لم يكن مستغربا خروج الأمير الهادئ والشاعر الرياضي المثالي (عبدالرحمن بن مساعد).. عن اتزانه المعروف وطبيعته المعهودة التي اشتهر بها وعرف عنه دماثة الخلق والأدب الجم بعدما طفح به الكيل، وهو يشاهد الحملة الشرسة التي يتعرض لها لاعبو فريقه في كل مباراة يخوضها.. وكانت سببا في نقل أبرزهم على عربة الإسعاف إلى المستشفيات إثر الممارسات العنيفة والتجاوزات الخطيرة التي يقوم بها لاعبو الخصم ضد نجوم فريقه.. وكان آخرهم الروماني (ميرل راد وي) الذي تعرض مؤخرا لضرب متعمَّد من مهاجم الشباب (ناصر الشمراني) وقبله المهاجم الواعد (أحمد الفريدي) الذي نقله مهاجم النصر (ريان بلال) إلى السرير الأبيض بعد تعرضه لكسر في الساق.. مبديا استغرابه من الموقف السلبي من اللجان التحكيمية والانضباطية والفنية.. وهو يشاهد قيام ضعفاء النفوس من المنافسين باستخدام أساليب الضرب المقصود والعنف المتعمد والطرق غير المشروعة ضد لاعبيه في محاولة لإيقاف تفوقهم وحرمانهم بطريقة سقطت معها كل قواعد ومبادئ المنافسة الشريفة والروح الرياضية العالية التي ينشدها الجميع، وتكرس حقيقة غياب الوعي الرياضي والسلوك الاحترافي في وسط الميدان.. وربما يكون لاعبو الهلال - هذا العام - الأكثر عرضة للضرب المتعمَّد واستخدام العنف ضدهم من لاعبي الخصم.. الأمر الذي أثار حفيظة الشاعر الرياضي وجعله يخرج عن مثاليته المعهودة ونموذجيته المعروفة، وهو يكشف بمرارة عن (الحملة) التي يتعرض لها لاعبو فريقه دون عقاب رادع أو قرار تأديبي من اللجان التحكيمية والانضباطية والفنية ضد هؤلاء المتهورين الذين يجيدون فن الانزلاق والابراشات على ضحاياهم، وعلى طريقة - (شاهد ما شافشي حاجة)!! واللجان -مع الأسف- تتفرج على سقوطهم دون تفاعل أو حزم أو تعاطي مع الحدث، كما يجب، واتخاذ قرار قانوني رادع وعاجل نضمن على أقل الأحوال الحد من تفشي هذه التجاوزات الخطيرة وهذه الممارسات المشينة التي تشوه جمال المباريات فضلا عن حرمان النجوم من اللعب وتعطيل مواهبهم، وبالتالي توقفهم الاضطراري وربما الاعتزال المبكر (عنوة..)!! وأتصور أن فوضى لجنة الانضباط وتدهور لجنة الحكام والفنية في ظل بقاء الأسماء !! دون تغيير أو تطوير، وعدم الاستفادة من المتخصصين في النواحي القانونية والفنية والتطويرية والتنظيمية من الرياضيين السابقين الذين يملكون الفكر والعلم والتطوير والاستنارة.. تكشف لنا حقيقة الضياع والتخبطات التي تعيشها هذه اللجان الموقرة.. نتيجة تأثير غياب التخصص العلمي الدقيق والمهنية القانونية على كثير من القرارات والأفكار والأهداف المختلفة.. وسيطرت القناعات السلبية التي لا تتماشى مع مكونات ومنطلقات العولمة العلمية الرياضية.. وما نخشاه أمام هذه الإفرازات والإرهاصات والتخبطات.. انسحاب النماذج المثالية.. (عبدالرحمن بن مساعد) ومن هم على شاكلته من الساحة الرياضية.. كاحتجاج مؤدب على طريقة ومنهجية وتعامل هذه اللجان.. وبالتالي، سيكون الخاسر الأكبر هنا.. الرياضة السعودية التي تحتاج إلى نماذج بعقلية وبعد ووعي وثقافة (عبدالرحمن بن مساعد)..!!
***
** قد يكون الاتحادي المخضرم الدكتور (عبدالإله ساعاتي) الأنسب لقيادة الإتي في هذه المرحلة لما يتمتع به من رؤية إدارية ناضجة علما وفكرا وتطورا واستنارة.. تواكب عصرنة الرياضة العلمية.
** ماذا لو تم الاستعانة بخبير أوربي متخصص في (القانون الرياضي) لإدارة لجنة الانضباط بعيدا عن هوس الألوان وعشق المسميات، مثل ما تشاهد في بعض الدول المجاورة أقول: ماذا لو..!!؟
** مذيع القناة الرياضية قال - مبتهجا - بعد خسارة الهلال ضد الشباب في ذهاب بطولة كأس الأبطال أن الأمور حسمت الآن لصالح الشباب.. (أخينا في الله) سبق الحدث، وتناسى أن الرائد هزم تكامل الشباب ب(أربعة أهداف) في الدوري.. والله يخلف على المهنية!!
** زعيم الأندية الإسبانية (ريال مدريد) تلقى مؤخرا خسارة فاضحة وثقيلة أمام منافسه العتيد والعنيد (برشلونة) بنصف درزن من الأهداف.. هكذا (المدورة) لا تعترف بالأسماء إنما بالعطاء في وسط الميدان.
** وجود الأخصائي النفساني الرياضي بالأندية الكبيرة.. بات مطلبا هاما في ظل ضغوط المنافسة وتأثيرها النفسي والعصبي على سلوك وثقافة اللاعب المحترف.
** حصول النجم الهلالي الجماهيري (ياسر القحطاني) على بطاقتين حمراء في مواجهتين مختلفتين.. يؤكد حاجة اللاعب الجماهيري لأخصائي نفساني رياضي .. ما يعانيه النجم الجماهيري ذاق مرارته الأسطورة البرازيلية (رينالدينو) وتخلص من تلك المشكلة بالعلاج النفساني!!؟
** القروني - خالد - أثبت بالفعل أنه مدرب بارع يعرف كيف يتعامل مع الظروف بنجاح تام، ولعل تجاربه في السابق مع الفرق التي دربها.. تؤكد قدرته على تحقيق أفضل المعطيات.
** استقال مؤخرا الأمير الخلوق (فيصل بن عبدالرحمن) من رئاسة النصر عقب إخفاق فريقه هذا العام.. مع ذلك سيظل - الرئيس الذهبي - من أبرز الشخصيات الإدارية المثالية التي خدمت الكيان النصراوي (خلقا ووعيا وكفاءة) في تاريخه.
** (سامح الله من أخطأ بحقي).. عبارة راقية.. قالها المثالي (فيصل بن عبدالرحمن) وهو يودع كرسي زعامة البيت الأصفر.. هكذا الكبار بقيمهم الأخلاقية وخصائصهم السلوكية.. يتركون سيرتهم النيرة تتحدث عنهم حتى بعد رحيلهم عن مواقعهم..
المحرر
k-aldous@hotmail.com