الشكر كلمة جميلة فهي مزيج من شعوري الامتنان والحب، والشكر يحسن شخصياتنا وشخصيات الآخرين ويرتقي بها من أوحال الأنانية إلى بساتين الإيثار فتعطر الأجواء بالتقدير, ولا تخلو حياة الإنسان من المواقف التي تتطلّب منه تقديم الشكر للآخرين إما لفعل قاموا به لأجلك أم لقول حسن أغدقوه عليك أم لرؤيتك ما أبهجتك رؤيته، أو لرغبة ذكية منك لتعزيز سلوك ما، فالكل بحاجة الشكر, ومن أصدق اللحظات التي يعرفها الإنسان هي شكر الآخرين له وشكرك لهم، فالقلب يكون فيها نقياً طاهراً على استعداد لفعل أي شيء يعبر فيه عن قدر الامتنان الذي يحمله, ومن هنا كانت كيفية قول الشكر إحدى أهم المهارات التي اهتم بها الباحثون في العلاقات الإنسانية لأهميتها في بناء العلاقات بين البشر والمؤثرة لجعل الآخرين أفضل ومقدرين بسعادة لبعضهم أكثر فقرنوا الشكر بعدة مبادئ تفعله - قد يراها البعض بديهية بينما يراها البعض جديدة عليه وان ذلك إلا من تفاوت البشر - وأياً تكن أنت لتُفعّل شكرك، مارس معه هذه المبادئ الأساسية:
- انطق عبارة شكرك واضحة ومسموعة:
أي انطقه بصوت واضح ويسمع إليه، لكي لا تدع أي مجال للشك في عقل الإنسان أنك هل فعلاً تعني شكرك له أم تقوله كمجرّد رد على ما قدّمه إليك, كن سعيداَ بأنك تشكره لأنّ سعادتك ستظهر في صوتك ولمحات وجهك، وعندما يسمعك الآخرون تعبِّر عن شكرك فإنّ هذا يضاعف من قوة تأثير عبارة شكرك ووقعها في قلبه.
- انظر إلى الشخص والمسه:
إنّ التواصل البصري مع الشخص الآخر أثناء شكرك له يؤكد إخلاصك وتقديرك له وأيضاً أن تربت بيدك خفيفاً على مرفق الشخص الآخر أو تمسك بيده أو تمسح برأسه أو تضمه لسوف يؤكد ذلك شكرك, ويجعل من السهل تذكره أكثر.
- استخدم اسم الشخص:
إنك عندما تضيف صيغة شخصية على شكرك، فمثلا (إنني أشكرك يا فلان) لهي أشد تأثيراً من قول: (إنني أشكرك) فقط، فأسماء الناس لها وقعها الأهم على القلب وهي أجمل الكلمات التي يرغبون بسماعها فكيف إذا أعقبت بعد الشكر حتماً لأنت كسبت القلوب.
- أرسل رسالة شكر مكتوبة:
أثبت الخبراء في العلاقات الإنسانية أنّ الرسائل المكتوبة تُعد أفضل طريقة شكر وهذا بالطبع عندما يسمح الموقف بذلك, ويليها في قوة التأثير تقديم الشكر وجهاً لوجه, يليها الشكر عن طريق اتصال بالهاتف. ورسالة جوال نصية أفضل بكثير من عدم قول أي شيء!
- كن مخلصاً:
عندما تشكر شخصاً ما دعه يعلم أنّ شكرك حقيقي وأصيل تخلّص من عباراتك المتكررة الجامدة واجعل شكرك نابعاً من القلب للقلب من محب لمحبوب مهما كان حجم فعل الشخص الآخر ووزن علاقتك به.
دع مشاعرك بأجمل عباراتك تنساب من قلبك له لا توقفها فأنت بحاجة لأن تقولها وهو بحاجة لسماعها. وأيضاً إنك لم تكن أميناً ومخلصاً بشكرك فستفضح إيماءاتك الجسدية ذلك, كن معبراً مخلصاً كلياً عن الشكر.
ابحث دوماً عن فرص لشكر الآخرين وبالأخص الصغير منها فهذا يساهم في تنميتها وجعلها كبيرة. واشكر الآخرين كلما أمكن لك ذلك ولا تنتظر فقط شكرهم لك, بادر بالشكر بهذه المبادئ وسترى أثرها يبهجك ويبهج من حولك.