Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/05/2009 G Issue 13373
الأحد 15 جمادى الأول 1430   العدد  13373
النساء رياحين

 

تأليف: معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر

قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف

(بنت الأعشى)

في بلادي المملكة العربية السعودية -أدامها الله- نساء لهن دور في النهضة الأدبية خاصة وفي الحركة العلمية عامة بل في شتى مجالات الحياة على تعددها وتنوعها واختلافها سواء أكانت إنسانية أو اجتماعية أو تطويرية أو قل أيها القارئ ما تصبوا إليه قريحتك.

وبين يدي كتاب جد طريف، وفي طرحه جد لطيف، وهو من نز يراع الأديب الأريب معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر -طول الله سؤدد الأطب بطول عمره آمين - وهو يقع في (150) صفحة تقريباً وبين يدي الطبعة الأولى لعام 1429هـ وقد جاءت به مطبعة (القمرين) - عمرها الله- وموضوع الكتاب يتحدث عن النساء وما فيهن من خصال، وكرم وزكاة أخلاق، والكتاب يحكى مواقف مستمدة للمرأة من التراث العربي، وقد قدم له الأديب الناضج حمد بن عبدالله القاضي فقال - محفوظاً بطول العمر آمين - ونص خطابه يقول: (وأزعم أنكم سوف تتفقون مع المؤلف عندما تقرؤون الكتاب مع ما أورده من مواقف للمرأة استمدها من التراث العربي والإسلامي. وستتوفر القناعة لديكم أن النساء رياحين، وما أصدق الرد أي الطيب صالح الذي قال عن المرأة: (الحضارة أنثى وكلما هو حضاري فهو أنثوي)، وأقول مؤكداً بمقولة أخرى (السعادة) أنثى وكلما هو مسعد في الدنيا فهو أنثوي ولا عزاء للرجال، لكن حسبهم أن يظفروا بالسعادة التي مصدرها الأنثى، أستشرف أن تستمتعوا بقراءة هذا الكتاب. وكيف لا وهو يتحدث عن ألطف مخلوقات الله بل وأعلاهن حفظهن الله، فالحياة دونهن أشواك بلا ورد وليل بلا أقمار، ودياجير بلا فجر، وقد أطنب أديبنا سعادة الأستاذ الكريم.. حمد بن عبدالله القاضي في كلمته هذه فوفى وكفى وعرف القارئ بمضمون الكتاب وهو من صميم التراث كما أن كلمته كُتبت لتاريخ النساء الذي طالما غفل عنه الغافلون، وأهمله المهملون طوال زمن غير قصير.

قد يصله الواصلون، ويعده العادون إلى زمن يصل إلى خمسة قرون أو أكثر من ذلك، وقدم خويطرنا -حفظه الله- للمرأة العربية صفحة تاريخية عزيزة جاءت لتملأ صفحة بقيت وما زالت وستزول -إن شاء الله تعالى- قدم لها صفحة تراثية أدبية طالما تغافل عنها الزمن طويلاً، ونترك المجال واسعاً فسيحاً لأديبنا الخويطر، ليدلي بدوره في هذا الموضوع فهو فارس الحلبة وقائد زمامها وخطامها ليقول لنا في مقدمته الزاهرة ما يلي: (النساء نصف المجتمع وفي كنفهن وكنف الرجال يحتضن الأطفال ولا غرو أن تأتي إحدى مقالاتي في كتاب (إطلالة على التراث) الجزء السابع عشر عنهن وتكون صافية دافية.

لقد بينت فيما قلته جوانب متعددة في التراث أرت أهمية المرأة وحرص الكتاب على جمع ما توافر عنها في زمنهم وقبل زمنهم وجاؤوا بأمثلة أبرزت أضواءً في حياتها شعت على المجتمع، وذكروا حوادث مضيئة عن مساهمتها في الحياة مساهمة تدعو إلى الفخر والإعجاب ونحن اليوم إذ نستعيد ما جاء في التراث من هذه القنادل المضيئة إنما نؤكد إيماننا بدور المرأة المقدر، أماً أو أختاً أو قريبة أو شاخصاً متميزاً في المجتمع ولعلنا بهذا ندرأ عن أنفسنا اللوم أمامها غداً عندما تتسع مشاركتها الثقافية والأدبية، فنتصدى لإبراز دورها المضيء في العصور المتعاقبة وتتهمنا بغمد حقها).

وما أحوجنا كمجتمع إسلامي متمعن لهذه الكلمات اليافعات ليزداد المقتنع قناعة، وليعيد النظر في رأيه من قد اعتمد على فكر سقيم، وقناعة شدت فوقها ومن جوانبها المنافذ والطرق.

وفي الكتاب على صغر شكله مباحث جميلة أعطت مثالاً يعرج فيه المؤلف عن والدته -غفر الله لها- وأفرحها بالجنة إن شاء الله تعالى. بالقول التالي: (لم يكن في الميدان من يزاحم الوالدة في أن تعمل من عجينة نمونا وطبعنا ما تراه الأفضل، اجتهاد إنسان تدبره فطرته، وتجربته في الحياة، وإلا فهي لا تقرأ ولا تكتب، ولكنها في تربيتنا تمشي بنور الله في سيرها في هذه التربية على هدفه وتوقيته، لقد كتبت عن والدي ما خطر ببالي، وأنا أسجل ذكرياتي في كتابي: (وسم على أديم الزمن) وأبنت مسلسلاً ما كانت عليه صلة به، وأبنت مدى فخري واعتزازي به.. وقد تحدثت كذلك عن والدتي وأريد هنا، وأنا بصدد تعديد فضائل بعض النساء، أن لا يحرم هذا الكتيب من إضاءة اسمها فيه، والحديث لا أمله، وأرطب به شفتاي كلما قرب الحديث عنها...)

ويتضح في الكتاب الطرفة تناول عدة فضائل في شخصيتها كالناحية الطبية والتربوية، ومعالي الدكتور الأريب الأديب والوزير النضير يحكي في هذا الكتاب مدى قوة عاطفته وتمكنها من قلبه وسمعه ونظره فلله دره وجزاؤه ونصيبه من هذه الذكرى الحنون التي تسيطر على صفحات وجهه في (وسم على أديم الزمن) وعلى فلقات منطق لسانه في (النساء رياحين) ومن ثمرات ذكره لشخص والدته يعدد فضائلها وخصالها وسماتها من ذلك ذكر خويطرنا البار بالطريقة التي تصرفت به أمه تجاه حفظ أوراقه خاصة، وكتبه عامة، كذلك أشار مؤلفنا إلى كتب التراث التي اعتمد عليها في تدوين كتابه فيقول: (لو كان هناك مشاركات في الكتابة، لرأينا لهن اهتماماً ببنات جنسهن لأن هناك بصيص نور يمضي متسللاً بين صفحات ما يقال في مؤلفات الأدباء والكتاب فقد تأتي قصة عن شجاعتها أو مروءتها مما سار به الركبان أو عن كرمها أو ما إلى ذلك من الأعمال الحميدة التي كانت مجالاً للكتابة بإسهاب عن الرجال الذين اتصفوا بها، وأمامي الآن قصة مناسبة، رواها صاحب كتاب المختار من نوادر الأخبار للمقري...) ويمضي المؤلف في تتبع الأثر، وتغرس النظر في هذا الكتاب المليح في طرحه وطرقه ونظمه.

عنوان المراسلة: ص.ب 54753 الرياض 11524
فاكس: 2177739



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد