرات والمكتبة المتخصصة إضافة إلى قاعة مؤتمرات كُبرى سعة أكثرمن500 مَقعدٍ وصالات استقبال واجتماعات مُهيأة بأحدث التجهيزات والوسائل. ويقوم علي تسيير المركز هيئتان، أولاهما الاستشارية العلمية العليا والأخرى الأكاديمية الفنية، وتتشعب أنشطته إلى سبعة أقسام هي وحدة التشخيص الجزيئي لتقديم خدمات تشخيص للأمراض المختلفة على المستوى الجزيئي، وحدة التشخيص الجيني لتقديم خدمات تشخيصية على المستوى الجيني، وحدة الجينات الخلوية للخدمات التشخيصية على مستوى الكروموسومات، وحدة الأمراض الاستقلابية لتقديم خدمات تشخيصية على المستوى الحيوي للإنزيمات، وحدة الجينات والمجتمع والتثقيف الصحي والمُهتمه بتشوهات الولادة وأمراض الدم الوراثيتين، ووحدة الدراسات السكانية والإحصاء لإعداد الدراسات الإحصائية المختلفة، وأخيراً وحدة البحوث المركزية والتي تقدم الخدمات المركزية في مجال البحث العلمي على مستوى الخلية.

المركز بين مَظَاهِرالتطويرفي الجامعة

انبثقت فكرة مشروع المركز وتزامن تأسيسه والجامعة في الاعتزاز بمسيرتها حتى بلاغها إلى محطة اليوم. تَمَرحَلت محطات التطوير فيها على فترتين بدأت بدعم وتطوير واقع الجامعة وتوسعها الرأسي تبعتها مرحلة التوسع الأفقي باستحداث كُليات ومَراكِز ومَسَاقات ومستويات دراسات إضافية وعُليا في أكاديمياتها مع تأمين آليات تسييرها وتوفير الأساتذة والمُعِيدين لها وتبادل الخِبرات والكفاءات العالية مع جامعات العالم بموجب اتفاقيات مُبرمة. أما آليات تنفيذ الجامعة لهذه الإصلاحات فقد تأسست على حُسن تفعيل الهيكليات المتاحة وأثمرت الارتقاء بالعمليتين التعليمية والبحثية وتحديث مناهجها لمواكبة مُستَحدَثَات العلوم مؤطرةً بتَرشِيد الإمكانات الإلكترونية وتطويرها وتعميمها لغطاء حتى الإدارة العامة وشئون الأفراد ناهيك عن توفير المكتبة الرقمية وتوزيع مُختَبَرات وسائل التعليم الإلكتروني على كل الأقسام والبرامج الأكاديمية، والتي قد أُستقطِبَ لتأثيثها الدعم من لدن مؤسسات القطاع الخاص، صديقة الجامعة. مما يؤكد تَبَدل وضع أسرة الجامعة إلى سقفٍ مقبول من الرضاء والطمأنينة وكانت قبل عقدٍ من الزمان على مَهَب الريح والتهديد. ومن أصدق قرائن التطوير المتزامنة مع تأسيس المركز، الارتفاع في موارد الجامعة الذاتية إلى ما بين60% و80% من ميزانياتها، وزيادة إحصاءات التحاق الطلاب الجُدد إلى150 وإلى200 في كليتي الطب والدراسات العليا على التوالي مع المحافظةِ على رفعة مستويات تنافس الملتحقين، مما أدى إلى إرتفاع الإحصاء العام للطُلاب في الكُليتين بفارق زيادة نسبة كُلية 96.6% مقارنةً بالعام الدراسي 01-2000 حتى بلغ مجموع 1251 في العام الدراسي 09-2008م، وسجلت الزيادة بين الطلاب بأقسام درجة البكالوريوس وشُعب درجتي الدبلوم والماجستير في كلية الطب والعلوم الطبية من471 إلى 831 بفارق نسبة ارتفاع 76.4%، مع العلم بأنه قد تم تسجيل 5 من الطلاب لدرجة الدكتوراه في تخصصي الطب الجزيئي، وتبوأت كلية الطب والعلوم الطبية مركز الأفضلية بالحصول على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لأفضل كلية طب في الوطن العربي للدورة 06- 2005م بتميزها في المنهجية وتطورها المُطَرِد. كما تتابعت الزيادة بين الطلاب لنيل الدبلوم والماجستير في كلية الدراسات العليا من 167 إلى 420 بفارق زيادة 253 طالباً خلال الفترة من 2000 إلى 2009، بمن فيهم 11 طالباً تم تسجيلهم لدرجة الدكتوراة في تربية الموهوبين والتى قد كان تدشينها ابتداءً من العام الأكاديمي 08- 2007. بهذا الإرتقاء قد استوثقت الجامعة بفضل القائمين عليها تلبية المُتَطَلبات الأكاديمية واستهدفت تنشيط البحوث والارتقاء بمنهجية وريع البحث العلمي وخدمة المجتمع وأتى مركز الأميرة الجوهرة معلماً للإنجاز ورمزاً للوفاء.

سيرة المركز

منذ افتتاح المركز في المقر المؤقت بكلية الطب والعلوم الطبية بدأ السعي لتوفير الأجهزة وتأثيث المُختَبَرات المتخصصة مع تعيين الكادر الإضافي إلى جانب التعاون مع المستشفيات في عمليات الفحوص التشخيصية المبنية على التشخيص الجزيئي لبعض الأمراض المُستوطنة مثل السكري والمناعة وأمراض الدم الوراثية والأمراض الفيروسية. كما يواظب المركز أيضاً على التواصل والتعاون مع المؤسسات المماثلة في دول الخليج العربي وعالم ما وراء البحار. ولتوطيد مثل هذه العلاقات، يتواتر تبادل الزيارات ولاسيما مع مركز البحوث بمستشفي الملك فيصل التخصصي بالرياض للاستفادة من استشاراتهم وخبراتهم الممتدة، ومع مركز المشروع العربي للدراسات الجينية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وقد شاركوا فيه في ورشة عمل حول دعم التعاون الإقليمي في مجال العلوم الوراثية.وعلى ضوء اعتماد تبعية المركز كقسمٍ متخصصٍ إلى كلية الطب والعلوم الطبية يساهم بفاعلية في عجلة التعليم بالجامعة إلى جانب إشراف أساتذته على طُلاب الدراسات العليا في تخصصات المختبرات الطبية والتقنية الحيوية ذات العلاقة المباشرة بمجالات المركز. وفي هذا المنحى سجل المركزُ سبقاً رائداً في الجامعة بتدشين الدراسة لمنح درجة الدكتوراه في فلسفة الطب الجزيئي تسجل لها خمسة من الطلاب الخليجيين وتخرج منهم إثنان حتى تاريخه يمثلون رصيداً واعداً للجامعة والإقليم. أما على الصعيد العالمي، فيتبادل أكاديميو المركز الزيارات الميدانية مع الجامعات والمراكز الفرنسية بدعم مقدر من حكومتها، وفي هذا الإطار تكررت زياراتُ العلماء منها إلى المركز وتوثقت علاقاتهم بالعضوية في هيئته الاستشارية العليا. هذا ومن المخطط له تبادل المنح الدراسية وزيارات الطلاب وتفعيل المشاركة في آلية التعليم مع هذه المراكز عبر الوسائط الإلكترونية. وإلى جانب هذا وذاك، يعمد المركز إلى تضمين بعض من اهتماماته في وثائق جميع اتفاقيات وبروتوكولات الجامعة المُبرمَة مع المؤسسات ومجالس البحوث العالمية.

الهيكل الإداري للمركز

يتكون الهيكل الإداري في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية من هيئتين: أولاهما استشارية عليا، وتتألف من مُنتَخبٍ لحاملي التخصصات الرفيعة الرائدة والعالمية في مجالات الطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية واللجنة الأخرى هيئة أكاديمية وفنية.

مركز علاج العُقم

التشخيص الوراثي للأمراض والإعاقات الصحية موضوع في غاية الأهمية ويلمس جوانب الحياة لكثيرٍ من العائلات في إقليم الخليج، وبالعلم الحديث المُطَور في المختبر يمكن تشخيصها في مراحل مختلفة، بدءاً من الخلايا التناسلية، وهي البويضة والحيوان المنوي، إلى الجنين في طور النسلية والجنين المتكامل الخلق والمواليد وأيضاً في المراحل العمرية المتلاحقة. يمكن تجنب الكثير من الأمراض الوراثية (المورثات) بواسطة الكشف والتحليل المَخْبَري للأمشاج والأجنةِ في مراحل النمو الأولى منذ قبل الحمل، وكذلك تشخيص الحالات المرضية أثناء الحمل وبعد الولادة. على ذلك، تم التخطيط لتأسيس مستشفي الجوهرة المتخصص في الخصوبة والتشخيص الوراثي التابع لمركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي لتحقيق حزمة من رسالته المنظورة.

يستَهدفُ المستشفي إلى تأسيس قاعدة من الأهداف المُسَاعِدَة على تخليق الإبداع والتميز في مجال العلاج الخلوي المُتَعَلِق بعلاج العُقم والتحاليل الوراثية عالية الجودة والدقة في الاستشارة الطبية والتقييم والتشخيص. وإلى جانب مُعَالَجَة إشكاليات العُقم يقدم المستشفي أيضاً عِلاجات تتعلق بأمراض الاضطرابات الهرمونية والسقط المتكرروغيرها. هذا وتتلخص آليات خدمات العلاج المزمعة بمستشفى المركز عموماً في الفحص بالمنظارالرحمي وأخذ خزعة من بطانة الرحم، وتحفيز الاباضة، والتلقيح الاصطناعي والإخصاب الخارجي، والحقن المجهري للبويضة، وتجميد البويضات والأجنة، واستخلاص الحيوانات المنوية من الخصية جِراحياً، والتقنيات المساعدة على تخليق الجنين، ومزارع الأريمة الجنينية، والتشخيص الوراثي للأجنة قبل وأثناء الحمل. كما يحرص المستشفي على تقديم وتخزين الخلايا الجذعية والعلاج بها في تعامل حميم ومؤتمن على معلومات المريض عبرجميع مراحل التطبيب.وكما هو مخططٌ سوف ينظم المستشفى برامج التدريب والتعليم المستمر للكادر الطبي العامل مع توفير المناخ الخَلاق للقيام بالأبحاث والدراسات العلمية على جميع المستويات، فضلاً عن تنظيم المؤتمرات المتخصصة بالتعاون مع المراكز العالمية المُمَاثِلة وتقديم الاستشارة في مجال الأبحاث والتطوير وتطبيق برامج الجودة. ويتم تقديم هذه الخدمات وتحقيق جملة الأهداف المنوطة بتوظيف طاقم طبي ذي كفاءة عالية في مجال طب التناسل والتحاليل الوراثية، يعملون في تنسيق مع الأطباء الاختصاصيين في مجال النساء والتوليد.

أول شهادة دكتوراه في الجامعة انطلقت من المركز

ناقشت جامعة الخليج العربي أول رسالة دكتوراه في تاريخها في تخصص علم الجينات من مركز الجوهرة في تزامنٍ مع يوبيلها الفضي وتأكيدا لشعارها المرفوع في الاحتفال (25عاماً من التميزالأكاديمي). وتحقق ذلك بمناقشة الطالبة الباحثة إيناس الحربي لرسالتها حول دراسة الجينات الحاملة لمرض السُكَرِي على عينات من مجتمع البحرين وأمام لجنة من أرفع علماء التخصص. تهدف هذه الإطروحة إلى إختبار مورثات مرض السُكَرِي المجتمع وأثبتت أن هناك بعضا من الأنماط الجينية المُتَعَارف عليها في مجال المَنَاعةِ مشتركة بين البحرينيين المصابين بالنوع الثاني لمرض السكري وأنماط أخرى مختلفة قد يكون لها دور للإصابة بمضاعفات الكلى بين المصابين بالسكري.

تنظيم وانعقاد المؤتمرات العلمية

اتخذ المركز منهج تنظيم المؤتمرات العلمية السنوية والانشغال بإعداد البحوث في المحاور الطبية المتخصصة. تميزت أنشطة مؤتمرات المركز باستضافة العلماء والاختصاصيين من أعرق الجامعات ومراكز البحوث العالمية مما يؤكدُ تَجسِيد المركز لحضورٍ غير مسبوق على خارطة النشاط العلمي على مستوى الإقليم ويبرهن على إضافته الموسومةٍ في سِمَةِ الإنفراد والتميز والتجديد ولإسهام الجامعة في خدمة المجتمع.

