Al Jazirah NewsPaper Monday  11/05/2009 G Issue 13374
الأثنين 16 جمادى الأول 1430   العدد  13374
ماذا يمكن أن يقول أوباما؟

 

عندما يلقي الرئيس الأمريكي - أي رئيس أمريكي - خطاباً، فهذا حدثٌ بحدِّ ذاته، وله أهميته الخاصة كونه يعبِّر عن سياسة أقوى دولة في العالم، وعندما يكون محور الخطاب عن العلاقات الأمريكية الإسلامية، فذلك يضفي على الخطاب أهمية أخرى، وتزداد هذه الأهمية أيضاً، عندما يلقي الرئيس الأمريكي الخطاب في دولة عربية كبيرة مثل مصر.

فالرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلقي في مصر قريباً خطاباً مهماً، حول علاقة بلاده بالعالم الإسلامي. وعلى الرغم من أنّ أوباما تحدّث عن العلاقات الأمريكية الإسلامية في خطاب تنصيبه، وكان أمراً مثيراً حقاً وجدليّاً بالنسبة للبعض، إلاّ أنّ الخطاب المنتظَر يأتي بعد نحو أربعة أشهر من الحكم، وبعدما تعامل أوباما مباشرة مع القضايا المختلفة. فالمرشح للرئاسة غير الرئيس الفعلي، والرئيس الذي لم يمض على تنصيبه سوى دقائق، غير الرئيس الذي أمضى أشهراً في البيت الأبيض! .. فهل سيتغيّر خطاب أوباما، بعد أن عايش الواقع السياسي واتصل مباشرة برؤساء الدول، واطلع أكثر على القضايا؟ بمعنى آخر هل ممارسته الفعلية للحكم ستغيِّر من قناعاته؟.

أوباما عبّر عن اهتمامه بالعالم الإسلامي، وعن ضرورة بناء الجسور مع هذا العالم الكبير، الغني بحضارته وتنوُّعه الثقافي، وهذه الجسور قد تهدّمت في أجزاء كبيرة منها في ظل عهد سلفه جورج بوش، الذي ترك إرثاً كبيراً من الأزمات ثم مضى!. ويمكننا القول إنّ القضية الفلسطينية من أبرز ما يمكن أن تقاس به سياسة أوباما تجاه العالم الإسلامي، ولقد تعرّض أوباما لاختبار حقيقي عندما وصل اليمين الإسرائيلي المتطرِّف بقيادة بنيامين نتانياهو للحكم. فالحكومة الإسرائيلية الجديدة أعلنت عن تنصُّلها من اتفاق أنابوليس، وعن رفضها لحل الدولتين، إلاّ أنّ أوباما ردّ بشيء من الحزم بأنه مع حلِّ الدولتين، وأنه ماضٍ في سبيل تحقيق هذا الهدف الذي يرى أنه سيحقق السلام في المنطقة. وتوقّع عدد من الخبراء صداماً بين أوباما ونتانياهو. والقصة لم تنته بعد، فما زال أمام أوباما الكثير، منها العراق، وأفغانستان، وكيفية تطوير العلاقات مع الدول الإسلامية بما يخدم الطرفين، ويحقق الاستقرار العالمي.

وإزاء هذا نتوقّع خطاباً مهماً ومثيراً، لا يقل عن خطاب التنصيب، كما نتوقّع أن يكون أوباما أكثر وضوحاً بالنسبة لمختلف القضايا، وخاصة القضية الفلسطينية، وسيرسل عبر الخطاب عدّة رسائل مهمة، ليس للعالم الإسلامي ولكن للآخرين أيضاً، بما فيهم إسرائيل.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد