أعرف من بلائي مع الناس أنّ الإنسان قد يتأذى من كنودهم وغدراتهم حتى ليأنس بالحيوان ويرهب أبناء جنسه. وأنه قد يشمئز من بعض الأخلاق فيفر منها كما يفر من مصادر الروائح العفنة. بيْد أنّ هذه المشاعر إن سوغت الاعتكاف حيناً، فهي لا تسوغ الإدبار والنفور آخر الدهر. فليس من مصلحة الدين والحياة أن يترك الشر يمرح ويمتد دون جهاد حلو أو مرير.
محمد الغزالي