يموج الامتداد الجغرافي والحيز الفضائي بسيل جارف من الأفكار والمناهج والمدارس الفكرية والسلوكية والمعرفية والعقائدية، تسبح في فضاء الدول والشعوب كمصادر ثقافية شتى، بعضها يسعى للتأثير والانتشار والآخر جامد لكنه ضار.
من هنا تواجه أمتنا ومجتمعنا السعودي على وجه الخصوص تحدياً معاصراً ذا شأن بالغ فالمملكة العربية السعودية برسوخ قيمها وعمق سياستها ودورها المحوري في العالم كونها قطب الرحى في إثبات حجية الإسلام ووجهه المشرق في العالم كل ذلك يملي علينا أبناء هذا الشعب أن نتحمل أمانة عظيمة يقتضيها انتماؤنا لهذه البلاد المباركة والأرض التي تحتضن الحرمين الشريفين والعقيدة الصافية والثقافة النافعة النقية، إنها تستوجب أن نظهر هذا الانتماء في كل موطن بشخصياتنا وصفاتنا ومنطقنا وأعمالنا تجسيداً لمكانتنا في الحضارة العالمية.
نحن بحاجة لإظهار شعائر ديننا بما تحمله من صفاء التوحيد والعبادة والأخلاق التي جمعت شعوب الأرض على الإسلام منذ بزوغ شمسه وأن نستشعر قيمنا ونظهر الانتماء والتقدير والتعظيم المشروع لولاة أمرنا معرفة بحقوقهم علينا وتقديراً لعلمائنا وتقدير مثقفينا وكبارنا ووجهائنا والتراحم بيننا وأن نشتغل بالبناء والاستعداد بجسد الكيان الواحد المتلاحم الذي تتفتت أمامه كل الصعاب والأزمات والتحديات لنكون كما أراد الله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}فإذا لم نستطع تصدير الصناعة والتقنية فلنصدر القيم التي يفتقر لها العالم فمن منا المستشعر لذلك المستعد لشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم وشهادة الملائكة واطلاع الله تعالى فوق ذلك.
إنه انتماء له متطلبات وفيه مزايا نرجو أن نكون كلنا على قدر تحمله.