ذهب فأر المدينة لزيارة صديقه فأر الريف، وقد كان فأر الريف قوياً وعنيفاً، لكنه كان يحب صديقه فأر المدينة، فرحّب به عند قدومه. وأعطاه من الطعام كل ما يملك من جبن وخبز. فما كان من فأر المدينة إلاّ أن يدير وجهه عن الطعام وقال له: (لا أستطيع أن أفهم كيف بإمكانك الحياة مع هذا الطعام السيئ، لكن بالطبع لا يمكن لأحد أن يتوقع طعاماً أفضل في الريف, تعال معي إلى المدينة وسترى كيف هي الحياة, إنك بعد أسبوع من ذهابك إلى المدينة ستتساءل كيف كنت تستطيع الحياة في الريف). وما أن انتهى فأر المدينة من كلامه، حتى غادر الفأران متوجهين إلى المدينة. وفي الليل وصل الفأران إلى مسكن فأر المدينة وحدّث فأر المدينة صاحبه قائلاً: (أنت تحتاج إلى بعض المرطبات بعد هذه الرحلة الطويلة)، وقام بأخذه إلى غرفة الطعام حيث وجدا بقايا طعام العشاء، فأكلا كل ما هو فاخر من كعك كبير وحلوى منوّعة. وفجأة سمع الفأران صوت نباح كلب.
سأل فأر الريف صديقه: (ما هذا الصوت؟) فأجاب فأر المدينة: (إنه ليس إلاّ كلب المنزل يا صديقي), وبعد قليل انفتح الباب ودخل كلبان عملاقان. فأضطر الفأران إلى أن يهربا سريعاً. بعدها خاطب فأر الريف صديقه قائلاً: (وداعاً صديقي إني راحل وطني .. إلى الريف) فردّ عليه فأر المدينة: (ماذا! لمَ سترحل فأنت قد وصلت للتو؟).
فقال فأر الريف: (الحياة على أشياء بسيطة بأمان واستقرار، أفضل من الحياة برفاهية في خطر).