Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/05/2009 G Issue 13373
الأحد 15 جمادى الأول 1430   العدد  13373
في الوقت الأصلي
برافو للأربعة
محمد الشهري

 

من حقنا أن نحتفي وننتشي للنتائج والمستويات الطيبة التي يفرضها الأربعة (الهلال والاتحاد والشباب والاتفاق) آسيوياً.

** كما أن من حقهم علينا أن نصفق ونشيد بما جسدوه من عطاءات مشرفة مكنتهم من التأهل إلى دور الـ(16).

** والأكيد أن فرحتنا وغبطتنا ستكتمل حين تتصدر مجموعاتها.. لما يعنيه ذلك من قيمة ومن مميزات لاحقة تتمثل في أفضلية خوض تنافسات دور الـ(16) على أرضها وبين جماهيرها، وبالتالي الاستفادة من هذه العوامل المؤثرة بلا شك.

** هذا عدا ميزة تجنب مشاق السفر والترحال الذي لا بد أن يترتب عليه جملة من المتاعب المادية والمعنوية الأخرى.. والأهم من ذلك تجنب مقابلة بعضها البعض باتجاه دور الثمانية (إن شاء الله).

** بالتوفيق والسداد.

الدخول على النوايا من الخلف؟!

** العجز.. أو (الجبن).. أحدهما - بكل تأكيد - هو من يرغم صاحبه على عدم القدرة في مواجهة الحقائق الماثلة، أو على تسمية الأشياء بأسمائها دون لف أو دوران (؟!).

** ففي ظل (تساقط) نجوم الهلال (ضحايا) للعنف والضرب المتعمد الواحد تلو الآخر على أيدي وأرجل نظرائهم في الفرق المنافسة (؟!!).

** نتفاجأ ببعض المنظرين والمتنطعين عبر الشاشات وعبر الصحافة (يلتّون) ويعجنون حول تلك الحالات.. إما لمجرد اللت والعجن، وإما لإلتماس الأعذار والمبررات لأولئك الذين أجادوا أيما إجادة في تهشيم السيقان وفي تكسير الأنوف.. هذا فضلاً عمن نجوا بأعجوبة من إصابات كوارثية متعمدة دون وازع ديني من ضمير أو خشية من عقوبة (؟!!).

** جهابذة التنظير هؤلاء.. يهربون ويتوارون خلف قولهم: (نحن لا نستطيع الدخول في النوايا) في ذات الوقت الذي يؤكدون ويقطعون، بل ويبصمون بالعشر على خلو نوايا أولئك البلطجية من مقاصد الإيذاء (؟!!).

** سبحان الله.. يتهربون من إنصاف الضحايا بذريعة عدم الدخول في النوايا، ولكهم لا يترددون في اقتحام النوايا من الخلف.. حين شهدوا ببراءة الذين أصابوهم، ونزّهوا نواياهم من أي شائبة (!!!).

** السؤال: كيف تستقيم المعادلة في ظل هذا التناقض العجيب بين قولهم (نحن لا ندخل) ثم يدخلون.. أفلا كان الأستر والأكرم عدم الخوض في أمور لا قبل لهم بها (؟!!).

** ولعل شر البلية هو ما يتمثل في محاولات الربط والمقارنة بين حالات وحالات أخرى كنوع من خلط الأوراق.. في حين أن خبراء القانون قد قالوا كلمتهم الفصل في كل حالة على حدة، ووضعوا النقاط على الحروف دون الحاجة إلى مساعدة جهابذة قراءة النوايا بالمقلوب (؟!!).

(هذه) المعلّق؟!

** سبق أن تناولت من قبل مسألة العبث الذي يطال لغتنا العربية من لدن غالبية من يتصدّون هذه الأيام لمهمة الوصف والتعليق على المباريات، والتي من أهمها (تأنيث المذكر وتذكير المؤنث) وطالبتهم بضرورة التخلص من هذه العيوب الشنيعة بحق لغة الضاد (لغة القرآن).

** وكتب زميلنا القدير الأستاذ (أحمد الرشيد) مؤخراً حول ذات المعنى فأجاد، ولكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي (؟!).

** على سبيل المثال لا الحصر: ترديدهم لعشرات إن لم يكن مئات المرات خلال المباراة الواحدة، لأخطاء فادحة ومعيبة مثل قولهم (ثلاثة) نقاط أو (أربعة) مباريات.. مع ترديد أخرى مثل (خمس لاعبين) أو (عشر لاعبين).

** السؤال: هل يقبل هؤلاء بأن يشار لأحدهم بالقول: (هذه المعلق عبدالله) أو (هذه المعلق عيسى) مثلاً (؟!).

** حتماً لن يقبلوا.

** إذن عليهم الإقلاع عن تعاطي مثل هذه الممارسات (المايعة) فليست من مستلزمات التحضر والتمدن حتى وإن ظنوها كذلك، والإصرار على عدم تقبل النصح في مثل هذه الأمور والحالات لا يُعتبر شجاعة وإنما بشاعة.

احتفظا بجمائلكم وهي تعمر؟!

** كل الحالات العنيفة التي حدثت في ملاعبنا لا سيما تلك التي ترتب عليها إصابات بالغة ما كان يجب حدوثها.. استنكرناها وشجبناها بشدة دون النظر للألوان والانتماءات.

** نعم.. استنكرناها ولم تعنينا مواقف من يعنيهم الأمر في أندية الضحايا إن كانوا رفضوها أو تقبلوها بصدر رحب.

** وعندما تذمر الرئيس الهلالي من حالات العنف الذي أفضى إلى ما أفضى إليه من تكسير للعظام وبالتالي افتقاد فريقه لبعض العناصر المؤثرة والمهمة في عز حاجته إليهم نتيجة ذلك العنف.. مطالباً بتجنب دواعي ومصادر تلك الأضرار كحق مشروع.. وقال: الأحرى والأجدى من زيارة الضحية في المستشفى.. هو توخي الحرص على عدم إصابته من الأساس.

** فما كان من الذين تعلو رؤوسهم أكداس (البطحاء) إلاّ التقافز.. هذا يمن ويباهي بأن زار المصاب معتبراً ذلك قمة الفضل على الهلاليين (؟!!).

* وذاك يمن ويتجمل عليهم بعدم احتجاجه على إصابة أحد لاعبي فريقه خلال مباراة كان طرفها الآخر فريق الاتحاد (؟!!).

** القصد: الهلال في غنى عن مجمل هذه المكارم والجمائل، والأفضل منها توجيه العناصر المتهورة والمنفلتة باحترام شرف التنافس بعيداً عن الإضرار الجسدي بنظرائهم سواء في الهلال أو سواه من الفرق، وهذه ستكون أثمن وأنجح صنيعة يستحقون عليها الشكر والثناء.

من الأمثال المصرية

(يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز منك عسل)




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد