من أخطر الزيارات في عالم الحيوان زيارة الذئب للغنم لما فيها من المكر والخديعة ومهارة التخطيط ورسم مخطط الزيارة بإحكام. وقد استخدم الإنسان ومنذ القدم وحتى أيامنا هذه بعض حيل الحيوان ليستخدمها مع غريمه من الناس.
|
وزورة الذئب للغنم كما وصفها كمال الدين الدميري في كتابه (حياة الحيوان الكبرى) حيث قال: الذئب حيوان كثير الخبث، ذو غارات وخصومات ومكابرة وحيل شديدة، وصبر على المطاولة، وقلما يخطئ وإذا دنا من الغنم يعوي ثم يذهب إلى جهة أخرى ليذهب الكلب والراعي إلى الجهة التي سمع منها العواء. ثم يأتي الذئب من الجهة الأخرى ويسلب الغنم، والكلب والراعي بعيدان عنه. وأكثر ما يأتي الذئب وقت طلوع الشمس، لأنه يعرف أن الكلب طول الليل يحرس - وينبح- ولا ينام، وفي ذلك يغلبه النوم. والغريب أن سلوك الذئب هذا يستخدم في السياسة فالدول العظمى تستخدم مثل هذا السلوك مع الدول الضعيفة، كما أن مثل هذا السلوك يستخدم في أغراض أخرى متنوعة حتى أن شاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي استخدم هذا السلوك في زياراته لمحبوباته الأعرابيات حيث قال:
|
كم زورة لك في الأعراب خافية |
أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب |
أزورهم وسواد الليل يشفع لي |
وأنثني وبياض الصبح يغري بي |
لقد زار أبو الطيب محبوباته الأعرابيات زيارة لم يعلم بها أحد من الناس كزيارة الذئب الغنم، ومن كلف في حفظهن وصيانتهن كان في نوم عميق فحصل منهن على ما يريد، وقد زارهن متلحفاً بظلام الليل وتركهن وبياض الصبح يقول له أقعد، فالجمال والحسن ظهر، نقول: لقد كثرت الزيارات لديار العرب فنأمل أن لا تكون كزيارات المتنبي لأعرابياته، ولا كزيارات الذئاب للغنم.
|
|