بدأت سلسلة المؤتمرات في مركز الجوهرة بمؤتمر نوفمبر 2002 في محور أخلاقيات البحث العلمي بمشاركة علماء من جامعة كارولينسكا بالسويد ومنظمة الصحة العالمية. وفي فبراير 2004 كان المؤتمر الثاني تحت شعار الجينات والمجتمع حول محور النهج المبتكر الجديد للأمراض الوراثية، وانعقد بحضور أساتذة متخصصين من فرنسا والوطن العربي. في فبراير 2005 انعقد المؤتمر الثالث في محاور الجينات والصحة النفسية بمشاركة نُخبةٍ من الإعلام العلماء النفسانيين العرب. ثم كان المؤتمران الرابع والخامس 2006 - 2007 في محور نحو استراتيجية إقليمية لخدمات وبحوث الطب الجزيئي وعلوم المورثات في المؤتمر الرابع، والجينات والأمراض الموروثة والمناعة والذي إقتصر على تقديم الأوراق العلمية للأكاديميين في المركز في المؤتمرالخامس.

أما المؤتمر العلمي السادس 2008 كان في محورالبحث العِلمي والتدريب في الطب النفسي والمورثات والطب الجزيئي. وأخيراً في المؤتمر السابع فبراير2009 حول محورالتخصيب الخارجي لعلاج العُقم.

هذا ومن الجدير بالتنويه إليه حرصُ الجامعة على نشر مداولات هكذا المؤتمرات في إصدارات مُتَخَصِصَة وتشجيعها لأساتذتها على نشر أوراق بحوثهم في الدوريات العالمية الواسعة الانتشار وتعميم ببليوغرافياتها لصالح المستفيدين منها. أما محاور الإنجاز العلمي المتخصص لمركز الجوهرة، وعلى وجه التحديد، يمكن تلخيصها في مجالات البيولوجيا الجزيئية لأمراض تصلب الشرايين، ودراسات الارتباط بين الأنماط الجينية الوراثية للمركبات الكيميائية المناعية مع أمراض القلب، الجانب الوراثي للنوع الثاني من مرض السُكَري في المجتمع البحريني، وآلية عمل السترويدات والعقاقير الكابتة للمناعة ودورالتكوين الجيني في آلية الاستجابة للالتهابات. بكل هذا وذاك، شَكَلَت مخرجات أنشطةُ المركز العلمية رغم حداثته مرجعاً للطلاب والباحثين وارتفعت بسمعة وتقييم الجامعة إلى مصاف العالمية.

مفخرة الاكتشِاف العلمي الأول في العالم

من أرفع محطات النجاح لمركز الجوهرة في العام 2008 وعلى المستوى الدولي والذي يمثلُ بُرهان الحَصافة وبُعد النظر في استهلال المشروع وبُشارة مستقبله الواعِد، كان إعلان رئاسة الجامعة عن استشراف جامعة الخليج العربي بامتلاك البراءة الدولية وتسجيل المركز لإكتشاف إسرا ISRAA العلمي عبر المكتب الأوربي لتسجيل البراءات بالرقم الدولي المعياري:

Immune System Mediator, Patent Number: 0703887.0- PCT-EP2008-052399))

ومن ثم نشرت في دورية المناعة وبايولوجيا الخلية التابعة لمجموعة Nature تحت إسم أ.د معز بخيت باحثاً أول والباحثة صفاء طه باحثاً مُشاركاً، وبيانه بالوصف الببليوغرافي:

Moiz Bakhiet and Safa Taha (2008) A novel nervous system-induced factor inducing immune responses in the spleen, Immunology and Cell Biology 68 (8): 688-699. Available at: www.nature.com-icb-journal- v86-n8-full-icb200857a.html

أُجِمِعَ على هذا الإكتشاف والسبق العلمي الرائد بمصطلح إسراءISRAA تيمناً بتزامن إكتشافه في الشهر الفضيل ومباركته بمعجزة الرسول المصطفي (صلى الله عليه وسلم) في الإسراء والمِعراج، كما هو مختصر من استهلالات كامل الاسم Immune System Released Activating Agent وتتلخص قيمة إسراء في اكتشافه كمركب طِبي فَعٌال قد يسهم في علاج أمراض المناعة المُكتسبة والأمراض السرطانية ويعمل بطريقة فسيولوجية لتنشيط جهازالمناعة ويساعد على علاج أمراض المناعة الذاتية وفي الحالات التي تستدعي تثبيطاً مؤقتاً لجهاز المناعة مثل عمليات نقل الأعضاء.

تأسس اكتشاف إسراء على ثوابت الافتراض العِلمي القاضي باستشعار النهايات العصبية المنتشرة في الجسم لمركزية المخ عند حالات تنشيط قيادة جهازالمناعة في الغدد الليمفاوية الرئيسة مثل الطحال، وذلك لحضها على إفراز مركب بروتيني ينشط خلايا المناعة المطلوبة لمحاصرة ومهاجمة جرثومة المرض، مما يعني إصابة الإنسان بمرض فقدان المناعة حالة تعطل الغدد الليمفاوية من إفراز المركب البروتيني وإصابته أيضاً بأمراض المناعة الذاتية حالة الكثافة في إفرازها مما يجعل من الممكن استخدام المركب البروتيني كعلاج للمريض. بدأت التجارب المختبرية لإكتشاف إسراء بحقن عينة من الحيوانات في المعمل ببعض الجراثيم القاتلة وقطع النهايات العصبية التي تغذي الطحال في البعض منها. لوحظ استجابة عينات الحيوانات مقطوعة التوصيل العصبي للمرض مقارنةً بالعينات ذات التوصيل القائم. وتفسير ذلك أن العينة الأولى قد تمكنت من مقاومة المرض بصورة أفضل. وباستخدام تقنيات الطب الجزيئي في دراسة ُتغيرات الطحال للعينتين، توصل الباحثون في المركز إلى جينات جديدة واكتشاف بروتينات تعمل كحلقة الوصل بين الجهازين العصبي والمناعي حالة التحديات الجرثومية، وتوصلوا بذلك إلى اكتشاف المركب البروتيني الأول الذي يتحكم في المناعة الطبيعية إفراز خلايا الطُحَال نتيجة لإشارة عصبية عند التعرض للتحديات الجرثومية وقاموا بعزل المورثة المُتَحَكِمَة في إنتاجه. وعلى مرجعية امتلاك الجامعة البراءة الدولية بتسجيل المركز لاكتشاف إسرا ISRAA فضلاً عن الأوراق العلمية المنشورة عنها في المجلات المتخصصة سوف يستشرف المركز مرحلة التوظيف العملي لمخرجات الإنتاج العلمي عبر الانفتاح وتنافس شركات الدواء العالمية على إقتناء حقوق التصنيع لصالح الإنسان. وعلى هذا وذاك تُحسب إنجازات المركز إسهاماً فاعلاً في رسالة الجامعة وفي تيارات التطوير والامتداد الأكاديمي للبرامج والمستوى التعليمي مما يؤكد تواصل النجاحات وتحقيق التميز والعالمية لجامعة الخليج العربي.

نافذة على استراتيجية مُستقبل المركز

تم وضع خطة إستراتيجية التطوير العَشرية لمركز الجوهرة 2008 - 2018 في إطار خطة الإستراتيجيات المستقبلية الشاملة للجامعة، مُستَهدفةً تجويد النظام الطبي والبحثي التعليمي بتوظيف التطورات المستَحدثة في علوم المورثات وتأهيله لتقديم أرفع مستويات التعليم والخدمات المختبرية والتشخيصية والعلاجية، فضلاً عن تخريج الكوادر الرفيعة في مختلف تخصصات الطب الجزيئي وعلوم الجينات والأمراض الوراثية، إلى جانب تدريب العاملين في المهن الصحية المساعدة وتقديم خدمات التثقيف الصحي ورفع الوعي العام بمخاطر المورثات الجينية واقتراح سُبل الوقاية منها. وبهذا يصبح المركز رائداً في مجال تخصصه في الوطن العربي مما يحسب إضافة في صحيفة تسخير إمكانات الجامعة لمقابلة احتياجات المجتمع. على ما حُظي به المركز من اهتمام في الجامعة وخارجها تأسست خطة تطويره مُعتَمِدةً على تعظيم واستثمار جوانب القوة والإمكانات المتوافرة فيه، والتي من أولها توافر البرنامج الأكاديمي التطبيقي المرتبط بمنطقة الخليج وتَراكم الخِبرات الأكاديمية لنظام التعليم الذاتي الإبداعي في التعليم الطبي بالجامعة، إلى جانب ما قد استشرف به المركز من الدعم المادي المُقَدر منذ طرحه كمشروع، فضلاً عن موقعه الجُغرافي المناسب في مملكة البحرين لخدمة أرجاء الإقليم. وعليه توجهت الرؤية إلى تأطير إستراتيجية إعمال المركزعلى أربعة أضلاع تتلخص في تحقيق التميز من حيث جودة مخرجات التعليم، والتركيز على بناء القدرات في مجال الخدمات التشخيصية الجزيئية للأمراض الوراثية؛ وتعزيز مجالات البحث العِلمي التطبيقي والاستشارات والتعاون وتوطيد التعاون مع المراكز الإقليمية والعالمية المماثلة لصقل الخبرات ولزيادة مصادر التمويل الذاتي للمركز.

اقتضت هذه التوجهات تبني الجامعة مشروعات عاجلة أولها تأسيس المقر الدائم والمؤثث بأحدث التقنيات، والذي نحتفي بافتتاحه اليوم، مع بناء وتعزيز قنواتَ الشَراكةِ والتعاونِ بين المركز والمرافِق البحثية والتعليمية والمستشفيات العامة والقطاع الخاص والإسهام في تطوير آليات وسائل الخدمات وتعزيز موجهات المنافسة والتكامل معها. كما حرصت الجامعة على استثمار الخدمات الطبية المأمولة من المركز تحت مظلة السياحة العلاجية السائدة بالمنطقة كبوابة إضافية للدعم والإيراد الذاتي في ميزانيات الجامعة. تم تقسيم خطة تنفيذ الإستراتيجية ومُعدلات الأداء على مدى السنوات العَشَرة القادمة بين ثلاثية واجبات المركز في مجالات خَدمَات المجتمع والأبحاث العلمية والتعليم على ثلاثة مراحل متتابعة. أولاها مرحلة الإنشاء أو التأسيس والتأثيث لفترة ثلاثة أعوام من 2008 - 2010 تتفاوت فيهما (مجالي الخدمات والأبحاث العلمي والتعليمي)، نسبة الأداء العام للمركز ما بين 35% لمجالات كل من خدمات المجتمع والأبحاث و30% لوظيفة التعليم باعتماد نسبة تمويل 80% من ميزانية الجامعة و20% من إيرادات الخدمات لكل منهما على التوالي، وذلك نسبةً لحاجة مجالات خدمات المجتمع والأبحاث إلى الدعم الإضافي والمكثف والمركز في مرحلة بدايات الإنطلاقة، مقارنة بوظيفة التعليم والقائمة منذ تأسيس المركز في المقر المؤقت العام 2003 ومن ثم تبدأ المرحلة التشغيلية الوسطى على المستوى المحلي في السنوات الثلاث التالية خلال الفترة من2011 إلى 2013 ومرحلة التشغيل العُليا على نطاق الإقليم للسنوات الأربع اللاحقة من 2014 إلى 2018. تتفاوت نسب الأداء في المرحلة الوسطى بين مجالات إعمال المركز ما بين50% لخدمات المجتمع و25% لكل من جانبي الأبحاث والتعليم، باعتمادات نسبة تمويل تتراوح ما بين 60% من ميزانية الجامعة و40% من إيرادات الخدمات الذاتية في المركز، وذلك نسبةً إلى توقعات التوسع في تقديم الخدمات للقطاع الحكومي المحلي المتمثل في وزارة الصحة والمؤسسات الرياضية والقطاع الخاص، وبالتالي ازدياد سقف الإيرادات الذاتية لهذه المرحلة مقارنةً بالمرحلة الأولى.

أما في المرحلة العُليا خلال السنوات من 2014 إلى 2018 حيث تتوسع خدمات المركز لتغطي إقليم الخليج والوطن العربي، من المُخطط له الارتفاع الواضح في نسبة الأداء في جوانب خدمات المجتمع إلى60% وازدياد إيراداتها لتغطية 60% من منصرفات المركز، وتعادل نسبتي الأداء في مجالات الأبحاث والتعليم في حدود20% لكلٍ منهما، مما يعني تقلص الصرف على المركز من ميزانية الجامعة الأساس إلى نسبة تمويل40% فقط، ويؤشرإلى إمكانية تأمين اعتمادات تسيير المركز كاملةً على التمويل الذاتي من المركز، بل واحتمالات الفائض لصالح الجامعة عموماً على المدى المنظور من تنفيذ أبعد تفعيل لخطة الإستراتيجية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد