من حق الشعب الأفغاني وكذلك الباكستاني أن يغضبا لسقوط المدنيين العزل من الأطفال والنساء جراء القصف الأمريكي العشوائي الذي لا يفرق بينهم وبين المسلحين!. وليس هناك من مبرر عسكري مقنع يدفع الطائرات الأمريكية لضرب المنازل على رؤوس سكانها، ولنتخيل لو أن بين الضحايا مدنيين أمريكيين ! لربما دفعت الرئيس الأمريكي إلى الاستقالة!.
لقد بلغت حصيلة القتلى المدنيين في أفغانستان وحدها عام 2008م 2118 قتيلا سقط 39 % منهم بنيران القوات الدولية، ولا سيما الناتجة عن القصف العشوائي بالطائرات. فهل قيمة الإنسان رخيصة إلى حد تكرار مثل هذا القصف بشكل شبه يومي!.
أمريكا بهذا القصف غير المسؤول تخسر قضيتها التي بدأتها قبل سنوات تحت مسمى الحرب ضد الإرهاب، لأنها أصبحت حربا ضد الإرهابيين والمدنيين على حد سواء!.
وإثر كل قصف يفتح تحقيق حول ما إذا كان ثمة مدنيين بين القتلى، وآخرها ما أعلن عنه أمس في بيان أمريكي أفغاني مشترك، والذي قال إن تحقيقا حول القصف الذي جرى الاثنين والثلاثاء وقتل أكثر من مائة شخص يؤكد سقوط مدنيين بين القتلى!. وماذا بعد التحقيق؟، هل هناك محاسبة للمسؤولين الذين يقفون وراء هذه الجرائم؟. سير الأحداث يؤكد أن التحقيق لم يمنع من تكرار هذه الجرائم!
ففي اليوم الذي أعلن فيه عن نتائج التحقيق الأخير جرى قصف أمريكي لمواقع في باكستان، وثمة اشتباه في وقوع ضحايا بين المدنيين!.
هذا القصف المستمر وغير المسؤول يضعف حكومة الرئيس آصف زرداري في باكستان وحكومة الرئيس حميد كرزاي في أفغانستان، وهو الأمر الذي لا يصب في صالح سير العمليات العسكرية الدولية، ولا في صالح الأمن في هذين البلدين المسلمين!.
ولذلك، لا بد من وقف هذا القصف العشوائي، كما لا بد من محاسبة المسؤولين، فضلا عن تعويض أقارب القتلى والجرحى من المدنيين، وتقديم اعتذار علني للشعبين الباكستاني والأفغاني، وإلا فإن أمريكا لن تختلف عن أولئك الإرهابيين الذين يستهدفون المدنيين بحجج ليس بعيدة عن حجج الجيش الأمريكي!.
***