ينوي الرئيس الأمريكي أوباما إغلاق خمسة آلاف مدرسة متعثرة خلال السنوات الخمس القادمة وإعادة فتحها بمعلمين ومديرين جدد، وقد خصص لذلك ميزانية قدرها أربعة مليارات دولار. إن مما دعاه إلى ذلك عجز تلك المدارس عن تقديم تعليم جيد لطلابها. بالطبع الرئيس الأمريكي لا يملك سلطة أو صلاحية إغلاق تلك المدارس؛ فهذا أمر تقرره السلطة التعليمية المحلية فقط، ولكنه يملك حرمان المناطق التعليمية التي تتواجد بها تلك المدارس من الدعم المالي؛ فهو يربط دعمه المالي لإدارات التعليم المحلية بشروط أهمها قيام تلك الإدارات بمساعدة المدارس التي تتعثر لكي تحدث أثراً نوعياً ملاحظاً على إنجازات طلابها التعليمية.

كم هو أمر رائع أن تشعر المدارس بأن هناك سلطة (تراقب) مستوى جودة التعليم الذي تقدمه لطلابها، والقضية هنا تتجاوز مجرد مراقبة أداء المدرسة إلى اتخاذ قرارات تحدّد مستقبل ومصير المدرسة. ما أسوأ أن يصل الأمر إلى أن يشعر المعلم المقصر تجاه طلابه بأنه على قدم المساواة في عين النظام مع معلم استشعر مسؤوليته تجاه طلابه فأبدع، وما أسوأ أن تشعر مدرسة متميزة بأنها على قدم المساواة في عين النظام مع مدرسة (نائمة).